وزيرة التجارة الأميركية: العلاقات الاقتصادية بين واشنطن والرياض قوية ولن تتغير

تنامي التبادل التجاري المشترك إلى 74 مليار دولار خلال عقد.. ودخول 120 شركة أميركية إلى السعودية العام الماضي

بيني بريتزكر وزيرة التجارة الأميركية  ({الشرق الأوسط})
بيني بريتزكر وزيرة التجارة الأميركية ({الشرق الأوسط})
TT

وزيرة التجارة الأميركية: العلاقات الاقتصادية بين واشنطن والرياض قوية ولن تتغير

بيني بريتزكر وزيرة التجارة الأميركية  ({الشرق الأوسط})
بيني بريتزكر وزيرة التجارة الأميركية ({الشرق الأوسط})

كشفت بيني بريتزكر وزيرة التجارة الأميركية عن زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي باراك أوباما خلال الأسابيع القليلة المقبلة إلى السعودية دون أن تحدد الموعد الرسمي لهذه الزيارة، مفصحة عن إجرائها عددا من الاجتماعات واللقاءات مع وزارات وجهات حكومية سعودية.
ووصفت الوزيرة خلال حضور حفل استقبال وفد رجال أعمال وشركات أميركية إلى السعودية ضمن الوفد المشارك لمجلس الأعمال السعودي الأميركي المشترك، عقد بفندق الإنتركونتيننتال بالرياض، أن العلاقات المشتركة «قوية للأبد»، بحضور الأمير عبد العزيز بن سلمان مساعد وزير البترول والثروة المعدنية، و150 ضيفا من قطاع الأعمال والجهات الرسمية والخاصة.
وكشف البيانات التي ألقيت خلال المناسبة أن حجم التجارة المتبادلة بين البلدين خلال 10 سنوات ارتفعت من 26 إلى 74 مليار دولار، مفصحين أن قرابة 120 شركة أميركية دخلت السوق السعودية العام الماضي.
وأفصحت وزيرة التجارة الأميركية خلال اللقاء، أن العلاقات بين البلدين استراتيجية لا سيما ما يخص التحالف والحماية مفيدة أن السعودية اشترت مؤخرا 72 طائرة عسكرية من نوع (F - 15s) في أكبر صفقة من نوعها في هذا المجال، في وقت يدرك فيه البلدان أهمية استقرار المنطقة.
وبينت بريتزكر أنه انطلاقا من هذه القاعدة قد تتعرض فيه علاقات الأصدقاء لبعض من سوء التفاهم لكنها لن تهز أساس وقاعدة الصداقة المتينة، مؤكدة في الوقت ذاته أن التزام بلادها بالشراكة مع السعودية لن تتغير مهما تزايد اكتفاء الولايات المتحدة من الطاقة.
ولفتت إلى أن الأعمال السعودية والأميركية المشتركة تتنامى بقوة وسط تزايد الروابط من ثمانية عقود (منذ 76 عاما مضت)، مستشهدة برغبة عارمة من قبل الشركات الأميركية التي تسابقت للمجيء إلى السعودية حيث قدمت 80 شركة رغبة الحضور فيما لم يتسن سوى تقليص الوفد المرافق لها إلى 21 شركة، مما يعطي دلالة على حيوية الحركة التجارية بين البلدين.
وأفادت بريتزكر أن تلك الشركات متخصصة في الطاقة المتجددة والعمارة والبنية التحتية، في وقت تقع فيه السعودية كإحدى أكبر 10 شركاء للولايات المتحدة، مشيرة إلى أن ديسمبر (كانون الأول) الماضي شهد أكبر عملية تصدير شهرية من الولايات المتحدة إلى السعودية بواقع ملياري دولار مع تواصل الطلب على السيارات والآلات وتكنولوجيا الطاقة المتجددة الأميركية.
وأضافت المسؤولة الأميركية أن دور وزارة التجارة هو مساعدة الشركات الأميركية لدخول الأسواق الأجنبية، موضحة في هذا الصدد أنهم نجحوا خلال أربع سنوات ماضية في إدخال 500 شركة لبناء أعمالهم وتسويق سلعهم وخدماتهم في السعودية.
وكشفت بريتزكر عن عقدها عددا من الاجتماعات خلال زيارتها الحالية، حيث اجتمعت مع مسؤولي وزارة المياه والكهرباء لوجود طلب على هذه المنافع في السعودية وسط نمو متوقع يقدر بعشرة في المائة سنويا مع التوسع السكاني، موضحة أن الشركات الأميركية لديها الكفاءة والرغبة في المشاركة بمشاريع تنفذها الجهات الحكومية السعودية تقدر قيمتها بـ150 مليار دولار، كما هو الحال الذي ينطبق على لقائها مع مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية.
وأشادت الوزيرة الأميركية بالتقدم الملموس على صعيد تطور القوانين والتشريعات المتعلقة بحقوق الملكية، كاشفة أن العمل جار مع عدد من الجهات الحكومية السعودية وتحديدا وزارتي «العدل» و«التجارة والصناعة» لعمل بيئة قانونية تساعد مبتكري الأعمال في السعودية.



الصين تهرع لدعم اليوان وأسواق الأسهم النازفين

لوحة الكترونية تعرض حركة الاسهم على جسر للمشاة وسط الضاحية المالية في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)
لوحة الكترونية تعرض حركة الاسهم على جسر للمشاة وسط الضاحية المالية في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)
TT

الصين تهرع لدعم اليوان وأسواق الأسهم النازفين

لوحة الكترونية تعرض حركة الاسهم على جسر للمشاة وسط الضاحية المالية في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)
لوحة الكترونية تعرض حركة الاسهم على جسر للمشاة وسط الضاحية المالية في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)

سارعت البورصات الصينية والبنك المركزي إلى الدفاع عن اليوان وأسواق الأسهم المتدهورين يوم الاثنين، في محاولة لتهدئة المستثمرين القلقين بشأن عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض وقدرة بكين على إنعاش الاقتصاد.

وقبل أسبوعين فقط من بدء ترمب رئاسته الثانية للولايات المتحدة، هزت تهديداته بفرض رسوم جمركية كبيرة على الواردات الصينية اليوان، ودفعت عائدات السندات في البر الرئيسي إلى الانخفاض وأدت إلى بداية صعبة للأسهم في عام 2025.

ويوم الاثنين، ضعف اليوان الصيني الخاضع لسيطرة مشددة إلى أدنى مستوياته في 16 شهرًا، بينما لامس مؤشر الأسهم القيادية أضعف مستوياته منذ نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، حيث انخفض بنسبة 0.9 بالمائة خلال اليوم، قبل أن يغلق منخفضًا بنسبة 0.2 بالمائة. وانخفض المؤشر بنسبة 5 بالمائة خلال الأسبوع الماضي ليسجل أكبر خسارة أسبوعية له في أكثر من عامين.

وقالت ثلاثة مصادر مطلعة على الأمر لرويترز إن البورصات الصينية طلبت من صناديق الاستثمار المشتركة الكبيرة تقييد بيعها للأسهم في بداية العام، مما يؤكد المزاج المتوتر في السوق.

وتلقت أربعة صناديق استثمار مشتركة كبيرة على الأقل مكالمات من بورصتي شنغهاي وشنتشن في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي و2 و3 يناير (كانون الثاني) الجاري، تطلب منهم شراء المزيد من الأسهم مما يبيعونه كل يوم.

وقالت بورصتا شنغهاي وشنتشن يوم الأحد إنهما اجتمعتا مؤخرًا مع مؤسسات أجنبية، وأكدتا للمستثمرين أنهما ستواصلان فتح أسواق رأس المال الصينية. وأفادت وكالة أنباء "ييكاي" المملوكة للدولة يوم الاثنين أن بنك الشعب الصيني قد يصدر المزيد من سندات اليوان في هونغ كونغ في يناير (كانون الثاني) الجاري، في إشارة إلى أن السلطات تريد امتصاص سيولة العملة لتخفيف المضاربة. وقالت فاينانشال نيوز، وهي مطبوعة للبنك المركزي، إن بنك الشعب الصيني لديه الأدوات والخبرة للرد على انخفاض قيمة اليوان.

وقال تشارو تشانانا، كبير استراتيجيي الاستثمار في "ساكسو": "إن منع الانخفاض الحاد في قيمة اليوان سيكون أمرًا بالغ الأهمية لتعافي الصين. أي انتعاش تكتيكي هذا العام سيحتاج إلى أكثر من مجرد تدابير تحفيزية، وخاصة ما إذا كانت الصين قادرة على التفاوض على صفقة مع الرئيس المنتخب ترمب".

وعانى ثاني أكبر اقتصاد في العالم على مدى السنوات القليلة الماضية، حيث أدى تباطؤ سوق العقارات وتباطؤ الدخل إلى استنزاف الطلب الاستهلاكي وإلحاق الضرر بالشركات. كانت الصادرات واحدة من النقاط المضيئة القليلة، لكنها قد تواجه تعريفات جمركية أميركية باهظة في ظل إدارة ترمب الثانية.

وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 4 بالمائة، بينما انخفض مؤشر "سي إس آي 300" الصيني بنسبة 4.3 بالمائة منذ الانتخابات الأميركية في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، مما يسلط الضوء على المخاوف بشأن الرسوم الجمركية، فيما استقرت الأسهم الأوروبية في نفس الفترة.

وقدمت السلطات الصينية تدابير دعم مختلفة منذ سبتمبر (أيلول)، بما في ذلك مخططات المبادلة وإعادة الإقراض بقيمة إجمالية 800 مليار يوان (109 مليارات دولار)، لدعم ثقة المستثمرين ووضع حد أدنى للأسهم.

وكان اليوان يسجل بشكل روتيني أدنى مستوياته في عدة أشهر منذ فوز ترمب بالانتخابات الأميركية حيث أدى التهديد بالرسوم الجمركية إلى جانب المخاوف بشأن التعافي الاقتصادي البطيء للصين إلى تدفقات رأس المال إلى الخارج.

وبلغ سعر اليوان الفوري 7.3301 مقابل الدولار يوم الاثنين، وهو أضعف مستوى له منذ سبتمبر 2023، بعد اختراق العتبة الرئيسية البالغة 7.3 مقابل الدولار لأول مرة منذ عام 2023 يوم الجمعة. وانخفض اليوان بنسبة 2.8 بالمائة مقابل الدولار في عام 2024، وهو الانخفاض السنوي الثالث له، مما يعكس صراع معظم العملات ضد الدولار القوي.

وعلى الرغم من جهود الصين لوقف انخفاض اليوان من خلال المعايير اليومية التي تحددها، فإن انخفاض العائدات المحلية وقوة الدولار الواسعة النطاق قوضت جهودها.

وقال استراتيجيو "بنك أوف أميركا" في مذكرة، إن احتياطيات النقد الأجنبي الصينية البالغة 3.3 تريليون دولار قد يكون لها بعض أثر الحماية لتدفقات رأس المال الخارجة، على الرغم من أن الاستهلاك والتدفق الخارجي سيكونان سلبيين لمعنويات سوق الأسهم الصينية.

وأضافوا: "التوترات الجيوسياسية والسياسات الأميركية المحتملة قد تؤدي إلى ارتفاع تكلفة رأس المال وخفض التصنيف مرة أخرى في عام 2025. ومع ذلك، نعتقد أن أسوأ عمليات بيع في سوق الصين كان يجب أن تنتهي".

وحذر البنك المركزي يوم الجمعة مديري الصناديق من دفع عائدات السندات إلى مستويات أدنى، وسط مخاوف من أن فقاعة السندات قد تعيق جهود بكين لإحياء النمو وإدارة اليوان.

وفي إشارة إلى التباطؤ الاقتصادي والضغوط الانكماشية المتجذرة، تتداول العائدات على السندات قصيرة الأجل، التي تستحق بعد سبع سنوات أو أقل، عند مستويات أقل من سعر الفائدة الرسمي، وهو سعر إعادة الشراء العكسي لمدة سبعة أيام. كما وصلت العائدات طويلة الأجل إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.

وقال فريد نيومان، كبير الاقتصاديين في آسيا لدى "إتش إس بي سي": "في حين وعد المسؤولون الصينيون بمزيد من التحفيز، مما يشير إلى المزيد من التيسير النقدي والمالي، ينتظر المستثمرون إشارات ملموسة على استجابة الطلب"، مؤكدا أنه "بعد العديد من التقلبات على مدار العام الماضي، هناك حاجة إلى أدلة أكبر على أن اقتصاد الصين يستجيب لإجراءات الاستقرار". وأضاف أن الاختبار الرئيسي لثقة المستهلك سيكون احتفالات رأس السنة القمرية الجديدة الوشيكة، والتي تبدأ في 29 يناير (كانون الثاني) الجاري.