«ذا فيلادج».. قرية سياحية كاملة متكاملة

من أحلى العناوين لتمضية فترة الأعياد في لبنان

نوافير وجلسات خارجية جميلة
نوافير وجلسات خارجية جميلة
TT

«ذا فيلادج».. قرية سياحية كاملة متكاملة

نوافير وجلسات خارجية جميلة
نوافير وجلسات خارجية جميلة

«ذا فيلادج»، «The village»، هو اسم القرية السياحية التي افتتحت مؤخرا في لبنان، وبالتحديد في منطقة ضبية شمال بيروت.
16 مطعما ومقهى ومساحة خضراء كبيرة تشكل عنوان هذه القرية التي تشهد رواجا. هذا المفهوم سبق أن طبق في مجمعات تجارية مثل «أ.بي سي» و«سيتي مول» و«سيتي سنتر». إلا أن الجديد الذي ابتكره مجمع «the village» هو تخصيص مساحاته فقط للخدمات السياحية، المرتكزة على المطاعم وأماكن السهر، إضافة إلى تأمين أخرى في الهواء الطلق للتنزه وممارسة رياضة المشي، بعيدا عن التسوق.
* موقع «The village» وخصائصه
تقع القرية السياحية «The village» في منطقة ضبية التي تبعد نحو 12 كيلومترا عن العاصمة بيروت. ويتميز هذا المجمع الذي يعد أحدث مشروع سياحي افتتح مؤخرا في لبنان، بأنه مقصد لأفراد العائلة أجمعين، لأنه يلبي رغبات الكبار والصغار معا في مجالات تناول الطعام والتسلية والسهر.
تمتد القرية على مساحة تبلغ نحو 6500 متر مكعب. تم تقسيمها إلى عدة مستويات، مما جعلها تتسم بطابع من الخصوصية، لا سيما أنه تم استخدام ديكورات من الحديد المطوع.
فعلى ثلاثة مستويات مختلفة، توزعت المطاعم ومن بينها «كريباواي» و«نسمة وفاز2» و«ليناز» و«رورال» وغيرها. يبدأ المشوار من الطابق الأول الذي يوصلك بواسطة درجات سلم طويلة إلى الطابق الأرضي. وإذا ما وقفت هناك فستكتشف المستوى الثالث من هذه القرية، الذي يتمثل بمجموعة من المطاعم لديها شرفاتها الخاصة المطلة على «The Village» من مختلف نواحيها.
وفي هذه الباحة الفسيحة تشاهد القرية كاملة بمستوياتها الثلاثة.. في استطاعتك أن تتمتع بجلسة قرب نافورة المياه التي صممت لتشكل فسحة طبيعية تصلح المساحات التي تحيط بها للتنزه، أو لممارسة رياضة المشي ولتدخين النرجيلة في واحد من المطاعم الموزعة فيها. أما خدمة ركن السيارة فمؤمنة من خلال «فاليه باركينغ» (سائق خدمة الموقف)، أو من خلال موقف كبير للسيارات استحدث قرب المجمع لتأمين راحة الزبون دون تكبده عناء البحث عن مكان يركن فيه سيارته.
* العالم في متناول يديك من خلال أطباق المطاعم الـ16
أي صنف طعام يخطر على بالك في إمكانك تناوله في مشوارك. فتنوع المطابخ الذي يتسم به كل واحد من المطاعم الـ16، يجعلك تسافر إلى بلدان عدة لتتذوق أطباقها وأنت في منطقة ضبية اللبنانية القريبة من بيروت.
فإذا رغبت في تناول أكلات إيطالية مثل البيتزا والباستا، فإن مطعم «Toto» يقدمها لك في قالب إيطالي صرف؛ إنْ من ناحية أطباق البيتزا المؤلفة من 12 نوعا، أو من أطباق الباستا والسلطة والريزوتو المعروف بها.
أما إذا كنت تقصد هذه القرية السياحية وأنت تفكر سلفا في تناول أطباق لبنانية شهية، فما عليك سوى أن تقصد مطعم «نسمة»، هناك ستتناول أطباق الشاورما بلحم الدجاج أو البقر، أو الفلافل بالطرطور مع الحمص بالطحينة، وأقراص الكبة المقلية، وفطائر اللحم بعجين، وغيرها من أصناف اللقمة اللبنانية المحدثة بطريقة يسيل لها اللعاب لمجرد رؤيتها ممتدة على المائدة.
ومن لبنان تأخذك «the village» إلى المكسيك. فلدى مطعم «بابلو اسكوبار» لن يفوتك شيء من هذا المطبخ العالمي المشهور بمتبلاته وأطباق الفاهيتا و«التشيكن تاكوس»، وخبز «الكاسادياس»، وغيرها من أنواع الطعام الشهية مع الصلصات المصنوعة بالفلفل الحار والأفوكادو، والتي تتناولها مع أطباق السمك ولحوم الدجاج والربيان والبقر، والمقدمة طبعا على طريقة المطبخ المكسيكي العريق.
ولمن يرغب في تذوق أطباق من المطبخ الأميركي، فإن مطعم «ديفي» الواقع في الطابق الأرضي من قرية «The village»، يقدمها ضمن لائحة طعام طويلة تشمل الـ«بافالو تشيكن تورتيلا» و«Puffy asparagus tarts» و«Goat and thyme tart» وأخرى ترتكز على المشاركة في الطعام (shared plats)، مثل «فولكانو سي فود» و«crispy chiken strips» وغيرها.
أما في الـ«rural» فإن أجواء الجلسة تختلف، كونه حانة تقدم الوجبات الخفيفة والسريعة، التي تتناولها وأنت تستمتع بأنغام الموسيقى الغربية. فتواكب بذلك الأجواء الشبابية أثناء جلستك في أركانه الشاسعة والمفتوحة بعضها على بعض.
وفي مطعم «كريباواي» خيارات الأطباق التي في استطاعتك تناولها كثيرة ومتنوعة. فهذا المطعم الذي لديه، كغيره من المطاعم التي ذكرناها، فروع في بيروت ومناطق لبنانية مختلفة، تتألف لائحة طعامه من الأطباق العالمية الشهيرة، التي تصب في خانة الوجبات السريعة مثل الهمبرغر والبيتزا والسلطات والباستا وقطع لحم البقر أو الدجاج على الطريقة المكسيكية وغيرها. وتتلاءم أطباق هذا المطعم مع متطلبات جميع أفراد العائلة؛ إذ يخصص وجبات للأطفال بأحجام تناسب شهيتهم.
* وللسهر متعته أيضًا
لم تنس إدارة القرية السياحية الممثلة بصاحب المشروع سامي هوشر، أن تخصص لمحبي السهر أماكن تسمح لهم بأن يتوجوا مشوارهم هذا بأجواء سهرة من العمر، يقضونها على أنغام الموسيقى الغربية والعربية معا.
هناك عدد من الحانات بينها «The oack» و«Faze II» و«ذا ماير» و«ذا بار» و«بودو».. غيرها. أصحاب تلك المقاهي يقدمون حفلات موسيقية شبابية تحييها فرق موسيقية حينًا و«دي جي» أحيانا، تبعا لأيام الأسبوع.
وفي مناسبة أعياد رأس السنة خصص كل مقهى عروضا للسهر تتبع مباشرة نوعية الطعام المقدم فيها. وتتراوح تلك الحفلات بين 150 و250 دولارا للشخص الواحد. وتغطي هذه العروض تناول الطعام (مقبلات وسلطات وطبق ساخن وقطعة حلويات).
«وداعا للروتين وأهلا بالتسالي».. قد يكون العنوان الأفضل للقرية السياحية. فهي تشكل واحدة من الوجهات السياحية الحلوة الموجودة في لبنان، التي يجب عدم تفويت زيارتها خلال إقامتك فيه. ولعل شمولية الخيارات المقدمة لتمضية أوقات جميلة، ستحفزك لإعادة الكرة والتوجه إليها مرة ثانية دون تردد.



بأمواج عربية... «أرويا كروز» تبحر بالسعودية نحو آفاق عالمية

سفينة أرويا السياحية (الموقع الرسمي)
سفينة أرويا السياحية (الموقع الرسمي)
TT

بأمواج عربية... «أرويا كروز» تبحر بالسعودية نحو آفاق عالمية

سفينة أرويا السياحية (الموقع الرسمي)
سفينة أرويا السياحية (الموقع الرسمي)

بين أمواج البحر الأحمر الزرقاء وشواطئ المتوسط الحالمة، تبحر «أرويا كروز»، ليست حاملة على متنها آلاف الركاب فقط، بل رؤية طموحاً تسعى لإعادة تعريف السياحة البحرية في العالم العربي. ففي يونيو (حزيران) 2023، انطلقت أول سفينة سياحية عربية من جدة، لتصبح «أرويا» أيقونة بحرية تجسد روح الضيافة السعودية وأصالة الثقافة العربية على سطح المياه الدولية.

«أرويا» ليست مجرد سفينة. إنها تجسيد لحلم، بدأ مع «رؤية السعودية 2030»، حيث أُطلقت كعلامة تجارية مستقلة تحت مظلة «كروز السعودية»، إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة. وقد اختير اسمها بعناية، دمجاً بين كلمتي «العربية» و«الرؤية»، لتكون رمزاً لتجربة عربية بهوية متجذرة وطموح عالمي.

منطقة ترفيهية للشباب (الشرق الأوسط)

وفي هذا السياق، يوضح لـ«الشرق الأوسط»، المدير التنفيذي للتسويق في «أرويا كروز» تركي قاري، أن «(أرويا) ليست مجرد وسيلة نقل بحري، بل تجربة سياحية عربية متكاملة، تعكس ثقافتنا وقيمنا وتفتح الباب أمام الضيوف لاكتشاف السعودية من زاوية جديدة ومختلفة. نحن نعيد تعريف العطلات البحرية بهوية سعودية أصيلة تليق بذوق المسافر العربي».

السفينة التي تمتد على 19 طابقاً بطول 335 متراً، تحتضن ما يزيد على 3,300 ضيف، ويخدمهم طاقم مكون من 1,600 فرد. وعلى متنها 1,678 كابينة وجناحاً، صُممت لتمنح الضيوف تجربة تجمع بين الراحة والفخامة، مستلهمة من الحفاوة السعودية الأصيلة.

تصميم لجدارية عن الحياة البحرية والصيد في المملكة (الشرق الأوسط)

الهوية أولاً

منذ اللحظة الأولى على متن «أرويا»، يتغلغل الحسّ السعودي في كل ركن. تصميم داخلي يستحضر الفن الوطني عبر جداريات تحاكي معالم المملكة، وخطوط عربية تتراقص على الجدران، وهوية بصرية تنسج بين الأمواج والخط العربي في لوحة متناغمة تعكس الحداثة.

وعلى طاولة الطعام، يستكمل الضيف رحلته الثقافية. ففي مطعم «إرث»، أول مطعم سعودي على سطح البحر، يمتزج الطهي بالفن، حيث تقدم الأطباق المحلية بنكهات غنية وشراكة مع هيئة فنون الطهي لتقديم تجربة طعام لا تُنسى، مع لمسات من منتجات علامات سعودية مميزة وركن خاص للقهوة السعودية.

جانب من المنطقة الترفيهية المخصصة للأطفال (الشرق الأوسط)

تجارب فاخرة بروح سعودية

«أرويا» ليست عنفوان بحر ومساراً سياحياً فقط، بل ملاذ للاستجمام أيضاً. «أرويا بلوسوم»، المنتجع الصحي العائم، يقدم علاجات مستوحاة من ورد الطائف والخزامى وزهور الصحراء، ليحظى الضيف برحلة داخلية إلى أعماق الراحة. أما تجربة «خزامى»، فتدعو الزوار إلى الفخامة المطلقة، مع أجنحة راقية وفيلات ملكية وخدمات شخصية مصممة بعناية. ويضيف قاري: «حرصنا على أن تكون كل تفصيلة في (أرويا) نابعة من فهم عميق لاحتياجات المسافر العربي، من خيارات الطعام والترفيه إلى مرافق مخصصة للعائلات والنساء والأطفال، ما يجعل التجربة متكاملة ومريحة وآمنة للجميع».ولأنر الخصوصية والاحتياجات المجتمعية في صلب الثقافة السعودية، خصصت السفينة مرافق للسيدات بمواعيد خاصة، ومناطق للأطفال والمراهقين، بما في ذلك أكبر مساحة ترفيهية للأطفال على سفينة سياحية في المنطقة.

جانب من المرافق الترفيهية المخصصة للعائلات (الشرق الأوسط)

رحلات بين القارات

أطلقت «أرويا كروز» أولى رحلاتها في ديسمبر (كانون الأول) 2024 من جدة، بجولات بحرية إلى شواطئ جزيرة صبا السعودية، ومن ثم إلى شرم الشيخ والغردقة والعين السخنة في مصر، والعقبة الأردنية. وعلى وقع نجاحاتها، تمددت إلى البحر الأبيض المتوسط صيف 2025، حيث تنطلق من ميناء غلاطة بورت في إسطنبول إلى وجهات مثل أثينا وميكونوس ورودس وكاش وبودروم والإسكندرية، قبل أن تعود إلى جدة عبر قناة السويس في رحلة فريدة مدتها 8 ليالٍ.

وتُخطط السفينة لتوسيع وجهاتها مستقبلاً نحو الخليج العربي، انطلاقاً من ميناء الملك عبد العزيز في الدمام، ما سيجعل من «أرويا» لاعباً رئيسياً في خريطة السياحة البحرية الإقليمية.

مسرح «أرويا» يستضيف عروضاً فنية موسيقية سعودية (الشرق الأوسط)

منصة ثقافية تبحر بالفن والتراث

ليست الترفيهات على متن السفينة محض وقت ممتع، بل وسيلة للتعبير عن ثقافة المملكة. مسرح «أرويا» يستضيف عروضاً موسيقية وفنية سعودية، والمحال التجارية تستلهم الأسواق التقليدية، فيما يعيش الضيوف رمضانات بحرية عبر ليالٍ مستوحاة من «الغبقة» و«القرقيعان»، في تجربة تستقطب عشرات الآلاف من الضيوف.

وفي لفتة رمزية تعكس الدمج بين الفن والضيافة، أحيا النجمان عبادي الجوهر وزينة عماد أمسية استثنائية خلال الرحلة الافتتاحية، جمعت بين البحر والموسيقى، في مشهد يعكس روح السعودية الجديدة.

«أرويا بلوسوم» منتجع صحي عائم (الشرق الأوسط)

السلامة أولاً... والراحة دوماً

لم تهمل «أرويا» الجانب الأهم في أي رحلة بحرية؛ السلامة. فقد زُوّدت السفينة بأحدث تقنيات الأمان، ومركز طبي شامل يعمل على مدار الساعة، مع طاقم مدرّب على الاستجابة للطوارئ، يضمن راحة وطمأنينة جميع الضيوف.

تُمثل «أرويا» رافداً اقتصادياً جديداً في المملكة، عبر خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وتنشيط سلاسل الإمداد والخدمات المحلية. كما تعقد شراكات مع مؤسسات سعودية في المحتوى الثقافي، والخدمات التشغيلية، وتقديم المنتجات المحلية، لتتحول كل رحلة إلى منصة متنقلة تدعم الاقتصاد الوطني وتعزز الهوية السعودية عالمياً.

ويختتم تركي قاري: «نحن لا نُبحر نحو وجهات جديدة فقط، بل نُبحر بهويتنا وثقافتنا وأحلامنا، لنجعل من (أرويا) قصة سعودية تُروى من على سطح البحر، وتُحكى في أنحاء العالم».