السيسي يثني على الأجهزة الأمنية ويتعهد بتجفيف منابع الإرهاب

محلب وفهمي التقيا وزير الخارجية الإماراتي وبحثوا التنسيق إقليميا

المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري يحيي - مع مجموعة من قادة الجيش - الذين سقطوا  من جنود الشرطة والقوات المسلحة أثناء أداء الواجب الوطني في يوم الشهيد بالقاهرة أمس (أ.ب)
المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري يحيي - مع مجموعة من قادة الجيش - الذين سقطوا من جنود الشرطة والقوات المسلحة أثناء أداء الواجب الوطني في يوم الشهيد بالقاهرة أمس (أ.ب)
TT

السيسي يثني على الأجهزة الأمنية ويتعهد بتجفيف منابع الإرهاب

المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري يحيي - مع مجموعة من قادة الجيش - الذين سقطوا  من جنود الشرطة والقوات المسلحة أثناء أداء الواجب الوطني في يوم الشهيد بالقاهرة أمس (أ.ب)
المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري يحيي - مع مجموعة من قادة الجيش - الذين سقطوا من جنود الشرطة والقوات المسلحة أثناء أداء الواجب الوطني في يوم الشهيد بالقاهرة أمس (أ.ب)

أكد قائد الجيش المصري، المشير عبد الفتاح السيسي، أمس، على ثقة الشعب في القوات المسلحة. وأثنى على رجال الجيش والشرطة. وتعهد بتجفيف منابع الإرهاب في بلاده. وقال في احتفال القوات المسلحة بـ«يوم الشهيد» إن المناسبة تتواكب هذا العام «مع جهود القوات المسلحة والشرطة في تجفيف منابع الإرهاب والتصدي لأعداء الوطن، لتضيف هذه الجهود شهداء جددا إلى قائمة شهداء مصر العظام»، وفقا لما جاء على صفحة المتحدث العسكري المصري على «فيسبوك»، العقيد أركان حرب أحمد محمد علي.
ولمح السيسي في مناسبات سابقة، مطلع هذا الشهر، إلى نيته الترشح لانتخابات الرئاسة المقرر الانتهاء من إجرائها خلال الشهرين المقبلين، بينما أكد أحد مساعدي السيسي لـ«الشرق الأوسط» أن المشير قرر بشكل نهائي خوض الانتخابات الرئاسية استجابة للمطالب الشعبية التي تدعوه لقيادة البلاد في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها، وأنه سيعلن عن هذا الأمر صراحة خلال الفترة المقبلة «لأن الأمر يخصه، ومتروك له». ويأتي هذا في وقت واصل فيه المرشح السابق للرئاسة، حمدين صباحي، وهو ذو توجه يساري، طرق أبوب بعض القوى السياسية لكي تؤيده في الانتخابات المقبلة.
ويشغل السيسي موقع نائب رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي. ويتعين عليه في حال ترشحه للرئاسة ترك موقعه كوزير للدفاع، والقيام بإجراءات الترشح ومنها جمع توكيلات من الناخبين للترشح للرئاسة من 25 ألف مواطن في 15 محافظة على الأقل، وبحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة.
وتوجد حملات مؤيدة للسيسي تؤكد أنها قادرة على جمع أضعاف هذه التوكيلات في وقت قياسي، وفقا لما قاله لـ«الشرق الأوسط» عبد النبي عبد الستار، المتحدث باسم «حملة كمل جميلك» المؤيدة لقائد الجيش، فيما أوضح البرلماني السابق أحمد رسلان، الذي يقود تكتلا قبليا مؤيدا للسيسي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الحملات في انتظار نماذج التوكيلات المعتمدة من اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية التي لم تعلن بعد عن موعد فتح باب الترشح للانتخابات ولا عن باقي الإجراءات المطلوبة وفقا للقانون الجديد الذي صادق عليه الرئيس المؤقت عدلي منصور قبل يومين.
وكرم السيسي أمس عددا من قدامى قادة القوات المسلحة وعددا من أسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية، كما قام بتكريم عدد من الأمهات المثاليات لجمعية المحاربين القدماء، وذلك بحضور الفريق صدقي صبحي رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الجيش.
وأشاد في الاحتفال بـ«رجال القوات المسلحة الذين يثبتون كل يوم أنهم جيش وطني شريف جدير بثقة شعبه العظيم، بما يقدمه من عطاء وتضحيات من جيل إلى جيل»، وأكد أن «مصر وقواتها المسلحة لن تنسى كل من قدم دمه وجهده في سبيل الحفاظ على الوطن واستقراره»، وذلك في إشارة إلى الجهود التي يبذلها رجال القوات المسلحة والشرطة، في مواجهة «الإرهاب» و«العناصر التكفيرية» خاصة في سيناء وبعض مناطق العاصمة وشمال القاهرة.
وأكد المشير السيسي أن العلاقة بين الشعب وقواته المسلحة «علاقة راسخة مبنية على أسس من الحب الحقيقي والثقة والاحترام المتبادل والتي يحسدنا الكثير عليها». وأضاف أن الجيش المصري «جيش وطني قوي ومتماسك يعبر عن نسيج الشعب بكافة أطيافه»، مشيرا إلى أن أهم ما يميز القوات المسلحة هو «حالة الفهم العميق والإدراك الصحيح عند مناقشة أي موضوع على أسس من الصدق والثقة ودراسة حجم المطالب والتحديات بأسلوب علمي لتحديد الأولويات لما هو متاح وممكن تحقيقه».
ومن جانبه، قال المستشار حمدان فهمي، أمين عام اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية أمس إن «اللجنة أصبحت في حالة انعقاد دائم لوضع كافة التجهيزات والترتيبات اللازمة لعملية الانتخابات المقبلة، قبل عملية فتح باب الترشح أمام مرشحي الرئاسة ومواعيد عملية الاقتراع».
وعقدت اللجنة اجتماعا أمس برئاسة المستشار أنور العاصي، وبحضور اللواء عادل لبيب، وزير التنمية الإدارية والمحلية؛ لبحث الاستعدادات والترتيبات اللازمة للانتخابات الرئاسية، وآليات التواصل بين اللجنة والوزارة بشأن الأدوات والأجهزة اللازمة للعملية. وقالت مصادر على علاقة بعمل اللجنة إنها «تستعد للإعلان عن موعد فتح باب الترشح لأول انتخابات رئاسية تجري عقب ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، خلال الأيام المقبلة».
وأوضحت المصادر أن اللجنة بحثت عملية الإعداد للانتخابات وآليات التواصل بين اللجنة ووزارة التنمية بشأن الأدوات والتجهيزات والمعدات اللازمة لإجراء العملية الانتخابية، وإعداد اللائحة التنفيذية لقانون الانتخابات الرئاسية والقرارات التنظيمية الخاصة بعمل اللجنة خلال الفترة المقبلة.
وكان الرئيس منصور أصدر يوم السبت الماضي قرارا بقانون تنظيم الانتخابات الرئاسية، تمهيدا لبدء فعاليات السباق الرئاسي. ويضع القانون ثلاثة شروط جديدة للترشح للرئاسة، هي أن يكون المرشح حاصلا على مؤهل عال (جامعي)، وألا يكون قد سبق الحكم عليه في أي قضية، حتى ولو رد إليه اعتباره، وأن يكون خاليا من الأمراض البدنية والعقلية.
لكن القانون أثار جدلا، بعد أن فرض تحصينا على القرارات النهائية للجنة، وقرر عدم جواز الطعن قضائيا عليها، وهو ما عده بعض الخبراء القانونيين مخالفا للدستور الذي نص على أن «التقاضي حق مصون ومكفول للكافة».
ويأتي المشير السيسي في مقدمة المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية، ومعه المرشحان السابقان للرئاسة، صباحي، وخالد علي، بالإضافة إلى الفريق سامي عنان، رئيس أركان القوات المسلحة السابق.
وواصل صباحي أمس لقاءاته مع عدد من ممثلي القوى السياسية في محاولة منه للحصول على تأييدها له قبل فتح باب الترشح للانتخابات، لكنه وجه انتقادات لتحصين قرارات اللجنة العليا للانتخابات. وقال عقب اجتماعه أمس بقيادات من حزب المصريين الأحرار بالقاهرة إنه لا يصح أن نتسامح مع تحصين قرارات اللجنة التي وصفها بـ«اللجنة الإدارية»، وأضاف أن هذا «خروج على الدستور».



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم