رئيس «أرامكو»: طرح أسهم من الشركة جزء من إصلاحات الدولة

أكد أنه سيعزز السوق المالية السعودية

رئيس «أرامكو»: طرح أسهم  من الشركة جزء من إصلاحات الدولة
TT

رئيس «أرامكو»: طرح أسهم من الشركة جزء من إصلاحات الدولة

رئيس «أرامكو»: طرح أسهم  من الشركة جزء من إصلاحات الدولة

أوضح الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر أن التوجه لطرح أسهم من الشركة هو جزء من مبادرة الخصخصة التي أطلقتها الحكومة والإصلاحات الاقتصادية الواسعة التي تطبقها حاليًا، وسيعزز ذلك السوق المالية.
وقال الناصر في رسالة مخاطبًا موظفي الشركة، نشرتها مجلة «أرامكو» الأسبوعية «الشمس العربية»: «هناك عاملان رئيسيان وراء النظر في طرح للأسهم. الأول هو مبادرة الحكومة للخصخصة التي تهدف إلى الاستفادة من الفرص التي يمكن أن تزيد إلى حد كبير التنمية الاقتصادية في المملكة وتنويع اقتصادها، بما في ذلك تعزيز الأسواق المالية».
وأضاف الناصر في الرسالة التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط»: «الطرح العام الأولي هو محاذٍ لبرنامج موسع للإصلاحات الاقتصادية التي أعلنت عنها الحكومة مؤخرا، ومحاذٍ للتوجه نحو تحرير السوق، وهو ما تدعمه (أرامكو السعودية) بقوة».
ولم يضف الناصر الذي يرأس اللجنة المشرفة على عملية الاكتتاب كثيرا من المعلومات حوله، ولكنه أشار إلى أن حكومة المملكة ستحتفظ بحصة مسيطرة في الشركة إذا قررت طرح أسهم أكبر شركة نفط في العالم للاكتتاب العام.
وكرر الناصر ما ذكرته الشركة في بيانها مؤخرًا بأنه يجري حاليًا دراسة مجموعة من الخيارات، من بينها إدراج نسبة ملائمة من أسهم «أرامكو السعودية» في أسواق المال مع احتفاظ الحكومة بحصة مسيطرة، فضلا عن خيار إدراج مجموعة من وحدات أنشطة المصب.
وكانت بداية الإعلان عن فكرة الاكتتاب في حوار أجرته مجلة الإيكونوميست ونشرته يوم الخميس الماضي مع ولي ولي العهد ورئيس المجلس الأعلى لشركة «أرامكو السعودية» الأمير محمد بن سلمان، الذي أوضح أن موضوع بيع حصة من «أرامكو» في سوق الأسهم لا يزال تحت الدراسة وسيتم اتخاذ قرار فيه خلال الأشهر القادمة، خصوصا أنه شخصيًا متحمس لهذه الخطوة التي ستساهم في رفع مستوى شفافية «أرامكو».
وأوضحت الشركة في بيان في اليوم التالي لمقابلة الأمير محمد بن سلمان أنه متى ما تم الانتهاء من دراسة الخيارات المتاحة بالتفصيل، سيتم عرض نتائج الدراسة على مجلس إدارة الشركة، والذي بدوره سيقوم برفع توصياته إلى المجلس الأعلى للشركة الذي سيتخذ القرار النهائي حول هذا الموضوع.
وأضاف البيان أن الشركة تدرس عدة خيارات «لإتاحة الفرصة - عبر الاكتتاب العام في السوق المالية - أمام شريحة واسعة من المستثمرين لتملك حصة مناسبة من أصولها مباشرة أو من خلال طرح حزمة كبيرة من مشاريعها للاكتتاب في عدة قطاعات، وبالذات قطاع التكرير والكيميائيات».
وتملك «أرامكو» احتياطيات نفطية تقارب 265 مليار برميل، بما يزيد على 15 في المائة من إجمالي احتياطيات النفط العالمية. واختلفت التقديرات لحجم الحصة التي سيتم طرحها وحجم قيمة أصول الشركة، إلا أن هناك إجماعا حول أن هذا الطرح سيكون ضخمًا ولن يقل عن ثلث القيمة الإجمالية لسوق الأسهم السعودية والبالغة 1.58 تريليون ريال.
وأوضح رئيس مجلس إدارة شركة «أرامكو السعودية» خالد الفالح أن الشركة لا تزال تدرس طرح حصة من أسهم الشركة الأم للاكتتاب العام، وهو ما يعني أن الطرح سيشمل قطاع المنبع في الشركة، وهو القطاع المختص بإنتاج النفط والغاز إلى جانب قطاع المصب، وهو قطاع التكرير والبتروكيماويات.
وجاءت تصريحات الفالح التي ذكرها في حوار مع صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية لتؤكد ما نشرته الشركة في بيانها الصادر يوم الجمعة، والتي أكدت فيه أنها تدرس عدة خيارات لطرح الأسهم، وهي تقوم حاليًا بدراسة سيناريوهين، الأول هو بيع حصة مناسبة من أصولها مباشرة، بينما كان السيناريو الثاني طرح حزمة كبيرة من مشاريعها للاكتتاب في عدة قطاعات، وبالذات قطاع التكرير والكيميائيات.
ونقلت الصحيفة عن الفالح قوله: «لا يوجد لدينا خطة صلبة حاليًا للقيام بالطرح. هناك دراسات جارية واهتمام جدي». وأضاف الفالح: «نحن نفكر في الطرح على أعلى مستوى، أي ما يعني طرح الشركة الرئيسية وطرح الشركة الرئيسية سيعني طرح قطاع المنبع».
وأوضح الفالح في حواره أن السوق الأساسية المستهدفة في عملية طرح أسهم «أرامكو السعودية» هي سوق الأسهم المحلية، ولكنه أضاف: «هذا لا يعني أننا قد نستبعد في هذه المرحلة طرحها كذلك في السوق الدولية نظرًا لحجم الطرح».
وقال الفالح إنه لا يوجد إطار زمني للانتهاء من دراسة الاكتتاب، وإن المسألة سوف تستغرق وقتًا نظرًا لأن «معظم أصولنا في قطاع المصب هي بالشراكة مع شركاء أجانب، ونحن حاليًا نعمل على مراجعة الاتفاقيات القانونية بيننا وبينهم للمضي قدمًا. وهذا الأمر سيستغرق وقتًا».



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».