السفير الجيبوتي في الرياض: قطعنا العلاقات مع إيران ولن نقبل النيل من السعودية

ضياء الدين بامخرمة قال لـ {الشرق الأوسط} إن علاقة بلاده مع المملكة استراتيجية

السفير الجيبوتي في الرياض: قطعنا العلاقات مع إيران ولن نقبل النيل من السعودية
TT

السفير الجيبوتي في الرياض: قطعنا العلاقات مع إيران ولن نقبل النيل من السعودية

السفير الجيبوتي في الرياض: قطعنا العلاقات مع إيران ولن نقبل النيل من السعودية

قال ضياء الدين بامخرمة، سفير جيبوتي لدى السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، إن بلاده قطعت كل أشكال العلاقات مع إيران، بسبب محاولتها النيل من أمن واستقرار السعودية، مؤكدا أن أمن الرياض من أمن بلاده، مشيرا إلى أن جيبوتي لن تسمح لطهران بأن تنتهك الحرمات الدبلوماسية التي أمّنتها كل الأعراف والقوانين الدولية والدبلوماسية.
وأضاف بامخرمة: «جيبوتي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران بشكل نهائي.. وإعلان المقاطعة هو إعلان تضامني مع السعودية، كونها بلاد رائدة وقائدة وتجمعنا معها أواصر ليست فقط علاقة حميمية، وإنما علاقة استراتيجية، فضلا عن العلاقات القائمة على أساس العروبة والإسلام».
وأوضح بامخرمة أن إيران أقدمت على عمل غير مقبول بكل المقاييس، ومناف للأعراف والقوانين الدبلوماسية والدولية، مبينا أن حرق السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد وتعريض أفراد البعثة للخطر، عمل إرهابي من الطراز الأول، مشيرا إلى أنها أحداث مأسوية بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
وأضاف بامخرمة: «جيبوتي وبصفتنا دولة عربية يهمنا جدا أمن واستقرار أرض الحرمين الشريفين.. والاعتداء على أمنها في موقع هو اعتداء على الأمتين العربية والإسلامية بشكل عام، وعلى أمن وسيادة جيبوتي بشكل خاص.. وبالنسبة لنا، هذا العمل غير المسؤول مرفوض رفضا باتا ولا نسمح به مهما كانت الحجج والمبررات التي تصاغ هنا وهناك»، مبينا أن مثل هذه المواقف المناهضة للممارسات الإيرانية في حق السعودية، مطلوبة على مستوى البلاد العربية والإسلامية.
ولفت إلى أن السعودية هي أكبر دولة عربية وإسلامية، و«هي أرض الحرمين الشريفين، ولها أياد بيضاء على كثير من البلاد العربية والإسلامية والشعوب المستضعفة، وبالتالي استهداف أمنها واستقرارها هو استهداف لأمن واستقرار البلاد العربية والإسلامية».
وقال بامخرمة: «اجتماع وزراء الخارجية العرب، سيؤكد الموقف التضامني العربي مع السعودية، ولا بد من أن تتخذ الدول العربية موقفا يليق بأهمية بلاد الحرمين الشريفين ويبعث برسالة واضحة أن أمن السعودية هو أمن لكل البلاد العربية والإسلامية». وزاد باخرمة أن «مثل هذا التضامن العربي والإسلامي أمر ضروري جدا في هذه المرحلة المفصلية في ظل المهددات الأمنية التي تستهدف استقرار الأمة، ولا بد أن يكون الموقف العربي منحازا للسعودية».
ويعتقد بامخرمة أنه «مثل هذه المقاطعة ستحجم قدرة إيران على استخدام المياه الإقليمية المشتركة في أعمالها التخريبية والعدوانية كتلك التي تلعبها على الساحة اليمنية لتقف بجانب الحوثيين ضد الشرعية».
وعلى صعيد العلاقة السعودية – الجيبوتية، أكد باخرمة أنها علاقة متميزة وأخوية حميمية، مبينا أن السعودية «دعمت جيبوتي على مر التاريخ، وكانت مواقفها دائما داعمة ومساندة لها في المحافل الإقليمية والدولية».
وقال بامخرمة «كانت زيارة الرئيس للسعودية ولقاؤه مع خادم الحرمين من نحو شهرين، تحولا في هذه العلاقة من مجرد علاقة أخوية حميمية إلى علاقة استراتيجية، وهذا الموقف تعبير عن عمق هذه العلاقة الاستراتيجية».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».