عُمان تتسلم 10 سجناء يمنيين من «غوانتانامو» وتوفر لهم الإقامة المؤقتة

قالت إنها استجابت لطلب أميركي باستقبالهم لأسباب إنسانية

عُمان تتسلم 10 سجناء يمنيين من «غوانتانامو» وتوفر لهم الإقامة المؤقتة
TT

عُمان تتسلم 10 سجناء يمنيين من «غوانتانامو» وتوفر لهم الإقامة المؤقتة

عُمان تتسلم 10 سجناء يمنيين من «غوانتانامو» وتوفر لهم الإقامة المؤقتة

تسلمت سلطنة عُمان عشرة سجناء يمنيين كانوا محتجزين في معتقل «غوانتانامو»، وأعلنت أمس أنها استجابت لطلب أميركي بتسلم السجناء العشرة «مراعاة لظروفهم الإنسانية»، وأنها ستوفر لهم «الإقامة المؤقتة».
وفي واشنطن، أعلن مسؤول أميركي أمس أن عشرة سجناء يمنيين كانوا محتجزين في السجن الأميركي في خليج غوانتانامو في كوبا نقلوا إلى سلطنة عمان لينخفض بذلك عدد المعتقلين لما دون مائة فرد فيما يسعى الرئيس باراك أوباما لإغلاق المعتقل.
ونقلت وكالة الأنباء العمانية أمس عن مسؤول بوزارة الخارجية قوله إن عشرة يمنيين وصلوا إلى السلطنة وسيبقون بها «لأسباب إنسانية» إلى حين تتوفر الظروف المناسبة لإعادتهم لليمن الذي يشهد حربا أهلية. وبالإفراج عن اليمنيين العشرة ينخفض عدد السجناء في السجن الحربي الأميركي إلى 93 مسجلا أدنى مستوى منذ أن تولى أوباما منصبه عام 2009 وتعهد بإغلاق السجن الذي أثار انتقادات دولية. وقالت وزارة الخارجية العمانية، في بيان، إنه بناءً على طلب الحكومة الأميركية المساعدة في تسوية قضية المحتجزين في معتقل غوانتانامو ومراعاة لظروفهم الإنسانية، وصل السلطنة (10) مواطنين يمنيين أفرج عنهم من المعتقل المذكور وذلك للإقامة المؤقتة.
ويأتي وصول هؤلاء بعد أقل من 48 ساعة على تجديد الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه حول حال الاتحاد السنوي الذي ألقاه ليل الثلاثاء الأربعاء الماضي، مناشدة الكونغرس إغلاق المعتقل «غير المجدي».
ولا يمكن للسجناء اليمنيين المفرج عنهم العودة إلى بلادهم بسبب النزاع المستمر فيه منذ نحو عام، وفي السادس من هذا الشهر، أفرجت السلطات الأميركية عن يمنيين اثنين تم نقلهما من المعتقل إلى غانا. كما أعلنت واشنطن في نوفمبر (تشرين الثاني) نقل خمسة من المعتقلين السابقين إلى الإمارات العربية المتحدة. وأفادت تقارير صحافية أميركية في حينه أن هؤلاء الخمسة هم يمنيون من الأسماء غير البارزة، وأمضوا قرابة 14 عاما في السجن من دون أن توجه إليهم تهم. كما جرى في الأيام الماضية إطلاق عدد من الموقوفين في المعتقل. وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت الاثنين الماضي 11 يناير (كانون الثاني)، نقل معتقل سعودي في غوانتانامو إلى الرياض. وأكدت وزارة داخلية السعودية أن محمد عبد الرحمن عون الشمراني وصل إلى المملكة، وسيتم إخضاعه «للأنظمة المرعية بالمملكة التي تشمل استفادته من برامج المناصحة (التي تخصص لإعادة تأهيل الذين انضموا لتنظيمات متطرفة) والرعاية».
وقبل ذلك بيومين، عاد آخر المعتقلين الكويتيين في غوانتانامو إلى بلاده، حيث كانت عائلته في استقباله، بعدما أمضى 14 عاما في السجن. وكان الرئيس الأميركي قال في خطابه السنوي أمام الكونغرس هذا الأسبوع: «سأواصل جهودي لإغلاق سجن غوانتانامو، فهو يكلف غاليا وهو غير مجد»، معتبرا أن المعتقل الذي أوقف فيه المئات من المشتبه بضلوعهم في عمليات إرهابية، تحول إلى ما يشبه «المنشور الدعائي» الذي تستخدمه التنظيمات الجهادية لتجند أفرادا جددا في صفوفها.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.