العربي إلى نيويورك الاثنين لبحث القضية الفلسطينية مع بان كي مون

بحث مع قانونيين عرب الأفكار والبدائل لدعم جهود الشعب الفلسطيني

العربي إلى نيويورك الاثنين لبحث القضية الفلسطينية مع بان كي مون
TT

العربي إلى نيويورك الاثنين لبحث القضية الفلسطينية مع بان كي مون

العربي إلى نيويورك الاثنين لبحث القضية الفلسطينية مع بان كي مون

يتوجه الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي إلى نيويورك الاثنين المقبل، وذلك للمشاركة في اجتماع دولي دعا إليه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، للبحث في معايير اختيار أمين عام جديد للمنظمة الدولية.
وأضاف العربي أنه سيبلغ بان كي مون بعدد من المقترحات العربية التي أعدتها لجنة من خبراء القانون العرب برئاسته لتوفير نظام حماية دولية للشعب الفلسطيني.
وأكد على أهمية توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، خاصة في ظل توقف مساعي حل الدولتين. وقال: «لا بد من إجراء تحفظي لحماية الشعب الفلسطيني»، لافتًا إلى أنه سوف يبحث هذا الموضوع يوم 12 يناير (كانون الثاني) خلال لقائه مع السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون، وكذلك للمشاركة في موضوع معايير اختيار الأمين العام للأمم المتحدة.
وكان العربي قد بحث، صباح أمس، بمقر جامعة الدول العربية مع عدد من الخبراء القانونيين العرب، عددًا من الأفكار والبدائل وتقديم المقترحات والتوصيات اللازمة لدعم الجهود والتحركات العربية والفلسطينية لتوفير نظام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وتناول الاجتماع الذي انعقد، برئاسة الأمين العام، وحضور نائب الأمين العام السفير أحمد بن حلي، والأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير سعيد أبو علي، الإجراءات القانونية المتطلبة لمنع إسرائيل من عدوانها المستمر وانتهاكاتها اليومية على جميع المدن والقرى الفلسطينية.
يذكر أن الاجتماع يأتي تنفيذًا لقرار صادر عن اجتماع غير عادي لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية في الرياض يوم 9 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، كان مخصصًا بشأن توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ويضم الاجتماع خبراء قانونيين من الدول أعضاء اللجنة العربية المصغرة «التي شكلتها قمة شرم الشيخ في مارس (آذار) الماضي»، وتضم الأردن، وفلسطين، ومصر، والمغرب، بالإضافة إلى الأمانة العامة.
ويأتي انعقاد الاجتماع العربي قبيل مغادرة الأمين العام للولايات المتحدة الأميركية الأسبوع المقبل، لمواصلة التحرك على المستويين العربي والدولي لطرح موضوع توفير نظام حماية دولي لأراضي دولة فلسطين على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وكذلك بحث هذه الأمور مع وزير الخارجية جون كيري لحثه على تنفيذ التعهدات الأميركية للدول العربية للتوصل لحل النزاع العربي - الإسرائيلي وفق إطار زمني محدد.
وأوضح العربي أن المطلوب في الوقت الراهن صدور قرار من مجلس الأمن فيما يخص موضوع الحماية وإرسال لجنة تحقيق في اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال على أبناء الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى بحث وجود قوة دولية من المراقبين تحت مظلة الأمم المتحدة لتوفير هذه الحماية، وذلك على غرار ما حدث في مدينة الخليل من قيام أحد المتطرفين الإسرائيليين بقتل عدد من المصلين في الحرم الإبراهيمي.
وقال العربي إن لجنة الخبراء القانونيين عقدت اجتماعين برئاسته آخرهما اليوم لوضع دراسة شاملة تتضمن عددًا من البدائل المقترحة والتوصيات لتوفير نظام الحماية المقترح لرفعها إلى بان كي مون، وذلك تنفيذًا لقرار سابق من وزراء الخارجية العرب في الرياض 9 نوفمبر الماضي، مشيرًا في هذا الصدد إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب في وقت سابق من الأمين العام للأمم المتحدة وضع دراسة شاملة تتضمن السوابق الدولية في مجال توفير الحماية في أراضي دولة فلسطين، ومنها ما حدث من سابقة توفير الحماية في مدينة الخليل.
هذا، ومن المقرر أن تعقد اللجنة الوزارية العربية المصغرة، المعنية بالتحرك على الساحة الدولية، لتنفيذ قرار القمة العربية لدعم القضية الفلسطينية على الساحة الدولية برئاسة مصر، والجهود المبذولة لدعم القضية الفلسطينية والتحرك العربي في هذا الشأن، وذلك قبل يوم واحد من توجه الأمين العام إلى نيويورك. كما سيلتقي العربي خلال زيارته إلى الولايات المتحدة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لحثه على تنفيذ التعهدات الأميركية للدول العربية لحل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني وفق إطار زمني محدد.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.