الدفعة الثانية من الإغاثة تصل للبلدات المحاصرة.. ونداءات عبر المساجد للمرضى

باريس ولندن وواشنطن تطلب اجتماعًا طارئًا لمجلس الأمن حول تلك المناطق

سكان من مضايا المحاصرة ينتظرون أمس قافلة الإغاثة من الهلال الأحمر السوري التي تتكون من 50 شاحنة (أ.ف.ب)
سكان من مضايا المحاصرة ينتظرون أمس قافلة الإغاثة من الهلال الأحمر السوري التي تتكون من 50 شاحنة (أ.ف.ب)
TT

الدفعة الثانية من الإغاثة تصل للبلدات المحاصرة.. ونداءات عبر المساجد للمرضى

سكان من مضايا المحاصرة ينتظرون أمس قافلة الإغاثة من الهلال الأحمر السوري التي تتكون من 50 شاحنة (أ.ف.ب)
سكان من مضايا المحاصرة ينتظرون أمس قافلة الإغاثة من الهلال الأحمر السوري التي تتكون من 50 شاحنة (أ.ف.ب)

دخلت الدفعة الثانية من المساعدات الإغاثية عصر أمس الخميس إلى بلدة مضايا السورية التي تحاصرها قوات النظام بشكل محكم منذ ستة أشهر، بعد دفعة أولى وصلت الاثنين، وخففت جزءًا من المعاناة الإنسانية التي تعيشها البلدة نتيجة الحصار، في حين بدأت التحضيرات للكشف على حالات مرضية تحتاج إلى استشفاء خارج البلدة، تمهيدًا لإجلائها إلى العاصمة السورية دمشق.
وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة لوكالة الصحافة الفرنسية، أمس، إن باريس ولندن وواشنطن طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي للمطالبة برفع الحصار عن مناطق سورية عدة، بينها بلدة مضايا. وقال فرنسوا دولاتر إن هذا الاجتماع الذي قد يعقد اعتبارا من اليوم يهدف إلى «تنبيه العالم إلى المأساة الإنسانية التي تشهدها مضايا ومدن أخرى (محاصرة) في سوريا».
وأكد ناشطون سوريون في مضايا لـ«الشرق الأوسط» أن الشاحنات بدأت بالدخول إلى البلدة عصرًا، وهي محملة بالطحين ومواد طبية، نافية علمها بأن يكون بين المساعدات وقود للتدفئة.
هذا، وذكرت وكالة «الصحافة الفرنسية» أن ست شاحنات على الأقل محملة بالمساعدات عليها شعار الهلال الأحمر السوري دخلت عند الخامسة والربع عصرا إلى بلدة مضايا، في ريف دمشق، في خطوة هي الثانية من نوعها هذا الأسبوع بعد دخول قافلة أولى الثلاثاء.
وقال الناشط أبو عبد الرحمن من داخل مضايا لـ«الشرق الأوسط» إن الشاحنات التي وصلت إلى البلدة «تحمل طحينًا ومواد غذائية ومواد طبية ومواد للتنظيف»، مشيرًا إلى أنها «تتمة للدفعة الأولى من المساعدات التي وصلت الاثنين»، نافيًا أن يكون بينها وقود للتدفئة.
وقال إن حصة العائلة من المساعدات التي وصلت الاثنين والخميس، إضافة إلى الطحين والمعلبات، تبلغ نحو 10 كيلو من الأرزّ، و5 كيلو من البرغل، و3 فاصوليا، إضافة إلى 2 كيلو حمّص، مضيفًا: «التقديرات تفيد بأن هذه الكمية تكفي عشرين يومًا لكل عائلة مؤلفة من 6 أشخاص»، وهي «مساعدات تشد الرمق وتمسك الحياة». وأضاف: «المساعدات أفضت إلى تحسين الواقع الإنساني في البلدة نوعًا ما، لكن السكان يطالبون بفك الحصار وليس بإدخال المساعدات فقط».
وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا بافل كشيشيك لوكالة: «الصحافة الفرنسية» إن قافلة مساعدات تضم 44 شاحنة غادرت دمشق إلى مضايا، مضيفا أن «الأولوية هي لتوزيع الطحين ومواد النظافة». وأقلت القافلة الخميس طواقم طبية وفق كشيشيك، الذي أشار إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أرسلت أيضا «أخصائية تغذية لإجراء تقييم سليم» لأوضاع السكان.
ورغم وصول شحنات من الأدوية ضمن القافلة الإغاثية إلى مضايا، إلا أن المشكلة تقع في غياب أطباء يمكن أن يصفوا الأدوية لمحتاجيها. وقال أبو عبد الرحمن إن هناك 400 حالة تستدعي الخروج من مضايا لتلقي العلاج في مستشفيات دمشق. وأشار إلى أن السكان، وعقب دخول ممثلين عن منظمات دولية إلى البلدة أمس، «أطلقوا نداءات عبر المساجد للمرضى كي يتم الكشف عن على وضعهم الصحي وتسجيل الأسماء بهدف معاينتهم ولاحقا إخراجهم من البلدة».
وأكد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا يعقوب الحلو أمس، أن منظمة الصحة العالمية وجهات أخرى عاملة في المجال الطبي، بدأت «مفاوضات مع السلطات السورية لتسهيل عملية خروج الحالات الحرجة». وقال: «وجدنا فعلا داخل مضايا حالات حرجة جدا تستدعي التحويل السريع إلى المشافي لكي تتم معالجتها، وكلنا أمل أن هذه العملية ستتم في الأيام القادمة». وذكر أنه تم الثلاثاء إخراج «طفلة تبلغ من العمر ثماني سنوات» كانت «في حاجة ملحة إلى تدخل طبي مختص»، وباتت «موجودة في مشفى دمشق مع أهلها».
وبالتزامن مع إدخال المساعدات إلى مضايا التي يسكنها أكثر من 40 ألف مدني، توجهت صباح الخميس قافلة أخرى من 17 شاحنة إلى بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في محافظة إدلب (شمال غرب)، حيث يقيم نحو عشرين ألف شخص، تحاصرهم الفصائل المقاتلة المعارضة منذ الصيف الماضي. وذكرت قناة «المنار» التابعة لحزب الله اللبناني، أن ثلاث شاحنات محملة بالمساعدات دخلت إلى بلدتي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب في الوقت ذاته، علما بأن نحو عشرين ألف شخص يقطنون في بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين.
ورجح منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا للصحافيين في دمشق، أمس أن «تؤخر الظروف المناخية» إدخال المساعدات بعض الشيء، خصوصا إلى الفوعة وكفريا. وقال الحلو: «في نهاية المطاف، إن الحل الحقيقي لهذا المأزق ولمحنة الأشخاص المحاصرين في هذه البلدات هو رفع الحصار».
وتشكل مضايا مع مدينة الزبداني المجاورة والفوعة وكفريا أربع مناطق تم التوصل فيها إلى اتفاق في سبتمبر (أيلول) بين الحكومة السورية والفصائل المقاتلة بإشراف الأمم المتحدة.
وينص الاتفاق على وقف لإطلاق النار وإيصال المساعدات وإجلاء الجرحى والمقاتلين يتم تنفيذه على مراحل.
في غضون ذلك، واصل الناشطون في معضمية الشام في جنوب دمشق، تكرار تحذيراتهم من أنهم على أعتاب كارثة إنسانية، إذا لم يفك الحصار عنهم، فيما أفاد المكتب الإعلامي المعارض في المعضمية بوفاة الطفل يوسف سعدية البالغ من العمر ثلاثة أشهر جراء سوء التغذية الشديد وانعدام الغذاء اللازم ومنع قوات النظام الأهل من إخراجه لتلقي العلاج خارج المدينة.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.