الرئيس هادي يلتقي بقيادة مجلس المقاومة الموحدة لمحافظة تعز

ائتلاف الإغاثة: عملية الإنزال الجوي للمساعدات ناجحة وبادرة أولية لكسر الحصار

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي (وسط) في مطار عدن مع بعض القيادات السياسية والأمنية (أ.ف.ب)
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي (وسط) في مطار عدن مع بعض القيادات السياسية والأمنية (أ.ف.ب)
TT

الرئيس هادي يلتقي بقيادة مجلس المقاومة الموحدة لمحافظة تعز

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي (وسط) في مطار عدن مع بعض القيادات السياسية والأمنية (أ.ف.ب)
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي (وسط) في مطار عدن مع بعض القيادات السياسية والأمنية (أ.ف.ب)

أشاد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بمواقف وصمود وتضحيات أبناء محافظة تعز في مواجهة آلة القتل الوحشية بأسلحة الدولة، التي اختطفتها ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح الانقلابية، ليدمروا بها تعز وفرض الحصار القاتل عليها وقتل الأطفال والأبرياء.
جاء هذا خلال لقاء الرئيس هادي، أمس، بالعاصمة المؤقتة عدن، بقيادة مجلس المقاومة الموحدة لمحافظة تعز برئاسة حمود المخلافي وأعضاء المجلس قائد اللواء 35 العميد عدنان الحمادي وقائد العمليات العميد يوسف الشراجي وقائد اللواء 17 العميد عبد الرحمن شمسان وقائد اللواء 22 العميد صادق سرحان وأمين عام التنظيم الوحدوي الناصري عبد الله نعمان ووكيل محافظة تعز محمد الصنوي.
وقدم رئيس وأعضاء المجلس شرحا عن تطورات سير المعارك في مختلف الجبهات بمحافظة تعز والجهود، مؤكدين «مواصلة التضحية والصمود حتى استعادة تعز والوطن من شرور ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية».
وبينما يشهد الوضع الإنساني في مدينة تعز وضعا مأساويا وكارثيا منذ تسعة أشهر جراء حصار ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح على جميع منافذ مدينة تعز، كسر التحالف حصار تعز من خلال إنزال 40 طنا من المساعدات الطبية والإغاثية بالإسقاط الجوي، وذلك استجابة لنداء الاستغاثة التي أطلقها أهالي تعز.
وأكد ائتلاف الإغاثة الإنسانية بمحافظة تعز تسلمه المساعدات الدوائية من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، ممثلة في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عبر عملية إنزال جوي، رافعا لهم الشكر والتقدير على ما قدموه.
وقال الائتلاف إن «عملية الإنزال كانت عملية ناجحة، وبادرة أولية لكسر الحصار الخانق المفروض على مدينة تعز منذ ما يزيد على ثمانية أشهر من قبل الانقلابيين وميليشيات الحوثي، في الوقت الذي تعاني مستشفيات المحافظة من إغلاق شبه كلي، حيث أغلقت 37 مستشفى ومركز صحي من أصل (40) جراء القصف الممنهج للميليشيات الانقلابية، وإطباقهم للحصار، وانعدام الأدوية والمستلزمات الطبية ومنع إدخالها من منافذ المدينة، حيث بلغ عدد ضحايا انعدام الأكسجين في تعز (25) مدني، ما بين طفل وامرأة وشيخ».
ومن جهته، أكد نشوان نعمان شمسان، مدير مركز القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان بتعز، أن «الإنزال الجوي الذي قامت به قوات التحالف هو خطوة جريئة ومهمة لفك الحصار عن أهالي تعز لتمد المدينة بالأدوية اللازمة لحياة الإنسان ومحاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المرضى والجرحى خاصة في الوقت الذي يموت فيه يوميا عدد من أبناء تعز بينهم نساء وأطفال إما بسبب نقص الأدوية وانعدام مادة الأكسجين أو برصاص الميليشيات الانقلابية، لكنه لا يكفي، والمطلوب هو فك الحصار وبأسرع وقت ممكن».
وطالب نشوان نعمان شمسان، مدير مركز القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان بتعز بضرورة إنشاء جسر جوي لتزويد مدينة تعز بالأكسجين والمواد الطبية والغذائية اللازمة.
ومن جانب آخر، تمكنت القوات المشتركة، الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المسنودة من قوات التحالف، أمس، من التقدم إلى أطراف منطقة سوق نجد قسيم، جنوب تعز، الذي يخضع لسيطرة ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، في محاولة منها تطهير المنطقة، التي شهدت معارك عنيفة.
وتركز قصف الميليشيات الانقلابية على عدد من الأحياء السكنية خاصة التي تخضع لسيطرة المقاومة الشعبية بما فيها أحياء الجحملية وثعبات والشماسي والثورة والموشكي والروضة والدحي وصبر والمسراخ والضباب وحيفان، بالإضافة إلى قصفها الشديد والهستيري على مناطق مديرية الوازعية بتعز، بوابة لحج الجنوبية، مما أوقع عددا كبيرا من الجرحى والقتلى في صفوف المواطنين.
وتصدت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المسنودة من قوات التحالف هجمات الميليشيات الانقلابية في جبهات القتال في الجحملية وحي الدعوة والشقب وجبهة الضباب غرب تعز، لكنها لم تحقق أي تقدم على هذه الجبهات.
وقال سلطان عبد الله محمود، أمين عام المجلس المحلي (البلدي) في مديرية المسراخ، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «أبطال المقاومة الشعبية ورجال الجيش الوطني، وعلى رأسهم العميد عدنان الحمادي، قائد اللواء 35 مدرع، سطروا أروع الملاحم البطولية حتى اليوم في تصديهم لمقاتلي ميليشيات الحقد والكراهية الذين يحاولون استعادة مواقعهم التي فقدوها في الأيام الماضية.. ولم يستطيعوا استعادة شبر واحد».
وأضاف أن «أبطال المقاومة الشعبية ما زالوا في تلك المواقع التي استردوها من الميليشيات الانقلابية مثل مواقع دار القبة وكريف القدسي والخط الرئيسي الموصل لطريق مدينة التربة، قضاء الحجرية، ومرادع السبيل والجوريف والجبهة ومدرسة الغفيرة وما حولها، وجميعها بيد المقاومة الشعبية ورجال الجيش الوطني، ولم تستردها الميليشيات الانقلابية كما يزعمون، إضافة إلى تقدم رجال الجيش الوطني من اتجاه الكلايبة وهم الآن في منطقة الوجد القريبة من مركز مديرية المسراخ وتبعد عنها 700 متر».
ونوه أمين عام المجلس البلدي في مديرية المسراخ، بأن «الوضع الإنساني سيء جدا في محافظة تعز وأيضا في مديرية المسراخ بسبب الحصار، وأصبح السكان يعيشون في وضع ردي جدا سوى على مستوى مديرية المسراخ أو على مستوى مدينة تعز الصامدة».
وأشاد سلطان عبد الله محمود، أول من أمس، إلى اللفتة الإنسانية التي قامت بها دول التحالف التي تقودها السعودية، هي ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بعمليات إنزال 40 طنًا من المساعدات الطبية والإغاثية بالإسقاط الجوي في مدينة تعز. ودعا المنظمات الإنسانية إلى لفته إنسانية وبذل كل الجهود لفك الحصار الظالم عن تعز.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.