وزير الداخلية العراقي: 1015 مذكرة إلقاء قبض لدى الإنتربول بحق مطلوبين للقضاء

الغبان أكد لـ {الشرق الأوسط} أن تنظيم داعش فقد القدرة على تهديد بغداد

وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان ({الشرق الأوسط})
وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان ({الشرق الأوسط})
TT

وزير الداخلية العراقي: 1015 مذكرة إلقاء قبض لدى الإنتربول بحق مطلوبين للقضاء

وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان ({الشرق الأوسط})
وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان ({الشرق الأوسط})

أكد وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان أن «لدى العراق تعاونا ممتازا مع دول الجوار بما في ذلك المملكة العربية السعودية في المجال الأمني من أجل ضبط الحدود بين البلدين وقضايا المطلوبين والمعتقلين.
وقال الغبان في حديث لـ«الشرق الأوسط» بمقر الوزارة: «أستطيع القول إن مستوى التعاون بينا وبين دول الجوار جيد ومتواصل ولم تنعكس الأزمات السياسية عليه حيث لدينا تعاون وتواصل وتبادل معلومات وزيارات مع المملكة العربية السعودية رغم أن العلاقات الدبلوماسية كانت لفترة طويلة مقطوعة، بالإضافة إلى الأردن وإيران والكويت حيث توجد لدينا مع كل هذه الدول مذكرات تفاهم ما عدا سوريا حيث لم يعد هناك تعاون أمني بسبب عدم السيطرة على الحدود».
وحول ملف المعتقلين العرب والدول التي ينتمون إليها وما إذا كانت تهمهم جنائية أم إرهابية، قال الغبان إن «غالبية المعتقلين العرب لدينا هم من الانتحاريين ومن بينهم من هو متهم بقضايا جنائية وقد صدرت أحكام متباينة بحقهم تتراوح بين الإعدام والمؤبد والسجن لمدد مختلفة حسب نوع الجريمة وهم ينتمون إلى دول شمال المغرب العربي مثل الجزائر والمغرب وتونس وبعض دول الخليج العربي». وبشأن ما إذا كان بالإمكان تبادل المعتقلين أو ترحيلهم، بمن فيهم السعوديون، إلى بلدانهم لقضاء محكومياتهم، قال الغبان «لدينا مذكرة تفاهم مع المملكة العربية السعودية تشمل المتهمين أو المحكومين بقضايا جنائية حيث بالإمكان أن يقضوا محكومياتهم في بلدانهم لكنها لا تشمل المحكومين بقضايا الإرهاب».
وحول حدود العراق الدولية وما إذا كانت لدى الحكومة العراقية خطط لتأمينها، قال الغبان إن «انهيار الحدود بين العراق وسوريا بعد يونيو (حزيران) 2014 جعل من الصعب الحديث عن وجود إمكانية أو قدرة حقيقية على ضبط الحدود حيث كانت هناك قوات حدود تراقب ولكنها بعد دخول (داعش) لم يعد مثل هذا الأمر قائما رغم أننا كنا ندرس مشروعا لتأمين الحدود في وقتها من خلال كاميرات مراقبة وأسلاك شائكة ولكن لم ينفذ في وقتها».
من ناحية ثانية، قال الغبان إن «تنظيم داعش كان قد مثلّ تهديدا حقيقيا للعاصمة بغداد سواء من خلال تمدده بعد احتلاله محافظتي نينوى وصلاح الدين خلال شهر يونيو 2014 أو الحواضن التابعة له في حزام بغداد، لكن نستطيع القول إن هذا الخطر تلاشى تماما ولم يعد هذا التنظيم الإرهابي يمثل أي تهديد للعاصمة»، مؤكدا أن «الحاجة ماسة الآن لتأمين الوضع الأمني داخل العاصمة سواء على صعيد استعادة هيبة الدولة والقضاء على المظاهر المسلحة خارج إطار القانون أو ملاحقة العصابات والجريمة المنظمة التي انحسرت كثيرا عما كانت عليه قبل سنتين مثلا ولدينا ما يثبت ذلك من أرقام وإحصائيات».
وأضاف الغبان أن «الوزارة كغيرها من المؤسسات ورثت تركة ثقيلة وهي عازمة في ضوء الإصلاحات إلى تمكين جهازها الفني والإداري من مواكبة روح العصر وبث دماء جديدة في كل مفاصل العمل الأمني والإداري بحيث».
وردا على سؤال حول الجهة التي تمسك الملف الأمني داخل العاصمة بغداد في ضوء كثرة نقاط التفتيش وتنازع الصلاحيات بين وزارتي الداخلية والدفاع، قال وزير الداخلية العراقي إن «الوضع الأمني مؤمن في محافظات الوسط والجنوب حيث لا توجد تهديدات إرهابية وقد تم تشكيل قيادة عمليات تنسق العمل على هذا الصعيد وإدارة الملف الأمني، وفي بغداد تمت مناقشة الوضع الأمني فيها من خلال لجنة متخصصة وقد تم تشكيل قيادة عمليات بغداد المسؤولة عن إدارة هذا الملف على الرغم من أن 80 في المائة من الجهد الأمني تتحمله وزارة الداخلية علما أن التفجيرات التي تحصل في بغداد تأتي كلها من خارج بغداد وقد قمنا باعتقال أعداد من الإرهابيين ممن اعترفوا بالتفصيل بشأن العمليات التي يقومون بها داخل العاصمة برغم انحسارها خلال الشهور الماضية».
وبشأن القرار الذي كان اتخذه رئيس الوزراء حيدر العبادي حول جعل بغداد منزوعة السلاح، قال الغبان إن «عملية نزع السلاح ليس مجرد شعار يرفع بل يحتاج إلى مستلزمات حيث توجد جماعات مسلحة تنتشر في الشارع كما حصلت خلال السنوات الماضية عسكرة للمجتمع وبالتالي فإن الخلاص من هذا الإرث يحتاج لوقت وتعاون من قبل الجميع لأن انتشار المسلحين خارج القانون من شأنه إضعاف هيبة الدولة».
وردا على سؤال بشأن مذكرات إلقاء القبض الصادرة عن القضاء العراقي لدى الشرطة الدولية «الإنتربول» وما إذا كان جرى تنفيذها، قال الغبان «لدينا علاقة مع الشرطة العربية (الإنتربول) العربي وهم يتعاونون معنا في هذا المجال ولكن هناك الكثير من الدول لم تتعاون من منطلقات سياسية وبعضها تتعامل بحذر بمن في ذلك الدول الأوروبية حيث تنظر إلى الكثير من أوامر إلقاء القبض ليست بوصفها جنائية بل سياسية»، مبينا أن «العراق نفذ نحو 76 مذكرة إلقاء قبض لصالح دول أخرى بينما أصدرنا 1015 مذكرة إلقاء القبض لم يتم تنفيذها أو الغالبية العظمى منها لأسباب مختلفة حيث تتداخل المصالح السياسية في هذا الأمر بل نحن أيضا قد لا ننفذ بعض المذكرات للأسباب ذاتها».
وبسؤاله عن القطريين الذين اختطفوا مؤخرا في العراق وما إذا كانت قضيتهم جنائية أم سياسية، قال الغبان إن «اختطاف القطريين جريمة بحد ذاته وقد سببت لنا إحراجا كبيرا لا سيما بعد إعلان المرجعية الدينية في النجف أن عملية اختطافهم سياسية علما أنهم دخلوا البلاد بشكل شرعي وحصلوا على سمات الدخول وقد قدمنا كل ما يلزم لتأمين وضعهم لكن هناك جهات وعصابات لديها أهداف سياسية هي التي خططت ونفذت هذه الجريمة التي نحاول الآن وبكل جد من أجل البحث عن خيوط تمكننا من الوصول إلى الجناة»، مبينا أن «الجهات المسؤولة اعتقلت أناسا قد لا يكونون على ارتباط مباشر بالخاطفين، لكن لهم صلات غير مباشرة وتجري التحقيقات بهذا الشأن ونأمل مطابقة المعلومات والوصول إلى نتيجة مرضية ولدينا بهذا الخصوص تواصل مستمر مع الإخوة في دولة قطر من مختلف المستويات».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.