المغرب: رئيس المستشارين ينتقد تصريحات برلمانيين بشأن التنازل عن معاشاتهم

أمين عام المجلس يحذر من انهيار صندوق معاشات البرلمانيين مطلع 2023

المغرب: رئيس المستشارين ينتقد تصريحات برلمانيين بشأن التنازل عن معاشاتهم
TT

المغرب: رئيس المستشارين ينتقد تصريحات برلمانيين بشأن التنازل عن معاشاتهم

المغرب: رئيس المستشارين ينتقد تصريحات برلمانيين بشأن التنازل عن معاشاتهم

انتقد عبد الحكيم بنشماس، رئيس مجلس المستشارين المغربي (الغرفة الثانية بالبرلمان)، تصريحات برلمانيين بشأن التنازل عن معاشاتهم جراء ضغوطات المطالب الشعبية بإلغائها، معدا ذلك مجرد مغالطات.
وأوضح بنشماس، الذي كان يتحدث صباح أمس، خلال افتتاح يوم دراسي نظمته الغرفة الثانية حول معاشات البرلمانيين، أن «البعض يعلن أنه يتنازل عن هذا المعاش، والحال أن هذا كلام غير دقيق وضحك على الذقون»، مضيفا أن «نظام المعاشات مقرر بمقتضى قانون ويتسم بطابع الإلزامية والإجبارية، ولا يمكن لأحد أن يعلن تنازله عنه بهذه الطريقة التي يجري الحديث بها».
ودعا بن شماس البرلمان إلى التعامل بمسؤولية مع نبض وديناميات المجتمع المنادية بإعادة النظر في معاشات البرلمانيين، مضيفا أن مجلس المستشارين لا يشعر بأي حرج في الخوض في هذا الموضوع. كما اعترف بنشماس بوجود أزمة مالية تخص تقاعد البرلمانيين جراء تعديل الدستور، الذي قلص عدد أعضاء الغرفة الثانية من 270 إلى 120 عضوا، وهو الأمر الذي كان له أثر كبير على توازن الصندوق الخاص بمعاشات البرلمانيين.
من جهته، كشف وحيد خوجة، الأمين العام لمجلس المستشارين عن قرب انهيار الصندوق الخاص بمعاشات البرلمانيين مطلع 2023، وذلك بسبب تراجع المساهمات وارتفاع نسبة المستفيدين، وأوضح خوجة أن 120 برلمانيا من الغرفة الثانية يؤدون مساهمات لفائدة 382 من البرلمانيين المستفيدين منذ إحداث مجلس المستشارين في ظل دستور 1996.
في اتصال بذلك، كشفت معطيات قدمت أمام مكتب مجلس المستشارين أن سنة 2015 كانت مفصلية في توازنات موارد ومصاريف الصندوق الخاص بمعاشات البرلمانيين، مؤكدة أن عدد المستفيدين من المعاشات انتقل من 186 برلمانيا سنة 2014 إلى 382 سنة 2015، وبالمقابل سجل الصندوق انخفاضا مهولا للمساهمين، حيث تراجعت المساهمات بـ14 في المائة، بسبب التعديل الدستوري الذي قلص عدد أعضاء الغرفة الثانية من 270 إلى 120 عضوا. وحذرت المعطيات من بلوغ عجز 5.5 مليون دولار.
وشهد اليوم الدراسي تقديم البرلمانيين بعض المقترحات لتعديل نظام معاشاتهم، وتصدر مقترح تأجيل صرف معاشات التقاعد إلى حين بلوغ سن المعاش قائمة المقترحات التي يحتمل اللجوء إليها، للتخفيف من حدة الضغط الشعبي المطالب بإعادة النظر في معاشات البرلمانيين على خلاف ما هو معمول به، حيث يستفيد البرلماني من معاش قدره 550 دولارا بمجرد انتهاء الولاية التشريعية.
كما تضمنت المقترحات التي سيتدارسها مكتب الغرفة الثانية إمكانية إلغاء مساهمة المجلس في تقاعد البرلمانيين، حيث يؤدي نحو 330 دولارا لكل مستشار.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.