منازل البرتغال.. مزيج من الفخامة والحيوية

انخفاض الأسعار في لشبونة يغري الأوروبيين بالشراء

منزل جنوب العاصمة البرتغالية لشبونة يعود إلى القرن الثامن عشر ومعروض للبيع مقابل 1.853 مليون دولار (نيويورك تايمز)
منزل جنوب العاصمة البرتغالية لشبونة يعود إلى القرن الثامن عشر ومعروض للبيع مقابل 1.853 مليون دولار (نيويورك تايمز)
TT

منازل البرتغال.. مزيج من الفخامة والحيوية

منزل جنوب العاصمة البرتغالية لشبونة يعود إلى القرن الثامن عشر ومعروض للبيع مقابل 1.853 مليون دولار (نيويورك تايمز)
منزل جنوب العاصمة البرتغالية لشبونة يعود إلى القرن الثامن عشر ومعروض للبيع مقابل 1.853 مليون دولار (نيويورك تايمز)

شيد هذا المنزل ذو الطابق الواحد المبني بالحجارة والطوب والأخشاب، مع سقف مكسو بالقرميد، على مساحة 2.3 فدان عام 1968، لكنه يستلهم العمارة البرتغالية في القرن الثامن عشر. وفي مدينة سيتوبال الصغيرة على ساحل المحيط الأطلسي، وعلى مسافة تبعد أقل من نصف ساعة بالسيارة جنوب العاصمة لشبونة، يضم المنزل - الذي تبلغ مساحته 3444 قدمًا مربعًا، والمؤلف من 4 غرف نوم و3 حمامات - عدة حجرات ذات أسقف مقببة، كما زينت أجزاؤه الداخلية والخارجية بقطع قرميد أثرية يدوية الصنع تنبض بالحياة.
ويقول «فاسكو سليتو»، مستشار مبيعات يعمل مع دار وساطة «بورتا دا فرينتي - كريستي» الدولية للعقارات، والتي تملك القائمة: «تعود قطع القرميد إلى بداية ووسط القرن الثامن عشر.. فالمالك جامع تحف».
ويحيط ممشى مرصوف بالحصى - تصطف على جوانبه أشجار وجدران يغطيها نبات اللبلاب، ومضمنة رسومات على القرميد - بنافورة مرصعة بقطع قرميد باللونين الأزرق والأبيض. ويفتح المدخل الرئيسي للمنزل على بهو تليه غرفة معيشة بها مدفأة تحرق الأخشاب. وتحتوي غرفة المعيشة على سقف ناتئ من خشب الصنوبر عليه زخارف ملتفة محفورة يدويًا. الأرضيات في مختلف أنحاء المنزل من الحجر الأصلي التقليدي، والنوافذ مزدوجة الإغلاق بمصاريع داخلية. ورغم أن السعر المطلوب ويبلغ 1.7 مليون يورو (نحو 1.853 مليون دولار) لا يشمل الأثاث، فإن بعض القطع قابلة للتفاوض، حسبما يقول السيد سليتو.
ويتاخم غرفة المعيشة مكتب يحتوي أيضًا على مدفأة، ومطبخ مزود بحجرة مؤن، وغرفة طعام رسمية. وتحتوي غرفة الطعام على سقف مقبب من الطوب مدهون باللون الأبيض، بينما يحتوي المطبخ - المطلي باللون الأبيض - على سقف من العوارض الخشبية الثقيلة. المسطحات في المطبخ من الرخام، بينما الجدران مغطاة بقرميد أثري باللونين الفيروزي والأبيض.
هناك أيضًا غرفة نوم صغيرة في الجناح الذي يضم المطبخ وغرفة الطعام. وتقع غرفة النوم الرئيسية وغرفتان أخريان في الجناح المقابل من المنزل. وتحتوي غرفة النوم الرئيسة على حمام داخلي مزود بحوض استحمام تحت سقف مقوس ومغطى بقرميد أثري باللونين الأزرق والأبيض. وتضم غرفتا نوم أخريان سقفين على طراز يسمى التنورة والبلوزة، بمعنى طبقات من الألواح المجلية. الحمام الذي يخدم هاتين الغرفتين له أسقف مقببة، وجدرانه مغطاة بالكامل بالقرميد، أما السقف والأرضية فمكسوان بقرميد أثري.
غرفة المعيشة والمكتب مزودان بأبواب فرنسية تفتح على فناء خلفي كبير، فيما تحيط سقيفتان وألواح زجاجية بغرفتي معيشة وطعام في الهواء الطلق. وتزين الجدران الخارجية الصفراء للمنزل قطع قرميد باللونين الأزرق والأبيض مع مزهريات مزخرفة وتصميمات أخرى. المنزل له جدران تقليدية سميكة جدًا، ويحتوي على مدفأتين، مع وجود نفط أو غاز إضافيين للتدفئة، إذا لزمت الضرورة، حسبما يقول السيد سليتو. ويضيف أن الأرض المحيطة بالمنزل مزينة بأشجار الصنوبر والحور والزيتون والبرتقال والليمون والبشملة. أما ساحة الانتظار فتقع في الممر الدائري.
المنزل في أزيتاو، وهي أبرشية يسكنها نحو 19 ألف نسمة داخل مدينة سيتوبال، التي يبلغ تعداد سكانها نحو 120 ألف نسمة. وتعتبر سيتوبال منطقة ساحلية أطلسية، تحتوي على متنزه طبيعي «باركي ناتورال دا أهابيدا» ومحمية طبيعية «ريزيرفا ناتورال دو استواريو دو سادو»، لذا تقع معظم المنطقة تحت حماية الأجهزة التنموية. ويقع شاطئان شعبيان «بورتشينيو دا أهابيدا» و«برايا دا فيغيرينيا» على بعد نحو 15 دقيقة بالسيارة. وكذلك يحتوي المتنزه على «كونفينتو دي نوسا سنيورا دا أهابيدا»، وهو دير سابق. ويستغرق الوقت للوصول إلى مطار لشبونة الدولي من 40 إلى 45 دقيقة بالسيارة تقريبا.
* نظرة عامة على السوق
عانت منطقة العاصمة لشبونة، البالغ تعداد سكانها 2.8 مليون نسمة، بعد الأزمة المالية العالمية عام 2008، مع هبوط أسعار المساكن بنسبة من 20 إلى 25 في المائة تقريبا، بحسب ما يقوله العملاء. لكن الحكومة اتخذت عدة إجراءات عام 2009 - تتضمن إقرار برنامج ضرائب جديد جذاب للسكان غير المقيمين - ساعدت سوق العقارات في منطقة لشبونة، التي تضم سيتوبال، على الانتعاش كليا.
ويقول رافائيل أسينسو، صاحب شركة الوساطة العقارية «بورتا دا فرينتي - كريستي»: «على مدى السنوات الثلاث الماضية، كان الطلب علينا كبيرا، وبخاصة من الخارج، وذلك لأن أسعارنا تظل منخفضة جدا بالمقارنة مع مدن مماثلة في أوروبا. يبلغ سعر منازلنا ثُلث أو رُبع سعر المتر المربع الواحد في معظم المدن الأوروبية».
ويضيف السيد أسينسو: «يتيح برنامج الضرائب الجديد للأشخاص الذين يعيشون في دول تفرض مستويات ضريبة عالية على الدخل بنقل إقامتهم إلى هنا، لأنهم سوف يدفعون ضرائب أقل بكثير مما يدفعونه في بلادهم».
وعلاوة على ذلك، ساعد برنامج «التأشيرة الذكية» للحكومة على انتعاش سوق العقارات أيضا، وفقا للعملاء. إنه يقدم تصاريح إقامة لغير مواطني الاتحاد الأوروبي لشراء عقار بتكلفة أكثر من 500 ألف يورو، أو بتكلفة 350 ألف يورو لعقار مبني منذ أكثر من 30 عاما أو يقع في مناطق التجديد الحضري. وفي حين أغوى برنامج التأشيرة الذكية المشترين الصينيين والشرق أوسطيين إلى جنوب البرتغال، شهدت منطقة لشبونة - بما في ذلك إنعاش المنطقة التاريخية في وسط المدينة، وكاسكايس على ساحل استوريل - استخدام بعض البرازيليين هذا البرنامج، على حد قول السيد أسينسو.
ويتابع السيد أسينسو أن «تجديد مدينة لشبونة القديمة يجذب كثيرا من الأشخاص للشراء هنا، والآن نشهد كثيرا من التطور (خارج الخطة) - بمعنى بيع المنازل قبل بنائها. في الوقت الراهن، يتمتع سوق العقارات بديناميكية عالية».
تقع أبرشية أزيتاو، وهذا المنزل في سيتوبال، على بعد أقل من ساعة بالسيارة جنوب العاصمة لشبونة، بالقرب من «باركي ناتورال دي أهابيدا»، وهي منطقة ساحلية جميلة تشهد أعمالا تنموية جديدة. ويقول السيد أسينسو إنها «أكثر من مجرد منطقة لقضاء العطلة فيها، ولا تختلف كثيرا عما كانت عليه قبل 50 عاما أو حتى قبل قرن من الزمان».
وتتكلف منازل الأسرة الواحدة في المواقع الجذابة بالمنطقة عادة ما بين مليون و2.5 مليون يورو، أو نحو من 1.09 مليون إلى 2.73 مليون دولار، وفقا للسيد أسينسو.
* من يشتري حول لشبونة
يشتري البرازيليون والفرنسيون والبريطانيون والسويديون في لشبونة وكاسكايس وعلى طول ساحل استوريل، بحسب ما يقوله العملاء.
وخلال السنوات الثلاث الماضية فقط أو نحو ذلك، اكتشف المشترون الفرنسيون أو الإنجليز المنطقة حول سيتابول - حيث يقع هذا المنزل – والمناطق المجاورة مثل كومبورتا وشبه جزيرة ترويا. ويوضح السيد أسينسو: «ذهب كثير من الفرنسيين والإنجليزيين المعروفين إلى هناك لقضاء عطلاتهم».
* شراء الأساسيات
لا توجد أية قيود على شراء الأجانب المنازل في البرتغال. وفي العادة، يجب على مشتري المنازل دفع نحو 7 في المائة على هيئة رسوم معاملات، بما في ذلك رسم الطابع، والتسجيل، وتكاليف مكتب التوثيق، وضريبة النقل، وأتعاب المحامين، بحسب قول «فيليبي روشيتا»، مستشار مبيعات يعمل مع المجموعة العقارية «برستيج بروبيرتي غروب» في البرتغال.
وفي حين تكون معاملات مبيعات المنازل واضحة جدا في البرتغال، يمكن توكيل محام لذلك الغرض، وعادة ما يأخذ رسوم أتعاب لا تقل عن نسبة واحد في المائة، وفقا للسيد روشيتا.
ويقول العملاء إن البنوك البرتغالية تقدم قروض رهن عقاري تنافسية لغير المقيمين على نحو متزايد. ويوضح السيد روشيتا أنه من خلال الرهن على المشتري، تقرض البنوك عادة نحو 60 في المائة من قيمة العقار.

* خدمة «نيويورك تايمز» - خاص بـ«الشرق الأوسط»



هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»