نشطاء يدعون المبعوث الأممي إلى زيارة تعز.. والميليشيات تواصل ارتكابها المجازر

وجهاء المدينة المنكوبة يستنكرون في بيان الممارسات اللاأخلاقية للحوثيين التي تطال النساء

يمنية تضع قفلاً حول معصمها وكتبت على يديها «تعز» خلال مظاهرة في مدينة تعز مناهضة للإرهاب الحوثي الواقع على المدينة المحاصرة من ميليشيا التمرد (غيتي)
يمنية تضع قفلاً حول معصمها وكتبت على يديها «تعز» خلال مظاهرة في مدينة تعز مناهضة للإرهاب الحوثي الواقع على المدينة المحاصرة من ميليشيا التمرد (غيتي)
TT

نشطاء يدعون المبعوث الأممي إلى زيارة تعز.. والميليشيات تواصل ارتكابها المجازر

يمنية تضع قفلاً حول معصمها وكتبت على يديها «تعز» خلال مظاهرة في مدينة تعز مناهضة للإرهاب الحوثي الواقع على المدينة المحاصرة من ميليشيا التمرد (غيتي)
يمنية تضع قفلاً حول معصمها وكتبت على يديها «تعز» خلال مظاهرة في مدينة تعز مناهضة للإرهاب الحوثي الواقع على المدينة المحاصرة من ميليشيا التمرد (غيتي)

ارتكبت ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، أمس، في محافظة تعز، الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، مجازر جديدة بحق أطفال المدينة والأهالي العزل من خلال القصف الهستيري من مواقع تمركزهم على الأحياء السكنية بصواريخ «كاتيوشا» و«هاوزر» و«هاون».
وتجري في الوقت الراهن ترتيبات كبيرة في مدينة عدن الجنوبية بشأن عملية تحرير محافظة تعز يقوم بها الرئيس هادي وقوات التحالف العربي مع قيادات المقاومة الشعبية والجيش الوطني في تعز، الأمر الذي من شأنه سيعجل من عملية حسم المعركة، وتطهير محافظة تعز من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح.
وبحسب مصدر في المجلس العسكري في محافظة تعز، لـ«الشرق الأوسط»، فإنه «ستكون عملية التحرير مرحلة أولى لفك الحصار عن المدينة، خصوصًا بعدما جرى تشكيل مجلس لقيادة عمليات تحرير تعز بقيادة حمود المخلافي رئيسا له، والعميد صادق سرحان أركان حرب عمليه التحرير، والعميد يوسف الشراجي قائد غرفه العمليات، والشيخ عارف جامل قائد جبهة صبر ومسؤول التسليح، وعادل عبده فارع المعروف بأبو العباس قائد الجبهة الشرقية والمسؤول المالي، والمحامي عبد الله نعمان القدسي مستشار المجلس، والعقيد الركن منصور الحساني ناطقًا رسميًا باسم المجلس، والعميد عدنان الحمادي، والعميد عبد الرحمن الشمساني، قيادات ميدانية».
إلى ذلك، شهدت جبهات القتال في محافظة تعز اشتباكات عنيفة استخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المؤيدة للشرعية والمسنودة من قوات التحالف التي تقودها السعودية، من جهة، وبين ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح من جهة أخرى، حققت فيها القوات المشتركة تقدمًا كبيرًا، حيث تمكنت المقاومة الشعبية في منطقة نجد قسيم، جنوب تعز، من السيطرة على قرية الجوريف بعد معركة عنيفة خلفت قتلى وجرحى بصفوف الميليشيات الانقلابية.
وتمكنت مدافع المقاومة الشعبية من نوع هاوزر المتمركزة في جبل حبشي من دك أوكار ميليشيات الحوثي وصالح في منطقة قحاف وكور والأسلاف الأقروض، مما جعل الميليشيات تقصف، باعتباره ردا انتقاميا لها على منطقة الشفب بجبل صبر.
وقال مصدر في المقاومة الشعبية في محافظة تعز، لـ«الشرق الأوسط»، إن «ميليشيات الحوثي وصالح لا تزال مستمرة في ارتكابها المجازر المروعة بحق أبناء وأطفال ونساء مدينة تعز، لكن أبطال المقاومة والجيش الوطني يقفون لهم دائما بالمرصاد ويصدون محاولاتهم المستميتة في استعادة المواقع من المقاومة والجيش، وتصدت لعمليات تسلل في حي ثعبات، وجبهة الكمب وحي الدعوة المحاذي للقصر الجمهوري، شرق مدينة تعز، وتكبد فيها الميليشيات الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد».
وأضاف: «قام أبطال المقاومة والجيش الوطني بتنفيذ هجوم مباغت على مواقع تمركز ميليشيات الحوثي وصالح، وتمكنوا من السيطرة والتقدم في جبهة المسراخ، جنوب تعز، في كريف القدسي والجوريف والحبشية، وما زالت المواجهات مستمرة، والأبطال يواصلون التقدم وتكبيد الميليشيات الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد، بالإضافة إلى تصديهم لهجوم الميليشيات الانقلابية في شارع الأربعين وحيط تبة عبده حاتم، شمال مدينة تعز، وفي ريف المدينة بمنطقة المسراخ».
وأكد المصدر ذاته قائلا: «بمساندة غارات طائرات التحالف تمكنت القوات المشتركة من تحقيق التقدم والسيطرة على مواقع جديدة، ودمرت الغارات مخازن أسلحة للميليشيات في منطقة الحرير، شرق مدينة تعز، وساعد طيران التحالف المقاومة من الاقتراب إلى الخط الرسمي لنجد قسيم، مما يمكنهم من قطع الإمدادات التي تصل إلى الميليشيات الانقلابية عن طريق سوق نجد قسيم، وتصل إلى مديرية المسراخ التي استشهد قائد المعارك فيها وفي نجد قسيم، عبد الله السبئين بعد معارك عدة خاضها أمام الميليشيات، وحقق انتصارات ومنها فتح خط نجد قسيم الذي يربط بين منطقتي الضباب والنشمة، غرب المدينة». وأشار إلى أن «القوات الموالية للشرعية تمكنوا من تنفيذ عمليات نوعية في منطقة مقبنة، غرب مدينة تعز، واستهدفوا طاقما عسكريا يتبع الميليشيات في جوار مصنع إسمنت البرح، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات الانقلابية».
في المقابل، وجه عدد من وجاهات وشخصيات اجتماعية وسياسية في محافظة تعز، دعوة إلى دعاة المدينة والتعايش من أبناء شمال الشمال بعدم إرسال أبنائهم للمشاركة في قتال أبناء إخوانهم في محافظة تعز.
وقالوا في بيان لهم، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إننا «من هنا نوجه دعوة إلى كل من تبقت لديهم ذرة من شرف ورجولة وأخلاق من وجهاء وعقال شمال الشمال، أن يتوقفوا عن إرسال أبنائهم إلى تعز للمشاركة في هذا العدوان السافر الذي يشنه المخلوع صالح بحق أبناء تعز، دعاة المدنية والتعايش والنظام والقانون. كما أننا نحذرهم وبأشد العبارات من تشجيع مثل هذه الممارسات اللا أخلاقية، التي تطال نساء تعز العظيمات، والتي تندرج ضمن كل العيوب السوداء، وتشذ عن أخلاقنا وديننا وقيمنا بوصفنا مجتمعا يمنيا لم ولن يسكت عن مثل هذه السلوكيات عاجلا أم آجلا».
وأضافوا أن «ما يحصل في معابر تعز المحاصرة، خصوصًا معبر الدحي في محافظة تعز من انتهاكات لاأخلاقية ضد نساء وبنات اليمن، عار في جبين إنسانيتكم ويمنيتكم وشهامتكم وأخلاقكم ودينكم ورجولتكم. ها هي قبائل شمال الشمال التي ظلت تتشدق بالمفاهيم القبلية والرجولة والشهامة والعيوب الاجتماعية بمختلف أنواعها، منذ تسعة أشهر، وهي ترسل أبناءها إلى تعز، لقتل إخوانهم هناك، وكذا الاستقواء، وفرد العضلات على أخواتهن وبنات جلدتهن في محافظة تعز، العابرات للممرات المؤدية إلى مدينة تعز، التي يسيطر عليها تحالف العنجهية والتسلط والاستقواء الحوثفاشي، سواء بالاعتداءات اللفظية السافرة أو الاعتداءات البدنية، أو العبث الهمجي بحاجاتهم الغذائية البسيطة، التي يكابدون شتى المعاناة، من أجل الحصول عليها، كي تبقيهم على قيد الحياة، في ظل هذا الحصار الخانق الذي يمارسه هذا التحالف العدواني».
في سياق متصل، دعا ناشطون وإعلاميون يمنيون بمدينة تعز، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، إلى زيارة المدينة المنكوبة، ومشاهدة الحصار التي حل بها جراء الحصار المطبق الذي تفرضه عليها ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح منذ ما يزيد على تسعة أشهر.
وأطلق الأطفال والناشطون والحقوقيون اليمنيون حملة على صفحات التواصل الاجتماعي يدعون فيها مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ إلى زيارة، حيث حملت الحملة هاشتاغ «#‏ندعو ولد الشيخ لزيارة تعز». وقال القائمون على الحملة إن «هذه الحملة ستفضح حقيقة حصار الميليشيات الانقلابية لمدينة تعز، وستساند المساعي الأممية لفك الحصار عن أهالي المدينة». وتهدف الحملة إلى لفت الأنظار للمأساة الإنسانية التي يعاني منها أبناء مدينة تعز الذين أصبحوا يعيشون تحت حصار ميليشيات الحوثي منذ تسعة أشهر.
ميدانيا سقط العشرات من ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح بين قتيل وجريح، جراء غارات التحالف المركزة والمباشرة على مواقع ومخازن وتجمعات الميليشيات الانقلابية وسط وأطراف مدينة تعز. وأفاد شهود عيان، لـ«الشرق الأوسط»، بأن غارات التحالف التي تقودها السعودية قتلت كثيرا من الميليشيات، حيث استهدفت مواقعهم وتجمعاتهم في وادي الزنوج، شمال مدينة تعز، حيث أدت إلى مقتل العشرات منهم وتدمير آليات عسكرية، وغارات أخرى على جبل أمان الجندية، و«اللواء 170 دفاع جوي»، ومواقع للميليشيات في منطقة الجحملية، شرق المدينة، وشارع الأربعين وتبة الأشبموري، وفي الشريجة.
وعلى الصعيد الإنساني، يواصل أبناء مدينة تعز إطلاق نداء الاستغاثة إلى العالم أجمع، وعلى رأسهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته، وقوات التحالف الذي تقوده السعودية، وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، إلى سرعة إنقاذهم من ميليشيات الحوثي وصالح وتحمل مسؤولياتهم في فك الحصار وتطهير المدينة، ووقف مسلسل القتل الممنهج من قبل الميليشيات، إما بالرصاص وإما بالجوع وإما بسبب انعدام الأكسجين والمواد الطبية جراء إغلاق مستشفيات تعز أبوابها، بسبب الدمار الذي لحق بها من قصف الميليشيات وإعلانها انعدام مادة الأكسجين.
وكان قد حذر مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير خالد حسين اليماني، من وقوع كارثة إنسانية بمدينة تعز، قائلا بأن «العقاب الذي تتعرض له تعز من قبل ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، يندى له جبين الإنسانية، جراء الحصار الخانق عليها من قبل ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية».
وأفاد شهود عيان، لـ«الشرق الأوسط»، بأن ميليشيات الحوثي وصالح، بالإضافة إلى حصارها المطبق على المدينة، فهي تقوم بتقييد حرية تنقل أهالي مدينة تعز، واختطاف بعضهم، ونهب ممتلكاتهم الخاصة في مداخل المدينة، مما يؤكد أنها تسير على خطى قطاع الطرق التي بدأوها منذ إعلان انقلابهم على الدولة الممثلة بشرعية الرئيس والحكومة.
في المقابل، حذرت اللجنة الطبية العليا بمحافظة تعز من اتجاه الأوضاع الإنسانية بمدينة تعز نحو الكارثة بعد توقف العمل في 37 مستشفى، مما تسبب في عدم استطاعتها إجراء عمليات جراحية إسعافية، جراء انعدام أسطوانات الأكسجين التي ترفض الميليشيات الانقلابية دخولها إلى المدينة جراء حصارها على جميع المنافذ.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.