القوات العراقية تستعيد مناطق نفطية شرق تكريت من «داعش»

بعد معارك شرسة أسفرت عن مقتل وإصابة وأسر العشرات من التنظيم

القوات العراقية تستعيد مناطق نفطية شرق تكريت من «داعش»
TT

القوات العراقية تستعيد مناطق نفطية شرق تكريت من «داعش»

القوات العراقية تستعيد مناطق نفطية شرق تكريت من «داعش»

شن مسلحو تنظيم داعش فجر أمس هجوما موسعا على منطقة الكصيبة وحقلي عجيل وعلاس النفطيين شرق تكريت. وذكرت مصادر مطلعة أن الهجوم الذي استخدم فيه التنظيم عجلات مفخخة أسفر عن سيطرته على هذه المناطق لساعات، قبل أن تتمكن القوات الأمنية العراقية بإسناد من الطيران العراقي من استعادتها بعد معركة استمرت بين الجانبين نحو عشر ساعات.
وقال خالد الخزرجي، نائب رئيس مجلس محافظة صلاح الدين، لـ«الشرق الأوسط»: «تمكن مسلحو (داعش) أمس من دخول منطقة تل الكصيبة، لكن القوات الأمنية العراقية تصدت لهم، وسرعان ما سيطرت على الوضع وتمكنت من استعادة المنطقة من التنظيم. (داعش) استخدم كالعادة عجلات مفخخة وأسلحة متطورة في هجومه الخاطف، الذي بدأ منذ ساعات الفجر الأولى واستمر حتى الظهر». واستبعد الخزرجي شن التنظيم لهجمات خاطفة كهذه على المنطقة مستقبلا، مشددا بالقول: «اتخذت القوات الأمنية كل الاحتياطات اللازمة للحيلولة دون شن هكذا هجمات، وتَمكُن التنظيم من شن هذا الهجوم كان بسبب مباغتته للقوات الأمنية بهذا الاتجاه لأنه كان يناور على المناطق الغربية من سامراء، فاتجهت كل الأنظار إلى ذلك الاتجاه».
بدوره، تحدث فيصل حمد الجبوري، عضو مجلس محافظة صلاح الدين، بشكل مفصل عن المعركة، وقال: «هاجم مسلحو تنظيم داعش أمس من جهة سلسلة جبال مكحول، وحقلي عجيل وعلاس النفطيين، ومنطقة الكصيبة، واستخدم التنظيم في هجومه عشر عجلات من ضمنها ثلاث عجلات مفخخة». وتمكن «داعش» من احتلال المناطق الثلاث المذكور لعدة ساعات، بعدها تصدت القوات الأمنية لمسلحي التنظيم بإسناد من طيران الجيش العراقي، وبعد نحو عشر ساعات من المعارك المتواصلة تمكنت القوات الأمنية من استعادة هذه المناطق وطرد «داعش» منها.
وأسفرت المعركة عن مقتل أكثر من 30 مسلحا من «داعش»، وإصابة عشرات وأسر 13 مسلحا آخر تواصل القوات الأمنية التحقيق معهم، فيما قتل ضابط في الشرطة العراقية برتبة عقيد خلال المعركة، واستولت القوات الأمنية على كميات من أسلحة وأعتدة وعجلات «داعش». وأكد الجبوري أنه ليست هناك أي مخاوف من عودة «داعش» إلى هذه المناطق مرة أخرى.
وبحسب مصادر أمنية في محافظة صلاح الدين، فإن التنظيم سيطر على الطريق الرئيسي الواصل بين قضاء طوزخورماتو (جنوب كركوك) ومدينة تكريت في الجزء القريب من تكريت، خلال الهجوم الذي شنه على المناطق الواقعة شرق مدينة تكريت مركز المحافظة.
من جهته، قال الرائد فاروق أحمد، مدير قوات الآسايش (الأمن الكردي) في قضاء طوزخورماتو، لـ«الشرق الأوسط»: «المنطقة التي دارت فيها المعارك أمس تبعد نحو 50 كيلومترا عن حدود قضاء طوزخورماتو، أما بالنسبة للطريق الرابط بين طوزخورماتو وتكريت، فهذا الطريق مغلق أساسا منذ بداية مجيء (داعش) وحتى الآن». وعن المناطق التي دارت فيها المعركة، بين أحمد بالقول: «(داعش) بدأ هجومه منذ الساعة الرابعة من فجر أمس بعدة هجمات انتحارية، وامتد الهجوم من جبال حمرين وحتى مفرق الدور، ورغم استعادة هذه المناطق من قبل القوات الأمنية العراقية فإنها ليست مؤمنة تماما حسب المعلومات المتوافرة لدينا، وما زالت الحركة متوقفة فيها».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.