حذر الأزهر من انتشار ما يقرب من 40 جمعية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي حول العالم تضم الملايين من التابعين والمؤمنين بها، وقال في تقرير أعده مرصد الأزهر أمس، إن «هذا الدعم الكبير ينذر بزيادة قدرات التنظيم التدميرية خلال الفترة المقبلة».
وبينما قال المرصد إن «نفط ليبيا هدف جديد لـ(داعش) بعد خسائره في سوريا والعراق»، أكدت دار الإفتاء المصرية أمس، أن «داعش» يحاول إيجاد بديل يوفر له الاحتياجات المادية للإنفاق على الأنشطة العسكرية وجلب العناصر المقاتلة له. وذكر الأزهر في تقريره أن «داعش» يسعى الآن لتنشيط خلاياه النائمة في العشرات من البلدان من أجل تنفيذ هجمات فيها تستهدف المعالم الشهيرة، متوقعا أن يفقد تنظيم داعش كثيرا من المناطق التي يسيطر عليها في كل من العراق وسوريا، بعدما خسر نحو ثلث الأراضي الواقعة تحت سيطرته في البلدين خلال عام 2015.
ومُني «داعش» بهزائم كبيرة خلال الأشهر الماضية في سوريا والعراق، كان آخرها في الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار العراقية.
وكشف تقرير مرصد الأزهر عن أن العديد من الحكومات الأوروبية تحديدا بدأت في تعزيز جهودها من أجل التصدي لظاهرة الفكر المتطرّف الذي يجتاح مواقع التواصل الاجتماعي، بتدشينها حسابات حكومية على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيسبوك»، بهدف عدم ترك الشباب الأوروبي فريسة لهذا الفكر الذي يبثه المتطرفون عبر هذه المواقع، لافتا إلى أن هذه الحسابات الأوروبية تطمح إلى «الاستيلاء على شبكات التواصل الاجتماعي لمواجهة شبه الاحتكار لتلك الشبكات من قبل المنظمات الإرهابية، بعدما قام عناصر من (داعش) بنشر صور لطبيعة عيشهم لدى التنظيم، ومدى الرفاهية التي ينعمون بها.. وهو أمر دفع الكثير من الشباب إلى السعي للانضمام للتنظيم».
وقال الأزهر في تقريره إنه مع نهاية عام 2015 وحلول أعياد الميلاد في الدول الغربية شهدت المكتبات الفرنسية ارتفاع مبيعات القرآن الكريم، مضيفا: «يذكر أنه رغم ظاهرة الإسلاموفوبيا التي تجتاح حاليا فرنسا بأسرها؛ فإن الشعب الفرنسي متعطش للحصول على معلومات حول الإسلام، ومؤسساته، ورموزه، والعديد من الأكاذيب التي تثار حوله، مما أسفر عن زيادة الطلب على معرفة الدين الإسلامي التي قد تؤدي إلى اعتناقه».
وكشف تقرير مرصد الأزهر عن أنه بعد استمرار التحالف الدولي في ضرب حقول النفط التي يسيطر عليها تنظيم داعش في كل من سوريا والعراق، بدأ التنظيم في السعي لزيادة موارده النفطية عبر الاستيلاء على نفط ليبيا، حيث أعلن تنظيم داعش الاستيلاء على مدينة جديدة في ليبيا في أقل من 24 ساعة وهي مدينة بن جواد، لافتا إلى أن فقد «داعش» مناطق مثل «بيجي وسنجار» بالعراق و«سد تشرين» في سوريا حرمه من أحد مصادر الإيرادات الاستراتيجية. وبالنسبة لـ«داعش» الذي يدّعي أنه دولة، فإن السيطرة على وسط المدن والبنى التحتية الأساسية تعد أمرا مهما بالنسبة للتنظيم؛ لكن الهزائم الأخيرة تمس مصداقية هذا الادعاء.
وأشار تقرير مرصد الأزهر إلى أن الهجمات المتعددة خلال أيام قليلة على المنشآت البترولية حول مصراتة تنذر بخطر بالغ الأهمية، وتؤكد أن تنظيم داعش يطمح في السيطرة على شرق وغرب معقله في مدينة سرت. وحذر التقرير من أن كل يوم يمر من دون المصادقة على الاتفاق السياسي الليبي يصب في مصلحة تنظيم داعش، الذي يسعى للاستيلاء على الموارد النفطية في ليبيا.
في السياق ذاته، قالت دار الإفتاء المصرية إن ليبيا باتت تمثل محور ارتكاز كبيرا للتنظيم الإرهابي؛ بل إن الظروف الأمنية وموازين القوى في ليبيا تمثل ميزة نسبية للتنظيم الذي يواجه معارك شرسة في سوريا والعراق، وهو ما لا يواجهه في ليبيا، في حين تحوي الأخيرة الكثير من الفرص الاقتصادية التي تساعد التنظيم على الحصول على الدعم المادي اللازم، خاصة موارد بيع النفط الليبي.
يضاف إلى ذلك الموقع الجغرافي لليبيا، والقريب من دول نيجيريا والكاميرون وتشاد، والتي يوجد بها تنظيم «بوكو حرام» التابع لـ«داعش»، وهو ما يمثل ميزة إضافية للتنظيم توفر له الدعم العسكري والبشري اللازم لمواجهة الحكومة الشرعية في ليبيا، خاصة مع اتساع الحدود الليبية وامتدادها. وهو الأمر الذي يسهل توافد المقاتلين من دول الغرب الأفريقي إلى المعقل الجديد للتنظيم، ويمثل حجر عثرة أمام الجهود الأمنية لملاحقة بؤر التنظيم وخطوط إمداده.
وأكدت دار الإفتاء أن تحول ليبيا إلى معقل داعشي في الغرب الأفريقي يمثل تحديا خطيرا وتهديدا ملحا للأمن القومي المصري بشكل خاص، ولدول الجوار الليبي بشكل عام، مما يتطلب تحركا إقليميا لمواجهة التنظيم في سرت والمدن التي تقع تحت سيطرته، والحيلولة دون سيطرته على كل منابع النفط وموانئه الرئيسية، وقطع خطوط الإمداد والتمويل من الغرب الأفريقي خاصة من نيجيريا والكاميرون، حيث تنشط حركة «بوكو حرام»، وإحباط مخطط التنظيم الرامي إلى استنساخ الحالة العراقية في ليبيا.
كما لفتت إلى أن حرمان التنظيم من الدعم المادي الذي يسعى إليه جراء بيع النفط سيضعف كثيرا من قدرته على البقاء والاستمرار في ليبيا، وسيحد من قدرته على جلب المقاتلين وشراء الأسلحة وممارسة أعماله الإجرامية في حق المجتمع الليبي، وهو ما يجب أن يحظى بأولوية قصوى، خاصة أن مجلس الأمن قد تبنى في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قرارا بالإجماع يقضي بتجفيف مصادر تمويل تنظيم داعش، حيث دعا القرار الدول الأعضاء للتحرك بشكل حازم لقطع التمويل والموارد الاقتصادية الأخرى للتنظيم وبينها النفط وتجارة القطع الأثرية، وفرض عقوبات على الجهات التي تقدم دعما ماليا للتنظيم بأكبر حزم ممكن، وهو ما يمثل دعما إضافيا لجهود مكافحة التنظيم وتجفيف منابعه المالية والاقتصادية.
الأزهر: 40 جمعية تابعة لـ«داعش» حول العالم تضم ملايين المؤيدين
مرصد المشيخة قال إن نفط ليبيا هدف جديد للتنظيم بعد خسائره في سوريا والعراق
الأزهر: 40 جمعية تابعة لـ«داعش» حول العالم تضم ملايين المؤيدين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة