السعوديان المفرج عنهما من الميليشيات الحوثية برعاية أممية اختطفا في مارس

القنصل الشبرمي لـ {الشرق الأوسط}: وصلا إلى جيبوتي وهما بصحة وعافية

اسماعيل ولد الشيخ والسفير السعودي محمد آل جابر مع المحررين الغامدي والشراري. («الشرق الأوسط»)
اسماعيل ولد الشيخ والسفير السعودي محمد آل جابر مع المحررين الغامدي والشراري. («الشرق الأوسط»)
TT

السعوديان المفرج عنهما من الميليشيات الحوثية برعاية أممية اختطفا في مارس

اسماعيل ولد الشيخ والسفير السعودي محمد آل جابر مع المحررين الغامدي والشراري. («الشرق الأوسط»)
اسماعيل ولد الشيخ والسفير السعودي محمد آل جابر مع المحررين الغامدي والشراري. («الشرق الأوسط»)

يصل مواطنان سعوديان إلى العاصمة الرياض، فجر اليوم، بعد أن تم الإفراج عنهما من قبل المتمردين على الشرعية اليمنية، أمس، برعاية أممية، حيث كان المواطنان، وهما سالم الغامدي وعيد الشراري، يعملان في سلك التعليم في جزر القمر، واختطفا داخل الأراضي اليمنية، في طريق عودتهما إلى السعودية في مارس (آذار) الماضي، حيث بدأت حينها «عاصفة الحزم» السيطرة على المجال الجوي في اليمن، وضرب عدد من مواقع الحوثيين، تتضمن مدارج طائرات.
وأوضح عبد العزيز الشبرمي، القنصل السعودي لدى جيبوتي، لـ«الشرق الأوسط»، أن السعوديين المعلمين تم إطلاق سراحهما برعاية أممية من قبل المبعوث الأممي لدى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، حيث وصلا إلى جيبوتي، وهما بصحة جيدة، دون أن يتعرضا إلى أي أذى.
وقال الشبرمي، في اتصال هاتفي، إنه تم إبلاغ ذوي المعلمين السعوديين، فور وصولهما إلى جيبوتي، وتطمينهم بعملية الإفراج عنهما، وأنهما في طريقهما إلى أرض الوطن، حيث مكنا من الاتصال الهاتفي، قبل إقلاع طائرة خاصة بهما إلى الرياض.
وأضاف: «تم استقبالهما في جيبوتي، بحضور كل من السفير محمد آل جابر، السفير السعودي لدى اليمن، والمبعوث الأممي ولد الشيخ».
وأشار القنصل السعودي لدى جيبوتي إلى أن المعلمين السعوديين تم اختطافهما في 27 من مارس الماضي، عندما بدأت عاصفة الحزم، لإنقاذ الشرعية اليمنية، بعد طلب من الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، حيث كانا يعملان في السلك التعليمي في جزر القمر، وحينما كانا في طريق عودتهما إلى السعودية، جرى اختطافهما من قبل الميليشيات الحوثية في اليمن.
ولفت الشبرمي إلى أن المواطنين السعوديين سيعودان إلى الرياض في أقرب وقت، بينما علمت «الشرق الأوسط» أن طائرة خاصة ستصل في وقت مبكر من صباح اليوم إلى العاصمة السعودية الرياض، وعلى متنها السفير محمد آل جابر، السفير السعودي لدى اليمن، وبرفقته المواطنين السعوديين سالم الغامدي وعيد الشراري، حيث تم إبلاغ ذويهما، لاستقبالهما في الطيران الخاص لمطار الملك خالد الدولي بالرياض.
يذكر أن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي لدى اليمن، يجري مباحثات مع الطرف الانقلابي منذ توليه ملف اليمن في الأمم المتحدة، من أجل إطلاق سراح المعتقلين لدى الميليشيات الحوثية والموالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، ومنهم وزراء ومسؤولون عسكريون، وسياسيون.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.