الأردن: السجن 7 أعوام لسوري أدين بالتخطيط لاغتيال طيار أردني

الأردن: السجن 7 أعوام لسوري أدين بالتخطيط لاغتيال طيار أردني
TT

الأردن: السجن 7 أعوام لسوري أدين بالتخطيط لاغتيال طيار أردني

الأردن: السجن 7 أعوام لسوري أدين بالتخطيط لاغتيال طيار أردني

أصدرت محكمة أمن الدولة الأردنية، أمس، حكما بالسجن سبعة أعوام ونصف بحق سوري «من مؤيدي تنظيم داعش»، بعد إدانته بالتخطيط لاغتيال طيار أردني في محافظة إربد في شمال المملكة.
وقررت المحكمة في جلستها العلنية سجن المتهم عبد الناصر بركات (25 عاما) بالأشغال الشاقة المؤقتة سبعة أعوام ونصف بعد إدانته بـ«جرم القيام بأعمال إرهابية من خلال التخطيط لاغتيال طيار أردني»، في منطقة حواره بمحافظة إربد (89 كيلومترا شمال عمان).
وبحسب لائحة الاتهام، فإن «بركات كان قد اتفق مع صديق له يدعى عبد العزيز، وهو سوري الجنسية يقل عمره عن 18 عاما وكلاهما من مؤيدي تنظيم داعش، على تنفيذ عملية لاغتيال طيار أردني بسلاح أوتوماتيكي، ووضعا خطة لذلك». كما وضع الاثنان اللذان يقيمان في المملكة منذ عام 2013، بالاتفاق مع أحد عناصر التنظيم في سوريا، خطة لمراقبة منزل الطيار، وتحديد نوع السلاح المستخدم، وهو عبارة عن مسدس ورشاش كلاشنيكوف، والتخطيط لعملية الهروب بعد تنفيذ عملية الاغتيال. واعتقلت السلطات الأمنية الأردنية المتهمين في يوليو (تموز) الماضي. وستتم محاكمة المتهم الثاني أمام محكمة الأحداث كونه لم يتم 18 عاما.
ويشارك الأردن في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش الذي يسيطر على مناطق شاسعة من سوريا والعراق. وتصدر السلطات الأردنية بين الحين والآخر أحكاما بحق أردنيين التحقوا أو حاولوا الالتحاق بالتنظيم الإرهابي أو الترويج لأفكاره.
وفي فبراير (شباط) من العام الماضي، بث تنظيم داعش على الإنترنت تسجيل فيديو لإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي أسقطت طائرته في شمال سوريا، بينما كانت تقصف مواقع للإرهابيين في الرقة. وأحرق الكساسبة حيا في قفص. وأصدر التنظيم في حينه لائحة بأسماء الطيارين الأردنيين مهددا بالاقتصاص منهم.
وشدد الأردن الذي يستضيف أكثر من 600 ألف لاجئ سوري منذ اندلاع الأزمة في سوريا في مارس (آذار) 2011، إجراءاته على حدوده مع سوريا واعتقل وسجن عشرات المتطرفين لمحاولتهم التسلل إلى الأراضي السورية للقتال هناك. وبحسب قيادة ما يعرف بـ«التيار السلفي» في الأردن، فإن مئات من أنصار التيار يقاتلون في سوريا. كما صعدت السلطات الأردنية مؤخرا إجراءاتها الأمنية ضد «الفكر المتطرف» كجزء من حملتها ضد تنظيم داعش.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.