بريطانيا: تغييرات تطال حزب العمال بعد إقالة كوربن لبعض معارضيه

بحجة عدم الولاء وإحكام قبضته على مقاليد الأمور

بريطانيا: تغييرات تطال حزب العمال بعد إقالة كوربن لبعض معارضيه
TT

بريطانيا: تغييرات تطال حزب العمال بعد إقالة كوربن لبعض معارضيه

بريطانيا: تغييرات تطال حزب العمال بعد إقالة كوربن لبعض معارضيه

أقال، أمس، زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربن، أحد وزرائه في حكومة الظل، بحجة عدم الولاء، ونقل ماريا إيجل المتحدثة باسمه في مجال الدفاع إلى وظيفة أخرى، في محاولة لإحكام السيطرة على حزبه.
وانتخب كوربن، وهو ناشط يساري مخضرم، زعيمًا للحزب بأغلبية ساحقة، العام الماضي، بعد أن استفاد من الرغبة في التغيير وسط القواعد الشعبية للحزب، بما في ذلك جل الأعضاء الجدد والأصغر سنًا. لكن بعد مرور أربعة أشهر قضاها في زعامة حزب العمال عمقت الانقسامات بينه وبين عدد من نواب الحزب الكبار، وقد اختلف أعضاء «حكومة الظل» علنا مع كوربن بشأن السياسة الخارجية والدفاعية، الأمر الذي عرقل قدرة الحزب على تحدي حزب المحافظين الحاكم.
وقال حزب العمال إن إميلي ثورنبيري ستحل محل ماريا إيجل المتحدثة باسم كوربن. وكانت إيجل تؤيد تجديد برنامج «ترايدنت» للغواصات المسلحة نوويًا في بريطانيا، الأمر الذي وضعها في خلاف مع كوربن، الذي قال إن تكلفة تجديد البرنامج، التي تربو على 147 مليار دولار، يمكن استخدامها على نحو أفضل. لكن ثورنبيري صوتت برفض تجديد برنامج «ترايدنت».
من جهته، قال بات ماكفادن، وزير الشؤون الأوروبية في حكومة الظل، إنه «أقيل لأسباب مختلفة، منها تعليقاته في البرلمان التي تبدو مخالفة لتعليقات كوربن عن أسباب الإرهاب»، مضيفا أن كوربن اعتبرها هجومًا شخصيًا. وستحل محله بات جلاس، وهي متحدثة سابقة في شؤون التعليم، كما جرت أيضًا إقالة عضو آخر في حكومة الظل وهو مايكل دوجر، المتحدث الثقافي باسم الحزب.
وعلى صعيد غير متصل، دافع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أمس، خلال أول جلسة برلمانية لهذا العام عن رد فعل حكومته إزاء الفيضانات التي اجتاحت شمال البلاد، مشيرًا إلى أن حكومته تنفق أكثر من أي حكومة أخرى على الدفاعات ضد الفيضانات.
وكان كوربن قد انتقد خلال الجلسة رد فعل الحكومة على الفيضانات في شمال إنجلترا واسكوتلندا قبل أيام، فرد كاميرون قائلاً: «إن الحكومة تنفق على تعزيز الدفاعات ضد الفيضانات أكثر من أي حكومة أخرى»، مضيفًا أن فكرة كوربن لحل الأزمة «مثيرة للضحك».



بوتين يهنئ ترمب ويؤكد تطلعه إلى «سلام دائم» في أوكرانيا

الرئيسان بوتين وترمب خلال اجتماعهما على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ في 7 يوليو 2017 (أ.ب)
الرئيسان بوتين وترمب خلال اجتماعهما على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ في 7 يوليو 2017 (أ.ب)
TT

بوتين يهنئ ترمب ويؤكد تطلعه إلى «سلام دائم» في أوكرانيا

الرئيسان بوتين وترمب خلال اجتماعهما على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ في 7 يوليو 2017 (أ.ب)
الرئيسان بوتين وترمب خلال اجتماعهما على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ في 7 يوليو 2017 (أ.ب)

هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأميركي دونالد ترمب بمناسبة توليه مهامه الاثنين، وأعرب عن استعداده للحوار مع الإدارة الأميركية الجديدة، للتوصل إلى سلام دائم في أوكرانيا ينهي جذور الأزمة ويراعي مصالح كل شعوب المنطقة.

وعلى الرغم من أن استطلاعات حديثة للرأي أظهرت ضعف ثقة الروس بقدرة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي تولى مهامه الاثنين على تنفيذ وعوده الانتخابية بالتوصل إلى تسوية نهائية للصراع في أوكرانيا، فإن بوتين تعمد توجيه رسائل إيجابية حول انفتاحه على الحوار مع إدارة ترمب، وحدد رؤيته لشروط إنجاح جهود التسوية في أوكرانيا.

وتعمد بوتين حتى قبل انتهاء مراسم أداء اليمين الدستورية في واشنطن توجيه تهنئة للرئيس الجديد. وقال خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي الروسي إنه يهنئ نظيره الأميركي دونالد ترمب بمناسبة تنصيبه رئيسا، ويؤكد على انفتاح موسكو على الحوار مع الإدارة الأميركية الجديدة بشأن أوكرانيا.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى ترؤسه اجتماعاً لمجلس الأمن القومي عبر الفيديو الاثنين (إ.ب.أ)

«إزالة الأسباب الجذرية للأزمة»

وشدد بوتين على أن بلاده «لم ترفض الحوار مطلقا، وكنا دوما على استعداد للحفاظ على علاقات تعاون سلسة ومرنة مع أي إدارة أميركية. وقد تحدثت عن هذا الأمر مرارا». وزاد: «نحن منفتحون على الحوار، ولكن الأمر الأكثر أهمية هو إزالة الأسباب الجذرية للأزمة، والتي تحدثنا عنها عدة مرات، هذا هو الشيء الأكثر أهمية». وأشاد بوتين بالإشارات التي صدرت عن ترمب وأركان إدارته حول الحوار مع موسكو، وأضاف: «تابعنا تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب وأعضاء فريقه حول الرغبة في استعادة الاتصالات المباشرة مع روسيا، والتي قطعتها الإدارة المنتهية ولايتها، من دون أي خطأ من جانبنا. كما نسمع تصريحاته حول الحاجة إلى بذل كل ما في وسعه لمنع اندلاع حرب عالمية ثالثة». وقال أيضاً: «نرحب بالطبع بهذه التصريحات أعلنا سابقا أننا نسعى إلى علاقات سلسلة ومتوازنة مع الإدارة الأميركية». وتابع قائلا: «ننطلق من حقيقة أن الحوار سيتم على أساس المساواة والاحترام المتبادل، مع الأخذ في الاعتبار الدور المهم الذي يلعبه بلدانا في عدد من القضايا الرئيسية المدرجة على الأجندة الدولية، بما في ذلك تعزيز الاستقرار الاستراتيجي والأمن».

«سلام طويل الأمد»

ورأى الرئيس الروسي أن «السلام في أوكرانيا يجب أن يرتكز على احترام المصالح المشروعة لشعوب المنطقة، وهدف التسوية الأوكرانية يجب ألا يكون هدنة قصيرة، بل سلام طويل الأمد». وأوضح بوتين أن «الهدف لا ينبغي أن يكون مجرد هدنة قصيرة، ولا نوعا من الاستراحة لإعادة تجميع القوات وإعادة التسلح بهدف مواصلة الصراع لاحقا، بل ينبغي أن يكون سلاما طويل الأمد، يقوم على احترام المصالح المشروعة لجميع الناس، جميع الشعوب التي تعيش في هذه المنطقة».

وأشار بوتين، في الوقت ذاته، إلى أن روسيا «ستقاتل من أجل مصالح شعبها»، مشدداً على أن «هذا في الواقع هو الغرض والمعنى من إطلاق العملية العسكرية الخاصة».

وامتدح بوتين الرئيس الأميركي العائد وقال إنه «أظهر شجاعة وحقق فوزا ساحقا في الانتخابات»، مشيرا إلى أن «فترة ما قبل الانتخابات كانت صعبة على ترمب من جميع النواحي، وكان تحت ضغط شديد، لكنه أظهر شجاعة كبيرة».

تشكيك روسي في تحقيق السلام

في غضون ذلك، أظهر استطلاع حديث أجراه المركز الروسي لأبحاث الرأي العام أن 51 في المائة من الروس يشككون في قدرة ترمب على تسوية النزاع في أوكرانيا خلال 6 أشهر، وفقا لوعود أطلقها سابقا. وأظهرت نتائج الاستطلاع أن 31 في المائة من الروس يعتقدون أن ترمب قادر على تحقيق ذلك، بينما وجد 18 في المائة صعوبة في الإجابة عن السؤال. وقال 22 في المائة من المستطلعة آراؤهم أن لديهم موقفا إيجابيا إلى حد ما تجاه ترمب، بينما عبر 11 في المائة عن موقف سلبي، في حين أبدى 61 في المائة عدم مبالاة تجاهه.

ويعتقد 35 في المائة من الروس وفقا للاستطلاع أن انتخاب ترمب قد يحسّن العلاقات الروسية الأميركية، بينما يرى 7 في المائة عكس ذلك، ويظن 45 في المائة أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة لن تتغير. أما بالنسبة لنفوذ الولايات المتحدة، فقد قال 41 في المائة إنه لن يتغير في عهد ترمب، بينما توقع 28 في المائة زيادة نفوذها، واعتقد 9 في المائة أن النفوذ الأميركي في العالم سوف يتراجع.