منفذ عملية تل أبيب قتل سائق سيارة أجرة عربيًا واختفى

إسرائيل تطلب من السلطة الفلسطينية المساعدة في العثور عليه

عنصران من شرطة الاحتلال خلال عمليات البحث عن منفذ عملية تل أبيب المختفي منذ 4 أيام (رويترز)
عنصران من شرطة الاحتلال خلال عمليات البحث عن منفذ عملية تل أبيب المختفي منذ 4 أيام (رويترز)
TT

منفذ عملية تل أبيب قتل سائق سيارة أجرة عربيًا واختفى

عنصران من شرطة الاحتلال خلال عمليات البحث عن منفذ عملية تل أبيب المختفي منذ 4 أيام (رويترز)
عنصران من شرطة الاحتلال خلال عمليات البحث عن منفذ عملية تل أبيب المختفي منذ 4 أيام (رويترز)

أعربت شرطة الاحتلال الإسرائيلي عن قناعتها بأن نشأت ملحم، الشاب العربي (من فلسطينيي 48)، الذي نفذ عملية تل أبيب، أقدم على قتل مواطن عربي إضافة إلى قتله يهوديين. ومع أنها لا تستبعد أن يكون مختبئا، حتى الآن، في تل أبيب، ويخطط لتنفيذ عملية أخرى، فإن إسرائيل طلبت من السلطة الفلسطينية مساعدتها في البحث عنه في الضفة الغربية أيضا.
وبحسب معلومات الاحتلال، فإن أجهزة الأمن لدى الطرفين، تتواصل، وتفعل أدواتها، منذ تقديم الطلب إلى السلطة الفلسطينية، من أجل تحديد مكان ملحم، ولم تستثن الأجهزة الأمنية لدى الطرفين، إمكانية دخول الشاب إلى الضفة الغربية واختبائه هناك.
ومع ذلك، فإن التقدير السائد لدى شرطة الاحتلال هو أن ملحم مختبئ في تل أبيب، وقد ينوي تنفيذ عملية أخرى. ويأتي هذا التقدير بعد التحقيقات المكثفة مع أفراد عائلته.. فقد جرى اعتقال اثنين من أشقائه حتى الآن، وهما يخضعان لتحقيق متواصل. كما جرى التحقيق مع والده مرتين، مع أنه هو الذي كان أبلغ أن منفذ العملية ابنه، وسهل الأمر على التحقيق. ويسود اعتقاد لدى الشرطة والأمن بأن ملحم لم يخطط للعودة حيًا من عملية يوم الجمعة. وهذا يعني أنه قد ينفذ عملية أخرى. ويتركز التحقيق حاليا حول فحص إمكانية عدم قيام ملحم بتنفيذ العملية لوحده، واحتمال أن يكون هناك من عرف بخطته قبل العملية. وقد عادت قوات الشرطة إلى التجوال أمس في شوارع تل أبيب، وطلبت من الجمهور اليقظة. وكانت الشرطة قد نجحت من خلال تعقب الهاتف الجوال لنشأت في الوصول إلى منزل في شمال تل أبيب، وهناك عثرت فعلا على الهاتف، لكنها لم تعثر على المشبوه. وتبين من التحقيق أن طفلة تقيم في المكان عثرت على الهاتف بالقرب من مدرسة ثانوية في شمال تل أبيب، وبعد قيامها بشحن بطارية الهاتف في منزلها، تمكنت الشرطة من الوصول إلى المكان. ويبين الفحص أنها عثرت على الهاتف قبل نحو ساعتين من موعد تنفيذ العملية.
من جانبها، قررت المحكمة أمس تمديد اعتقال شقيق نشأت، جودت ملحم، الذي تتهمه الشرطة بالتسبب في الموت والمساعدة في القتل، لخمسة أيام أخرى. وعرض طاقم التحقيق أمام المحكمة دليلا لم تكشف طبيعته. وسمحت المحكمة بالتحقيق مع جودت من دون حضور محاميه. كما جرى أمس استدعاء والد نشأت، محمد، للتحقيق، علما بأنه كان هو من أبلغ الشرطة عن ابنه بعد التعرف عليه من الصور التي التقطتها كاميرات الحراسة.
وكشف النقاب أمس عن انتشار التوتر في شوارع شمال تل أبيب بشكل خاص، في أعقاب الكشف عن عمل منفذ العملية طويلا في المنطقة وأنه يعرف كثيرا من بيوتها.. فقد كان يعمل ساعيا في متجر للخضراوات. وقال أحد أصحاب المصالح في مركز «شوستر»، حيث عمل ملحم، إنه اكتسب ثقة كثير من السكان في «رمات أبيب.ج» وفي حي افكا، إلى حد أن السكان كانوا يتركون له مفاتيح بيوتهم كي يحضر لهم البضاعة إلى بيوتهم أثناء غيابهم. وقالت شيرا، المواطنة في الحي، إنها تذكره منذ عمل في محل الخضراوات، وإنه «يعرف المنطقة جيدا والأزقة والمداخل الخلفية للفيلات والبيوت. ليس لدي شك في أنه يمكنه الاختباء هنا في الحي». وقال إيلي كوهين، الذي يعمل في محل لبيع الشاورما، إنه يتذكره جيدا، وإنه كان يحضر الخضراوات إلى بيته، وأصيب بالصدمة عندما شاهد صورته.
وأما بالنسبة لقتل سائق التاكسي العربي، أمين شعبان، فقالت الشرطة إن ملحم، بعد هروبه من شارع «ديزينغوف» في تل أبيب، يوم الجمعة الماضي، استقل سيارة الأجرة التي يقودها شعبان، وعند اقترابهما من شمال تل أبيب، لاحظ ملحم وجود حاجز للشرطة على طريق «نمير»، وطلب من شعبان أن ينحرف عن مساره خوفًا من الاعتقال، في حال تمكن رجال الشرطة من التعرف عليه، وعندما رفض شعبان، تشاجرا، وانتهى الشجار بقتل شعبان، فيما قاد ملحم سيارة الأجرة بنفسه وواصل طريقه.. اتجه إلى شارع «يونيتسمان» وألقى جثة شعبان هناك. ثم ترك السيارة على بعد مئات الأمتار. وهذا السيناريو هو ما ترجحه الشرطة، حتى الآن، على الرغم من أنها لا تستبعد سيناريوهات أخرى.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.