نائب رئيس شركة «نتفليكس»: تلفزيون الإنترنت نقلة جديدة في قطاع الترفيه الشخصي

كريس جافي في حوار مع «الشرق الأوسط» حول الثورة التلفزيونية لعرض الأفلام والمسلسلات في 190 دولة تشمل المنطقة العربية

ريد هاستينغز الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لـ«نتفليكس» أثناء إلقاء كلمته الافتتاحية  -   خدمة «نتفليكس» متوافرة على كثير من المنصات ونظم التشغيل بتجربة استخدام واحدة
ريد هاستينغز الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لـ«نتفليكس» أثناء إلقاء كلمته الافتتاحية - خدمة «نتفليكس» متوافرة على كثير من المنصات ونظم التشغيل بتجربة استخدام واحدة
TT

نائب رئيس شركة «نتفليكس»: تلفزيون الإنترنت نقلة جديدة في قطاع الترفيه الشخصي

ريد هاستينغز الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لـ«نتفليكس» أثناء إلقاء كلمته الافتتاحية  -   خدمة «نتفليكس» متوافرة على كثير من المنصات ونظم التشغيل بتجربة استخدام واحدة
ريد هاستينغز الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لـ«نتفليكس» أثناء إلقاء كلمته الافتتاحية - خدمة «نتفليكس» متوافرة على كثير من المنصات ونظم التشغيل بتجربة استخدام واحدة

كشفت شركة «نتفليكس» Netflix من «معرض إلكترونيات المستهلكين» CES في مدينة لاس فيغاس الأميركية، الذي حضرته «الشرق الأوسط»، عن بدء عملها فورا في 130 دولة إضافية من بينها الدول العربية، وذلك لتقديم محتوى الأفلام والمسلسلات عبر الإنترنت في جميع أنحاء العالم فور إطلاقها وبجودة عالية، مع تقديم ترجمة لجميع المحتوى المقدم بكثير من اللغات، من بينها العربية. وتحدثت «الشرق الأوسط» حصريا مع كريس جافي نائب الرئيس لابتكار المحتوى في الشركة حول الإطلاق في المنطقة العربية.
وكان الرئيس التنفيذي للشركة، ريد هاستينغز، قال في مؤتمر الإطلاق إن «قطاع الترفيه الشخصي شهد نقلات كثيرة في السابق، من الراديو إلى البث التلفزيوني إلى باقات الاشتراكات الشهرية، والآن تلفزيون الإنترنت». وأضاف أن مستخدمي «نتفليكس» شاهدوا نحو 12 مليار ساعة في آخر 3 أشهر من العام الماضي (في ستين دولة التي كانت الخدمة تتوافر فيها)، مقارنة بربع مليار قبل عام واحد (بزيادة تبلغ 48 ضعفا). وأكد كذلك أن المستخدم لم يعد مضطرًا إلى الجلوس أمام شاشات التلفزيون في أوقات محددة لمشاهدة برامجه المفضلة، حيث أصبح اختيار المحتوى وتوقيت مشاهدته أمرا أساسيا للجيل الجديد، ولا مجال للعودة إلى العالم القديم بعد الآن.
وأكد كريس جافي أن «نتفليكس» هي خدمة بث المحتوى عبر الإنترنت حسب الطلب، من خلال تطبيق يتم تحميله على الكومبيوترات الشخصية والأجهزة المحمولة وأجهزة الألعاب والتلفزيونات الذكية. ويمكن للمستخدم اختيار المسلسل أو الفيلم المرغوب ومشاهدته في أي وقت، وإيقافه والتنقل في المحتوى إلى الأمام أو الخلف حسب الرغبة، ومن دون وجود إعلانات. وتقدم هذه الخدمة محتوى حصريا له تنتجه وتعرضه الشركة، من بينه كثير من المسلسلات والأفلام التي لاقت رواجا كبيرا في الدول التي تعرضها لجميع الفئات العمرية. ويمكن للمستخدمين مشاهدة جميع حلقات المسلسلات فورا من دون الحاجة إلى الانتظار أسبوع لكل حلقة، كما هي الحال في البث التلفزيوني للمسلسلات الأجنبية، مع دعمها تجسيم الصوتيات لكثير من العروض.
ويجب على المستخدم الاشتراك في الخدمة شهريا (من خلال 3 فئات تتراوح تكلفتها بين 8 و12 دولارا أميركيا)، مع توفير شهر تجريبي مجاني قبل الاشتراك. ويمكن استخدام الخدمة عبر عدة أجهزة للاشتراك الواحد، وتخصيص حسابات لمختلف أفراد العائلة من دون الحاجة إلى الاشتراك مرة أخرى أو شراء أجهزة لكل غرفة يتم فيها مشاهدة العروض، مع القدرة على استخدام أي حساب من أي مكان في الوقت نفسه. ويمكن مشاهدة المحتوى من أي متصفح للإنترنت، أو من خلال التطبيق المتوافر على نظم التشغيل المختلفة، مثل «ويندوز»، و«ماك»، و«لينوكس»، و«آندرويد»، و«آي أو إس»، و«ويندوز موبايل»، و«بلاكبيري»، وأجهزة الألعاب الإلكترونية مثل «إكس بوكس 360»، و«إكس بوكس وان»، و«بلاي ستيشن 3 و4»، و«فيتا»، و«وي»، و«وي يو»، و«نينتندو 3 دي إس»، و«آبل تي في»، بالإضافة إلى التلفزيونات الذكية ومشغلات الأقراص الليزرية المتصلة بالإنترنت ونظم السينما المنزلية المتصلة بالإنترنت أيضًا، والمتصفحات، وحتى وحدة «كرومكاست» من «غوغل» التي تتصل بأي تلفزيون، بهدف تحويله إلى تلفزيون ذكي. وستكون تجربة الاستخدام متماثلة عبر جميع المنصات.
وأضاف كذلك أن التطبيق أو المتصفح سينقل بيانات سرعة اشتراك المستخدم بالإنترنت في كل ثانية، لتقوم الخدمة آليا بتقديم المحتوى بدقة تتماشى مع سرعة الإنترنت لدى المستخدم من أجل عدم توقف البث، وبالتالي تحميل مزيد من المحتوى لتصبح لتجربة أكثر سلاسة. ووفقا لموقع الخدمة، سيحتاج المستخدم إلى سرعة 3 ميغابايت في الثانية لمشاهدة العروض بالدقة العادية، و5 ميغابايت لعروض الدقة العالية، و25 ميغابايت لعروض الدقة الفائقة 4K، ولكن السرعة الأقل المطلوبة لعمل الخدمة هي نصف ميغابايت في الثانية. وبالنسبة لمستخدمي الهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية الذين يدفعون أجور الإنترنت وفقا لكمية الاستخدام، فإن مشاهدة العروض لمدة ساعة كاملة بالجودة المنخفضة ستستهلك نحو 300 ميغابايت، بينما يبلغ الحجم 700 ميغابايت للجودة المتوسطة، و3 غيغابايت للجودة العالية، و7 غيغابايت للدقة الفائقة 4K.
وبالحديث عن الدقة الفائقة، أضاف كريس أن الشركة تدعم تقنية «إتش تي دي» High Dynamic Range HDR (المدى الديناميكي العالي) الجديدة لعرض الصورة على التلفزيونات المقبلة، والتي ترفع من جودة الألوان بشكل كبير، خصوصا التباين بين المناطق شديدة البياض والسواد، وهي تقنية مقبلة في تلفزيونات العام الحالي. ولن تحتاج الخدمة إلى استخدام طيف ترددي جديد لموجات البث التلفزيوني، وما يصاحب ذلك من متاعب في الحصول على معايير عالمية موحدة ودعم أجهزة الاستقبال لها والابتعاد عن الترددات العسكرية في كل بلد، وغيرها، ذلك أن الخدمة تستخدم بث الإنترنت بكل بساطة.
ولدى السؤال عن ضبط المحتوى غير المناسب للأطفال والمراهقين، أجاب أنه بإمكان الأهل إيجاد حساب خاص للأطفال لا يسمح إلا بعرض المحتوى الذي يناسب فئتهم العمرية، وإضافة كلمة سر لعدم مشاهدة العروض التي لا تناسب تلك الفئة. هذا، وستعرض الخدمة تقييما قبل بدء الفيلم يوضح نوع المحتوى، وإشعارا يدل على الفئة العمرية المناسبة لمشاهدة العرض فور تشغيله بهدف تنبيه الأهل. وأضاف أن بعض المسلسلات والأفلام كانت في السابق حصرية لبعض البلدان، وفقا لاتفاقيات وقعتها الشركة مع شركائها في بعض الدول، ولكن هذا الأمر سيتغير الآن، نظرا لأن الخدمة أصبحت عالمية. وستقدم الشركة في هذا العام 31 مسلسلا جديدا، ونحو 24 فيلما و30 مسلسلا للأطفال، وبرامج ترفيهية كثيرة جميعها حصرية. وتوفر الخدمة حاليا نحو 125 مليون ساعة من العروض التي يتم إضافة مزيد إليها كل يوم.
الخدمة متوافرة في 190 دولة، من بينها دول المنطقة العربية، عدا سوريا وشمال كوريا وجزر القرم، بسبب القيود التي تفرضها حكومة الولايات المتحدة على الشركات الأميركية، بينما تدرس الشركة حاليا آلية الدخول إلى الصين. ويمكن الحصول على المزيد من المعلومات بزيارة موقع الخدمة www.netflix.com.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».