الوجه الآخر لـ «لاس فيغاس»

تحت أضوائها مدينة مظلمة يعيش سكانها في مواسير الصرف الصحي

إحدى المتشردات في أنفاق لاس فيغاس
إحدى المتشردات في أنفاق لاس فيغاس
TT
20

الوجه الآخر لـ «لاس فيغاس»

إحدى المتشردات في أنفاق لاس فيغاس
إحدى المتشردات في أنفاق لاس فيغاس

تلقب لاس فيغاس بمدينة الأضواء ومدينة الخطيئة، فمن زارها يعرف أنها مدينة لا يعرف النوم طريقا إليها، فإلى جانب كونها تضم أكبر نسبة كازينوهات في العالم وعلى هذا الأساس تم تأسيسها، فهي تضم أهم المطاعم في العالم واختارها أهم وألمع الطهاة الحاصلين على نجوم «ميشلان» لتكون قاعدة أساسية لهم، إضافة إلى ذلك فهي مغناطيس المشاهير ونجوم الغناء الذين يقدمون العروض الفنية على مدى سنوات، أضف إلى ذلك أنها مدينة المسرح والعروض الفنية الضخمة. نعم هذه هي مدينة لاس فيغاس من فوق وما يراه الزائر لها للوهلة الأولى.
ولكن كيف هي المدينة من تحت؟ المشهد مظلم والحقيقة تجرح الإنسانية ولا تتناسب مع أضواء المدينة ونبض حياتها القوي، ففي مواسير الصرف الصحي للاس فيغاس يعيش المتشردون الذين يقدر عددهم بـ12 ألف متشرد، بحسب إحصائيات نشرت على موقع متخصص برصد المتشردين في البلاد في الفترة ما بين عامي 2013 و2014. وينضم إلى مشردي لاس فيغاس متشردون جدد كل عام.
وبحسب قطاع السكن والتطوير المدني في الولايات المتحدة الأميركية، فإن عدد المتشردين في البلاد في تزايد، في حين تعاني نيفادا من وجود أكبر عدد للمتشردين في البلاد، بحسب التقرير الصادر عن القطاع المذكور.
الحقيقة المرة، وهي أن لاس فيغاس من أكثر المدن السياحية التي ينفق فيها السياح الأموال، لها وجهان، الوجه الأول هو الصورة التي يشاهدها الناس لمدينة صغرت العالم أجمع وجلبته إليها من خلال مجسمات لأهم المعالم السياحية حول العالم مثل برج إيفل وقناة مدينة البندقية الإيطالية وغيرهما من المعالم الشهيرة الأخرى، في حين أنها تضم عالما مختلفا تماما في أنفاق يزيد طولها على 200 ميل في أحوال بيئية سيئة للغاية، حيث تكون درجات الحرارة فيها أقل بـ15 درجة في فصل الشتاء القارس في صحراء نيفادا، كما يعاني المتشردون أيضا من أزمة الفيضانات التي تأتي على كل ما حصلوا عليه بصعوبة من أثاث قديم بسبب الأمطار الغزيرة التي تهطل على المنطقة، ووجود عنكبوت سام من شأنه أن يودي بحياة الإنسان إذا ما تعرض للدغته.
سبب التشرد في لاس فيغاس له عدة وجوه ودوافع كأي مدينة أخرى، مثل فقدان الوظيفة وذيول الأزمة الاقتصادية وتعرض الكثير من المحاربين القدامى الذين شاركوا في حرب العراق وأفغانستان لانهيارات عصبية أدت إلى تحولهم إلى مدمنين للمهدئات وحبوب الأعصاب والإدمان على المخدرات وأسباب عائلية وتعنيف أسري، لكن هناك نسبة من المتشردين الذين أتوا على أنفسهم ومستقبلهم بسبب انغماسهم في عالم القمار مما أدى إلى خسارتهم كل شيء لدرجة أن بعضهم يسترجع ثمن تذكرة العودة إلى بلاده في سبيل الحصول على المال وإنفاقه في الكازينو أملا في الربح، وتكون النتيجة خسارة فادحة، ومستقبلا موحشا ومظلما في أنفاق مظلمة.
لاس فيغاس ليس مدينة كبيرة من حيث الحجم، وتقتصر على ما يعرف بالـ«Promenade»، وهذا هو الشارع الرئيسي في المدينة الذي تنتشر فيه أجمل وأفخم الفنادق الكبرى المكللة بخمس نجوم، كما تجد به اللافتات المضاءة التي تحمل أسماء الفنانين أمثال الكندية سيلين ديون والأميركية بريتني سبيرز وأشهر الأسماء في عالم عرض السحر مثل «بين» و«تيلا»، ولكن ما إن تخرج من هذا الشارع وتتوجه إلى منطقة التسوق «الآوتليت ساوث» على مسافة لا تزيد على ميلين والقريبة من «الداون تاون» أو «لاس فيغاس القديمة» حتى يتحول المشهد إلى شيء أشبه بالكابوس في وضح النهار، ويصعب عليك أن تصدق أنك ما زلت في المدينة نفسها.
المتشردون في الطرقات طيلة النهار، بعضهم يتعاطى المخدرات على مرأى من المارة، واللافت هو أن هناك قانونا في نيفادا يمنع إطعام المشردين. وبحسب التقرير الصادر عن قطاع السكن والتطوير في الولايات المتحدة فإن عدد المتشردين يزداد كل ليلة على 574 متشردا في البلاد.
المتشردون في لاس فيغاس يعيشون دوامة مزعجة، فبعضهم يحاول جاهدا الحصول على وظيفة، غير أن القانون يحتم على المتقدم بطلب عمل أن يكون لديه عنوان ثابت، وهذا ما يجعل الأمر أشبه بالمستحيل، كما أن السلطات المسؤولة في نيفادا لا تتدخل لحل الأزمة في لاس فيغاس تحديدا، ولا يجد المتشردون يد العون إلا من خلال مساعدات محدودة وخجولة من جمعيات خيرية ودينية مستقلة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT
20

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.