التحالف يكسر حصار تعز بإنزال 40 طنا من المساعدات

تحتوي على أدوية ومستلزمات طبية عاجلة للسكان قدمها مركز الملك سلمان

يمني من تعز يحمل مساعدات تم إنزالها بواسطة قوات التحالف أمس ({الشرق الأوسط})
يمني من تعز يحمل مساعدات تم إنزالها بواسطة قوات التحالف أمس ({الشرق الأوسط})
TT

التحالف يكسر حصار تعز بإنزال 40 طنا من المساعدات

يمني من تعز يحمل مساعدات تم إنزالها بواسطة قوات التحالف أمس ({الشرق الأوسط})
يمني من تعز يحمل مساعدات تم إنزالها بواسطة قوات التحالف أمس ({الشرق الأوسط})

قام طيران التحالف العربي التي تقوده السعودية، أمس، بعملية إنزال جوي تحتوي على أدوية ومستلزمات طبية عاجلة لأهالي مدينة تعز، في خطوة لكسر الحصار الذي تفرضه ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح على مدينة تعز، ثالث كبرى المدن اليمنية وسط اليمن، منذ تسعة أشهر وتمنع دخول المواد الغذائية والطبية للمدينة.
وأكد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أنه أنزل 40 طنًا من المساعدات الطبية والإغاثية بالإسقاط الجوي وصلت معظمها لنقاط الإنزال المحددة بدقة.
وأوضح الدكتور عبد الله الربيعة المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز أمس في تصريح صحافي بالمناسبة، أن قوات التحالف قامت بإسقاط 40 طنًا من الأدوية الخاصة بالأطفال والمضادات الحيوية والمحاليل الطبية والمواد الغذائية الجافة لتأتي هذه العملية لكسر الحصار المفروض على أجزاء من محافظة تعز لتصل إلى المنكوبين هناك، حيث تشير المعلومات إلى تردي الوضع الإنساني والافتقار إلى المواد الأساسية.
وقال الناطق الرسمي للمجلس العسكري في محافظة تعز، العقيد الركن منصور الحساني، لـ«الشرق الأوسط» إنه «قام طيران التحالف، وللمرة الأولى منذ سيطرة الميليشيات الانقلابية على جميع منافذ مدينة تعز، بعملية إنزال جوي لثلاث مظلات تحتوى على أدوية ومستلزمات طبية عاجلة إلى منطقة صبر بمدينة تعز، وقد تم تسلم تلك المساعدات الطبية العاجلة، وذلك في سعي قوات التحالف لإنقاذ الوضع الصحي في المدينة».
وأضاف أنه «وبسبب الوضع الكارثي التي تشهده مستشفيات تعز، حيث أغلق بعضها أبوابه، جراء نقص المواد الطبية وانعدام أسطوانات الأكسجين، فإن ما قدمته قوات التحالف من أدوية ومستلزمات طبية عاجلة تم توزيعه على مستشفيات المدينة وبمتابعة نقابة الأطباء بمدينة تعز».
وسقط العشرات من ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح بين قتيل وجريح جراء غارات التحالف المركزة والمباشرة على مواقع وتجمعات الميليشيات في أماكن متفرقة من مدينة تعز وأطرافها. وأفاد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» بأن غارات التحالف تركزت على مواقع الميليشيات في جبهة الضباب ومناطق المسراخ، حيث استهدفت مواقع المقهاية والتبة الحمراء ومزارع الميهال ومصنع المعدن ومصنع الشنط بجانب محطة الكباب وأحد المحلات التجارية في الضباب، حيث تتجمع فيه الميليشيات، وتجمعات أخرى في منطقة الراهدة، وكذلك على مجمع حكومية بمديرية حيفان، جنوب تعز.
وطالت الغارات أيضًا باب عدن جبهة الشقب، نتج عنه قطع طريق الإمداد للميليشيات، ومنطقة شعبة كريمة المحور الشرقي نتج عنه تدمير تجمعات وأسلحة، منطقة الجربوب الشريجة، استهدف تجمعات بشرية، وفي منطقة المخا الساحلية، حيث تم استهداف منزل أحد القيادات الحوثية ونتج عنه تدمير مخازن أسلحة، ومنطقة لطمر في مديرية موزع، بوابة لحج الجنوبية، ونتج عنها تدمير أطقم عسكرية ومخازن أسلحة، ومنطقة الكسارة المسنح الستين، نتج عنه تدمير أطقم عسكرية للميليشيات ومناطق تبة المحضار والأربعين والوعش.
إلى ذلك، تواصل القوات الموالية للشرعية اليمني، الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المسنودة من قوات التحالف التي تقودها السعودية، تقدمها في جبهات القتال على ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، حيث سيطرت على مواقع جديدة كانت خاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية بعد شنها هجوما واسعا في جبهات القتال الشرقية والغربية والجنوبية الشرقية. ولا تزال ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح تواصل قصفها العشوائي والهستيري من أماكن تمركزها بصواريخ الكاتيوشا والهاونات والهاوزرات على الأحياء السكنية المكتظة بالسكان وخصوصا التي تخضع لسيطرة المقاومة الشعبية. وتركز القصف على أحياء الشماسي والثورة والموشكي والروضة ومستشفى الروضة والكشار ومشرعة وحدنان والشقب ومديرية المسراخ والضباب وحيفان، وخلفت وراءها قتلى وجرحى بين أوساط المدنيين العُزل بينهم نساء وأطفال.
وقال العقيد ركن منصور الحساني، لـ«الشرق الأوسط» إن «ميليشيات الحوثي وصالح مستمرة في قصفها العشوائي والهستيري للأحياء السكنية، وإنها استهدفت في الساعات الأولى من ليلة أمس، أحياء الروضة بعدة قذائف مستهدفة مستشفى الروضة، المستشفى الذي يعتبر أحد المستشفيات المتبقية التي تستقبل الجرحى في مدينة تعز بعد أن أغلقت معظم المستشفيات لانعدام الإمكانيات وحتى أسطوانات الأكسجين التي تمنع ميليشيات الحوثي وصالح دخولها للمدينة جراء حصارها المطبق على جميع منافذ المدينة». وأضاف: «فشلت ميليشيات الحوثي وصالح القيام بمحاولات مستميتة من خلال الهجوم على عدد من مواقع المقاومة الشعبية معتقدة بذلك بأنها ستسيطر على مواقع المقاومة الشعبية وتخترق صفوف المقاتلين الأبطال، ولكنهم لم يحصلوا على مرادهم، حيث كانت محاولاتهم في جبهات الضباب والشقب والمسراخ والوازعية، لكن أبطال المقاومة الشعبية والجيش الوطني تصدوا لهم بكل بسالة وشجاعة وكبدوهم الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد».
وذكر العقيد الحساني أنه تمت أيضًا استعادة التبة الحمراء بعدما تمكنت الميليشيات من اختراقها والوصول إليها، وذلك بعد معارك شرسة في المنطقة تكبدت الميليشيات فيها خسائر وسقط عدد من عناصرها بين قتيل وجريح، وأجبروهم على الانسحاب. وتحاول الميليشيات الانقلابية الهجوم على تبة الكرساح في الضباب والحرمين محاولين التسلل والتقدم في اتجاه مواقع المقاومة.. «ولكن قواتنا له بالمرصاد، كما وقام العدو بمحاولة هجومية على منطقة كريف القدسي والجوريف في جبهة المسراخ، جنوب المدينة، ولكن تم التصدي لهم وهزيمتهم، بالإضافة إلى التصدي لهجمات مماثلة في جبهة الشقب بمديرية صبر، وسيطرة المقاومة هناك على تبة الصالحي وتبة الحود».
وأكد الناطق الرسمي للمجلس العسكري لـ«الشرق الأوسط» أن «عدد قتلى وجرحى الميلشيات الانقلابية جراء طيران التحالف مالا يقل عن عشرين شخصا بالإضافة إلى تدمير طقم عسكري تابع لهم. وأنه كرد انتقامي للميليشيات جراء الخسائر الفادحة التي منيت بها، قامت ميليشيات الحوثي وصالح بإمطار أحياء مدينة تعز، وأيضًا، مديرية الوازعية بمحافظة تعز، بوابة لحج الجنوبية، بصواريخ الكاتيوشا والهاونات، وسقط ما لا يقل عن ستة قتلى من المدنيين وعدد من الجرحى في الوازعية». وفي مديرية حيفان، جنوب مدينة تعز، لا تزال المواجهات عنيفة بين المقاومة الشعبية والميليشيات الانقلابية، حيث تواصل هذه الأخيرة قصفها للأحياء السكنية بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وقال حسام الخرباش، من أبناء منطقة حيفان لـ«الشرق الأوسط»، إن ميليشيات الحوثي وصالح لا تزال تقصف مناطق حيفان حيث تركز القصف لها في منطقة ضبي بالاعبوس، ولقي مواطن مصرعه جراء شظايا قذيفة أطلقتها الميليشيات، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة». وأضاف: «توقفت جميع المراكز الطبية بمديرية حيفان باستثناء مستشفى حيفان الذي من المتوقع أن يتوقف قريبا بسبب نقص الأدوية وانعدام الدعم للمركز منذ دخول ميليشيات الحوثي وصالح إلى المنطقة».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».