التنظيم الإرهابي اليهودي نفذ 11 عملية ضد الفلسطينيين إضافة لحرق الدوابشة

يدعو إلى إسقاط إسرائيل وإقامة «مملكة يهودا»

التنظيم الإرهابي اليهودي نفذ 11 عملية ضد الفلسطينيين إضافة لحرق الدوابشة
TT

التنظيم الإرهابي اليهودي نفذ 11 عملية ضد الفلسطينيين إضافة لحرق الدوابشة

التنظيم الإرهابي اليهودي نفذ 11 عملية ضد الفلسطينيين إضافة لحرق الدوابشة

كشفت المخابرات الإسرائيلية خلال جلسة المحكمة المركزية في مدينة اللد، أمس، أن التنظيم اليهودي الذي يضم المستوطنين المتهمين بارتكاب جريمة حرق عائلة دوابشة، في قرية دوما، وسط الضفة الغربية، خطط لعمليات حرق أخرى في البلدات الفلسطينية، ونفذ ما لا يقل عن 11 عملية تحمل طابع الإرهاب اليهودي ضد الفلسطينيين، وأنه تنظيم آيديولوجي ينتمي إلى تنظيم أكبر، يؤمن بضرورة قتل أي عربي يجدونه في فلسطين، وبضرورة إسقاط دولة إسرائيل وتحويلها إلى مملكة توراتية.
وقد تم أمس، توجيه لوائح الاتهام في ست عمليات، على النحو التالي:
* المدعو عميرام أوليئيل (21 سنة)، وهو مستوطن يعمل في ترميم في الأبنية، ومعه قاصر، وكلاهما من بؤرة استيطان عشوائية بالقرب من نابلس، ومتهمان بحرق عائلة دوابشة وقتل ثلاثة من أفرادها.
* عميرام نفسه ومعه قاصر آخر، متهمان بحرق كنيسة دور متسيون في منطقة القدس.
* ينون رؤوفيني، وهو مستوطن من مستعمرة رسمية، ومعه ثلاثة قاصرين آخرين، متهمون بحرق مركبة الأجرة في بلدة كفر ياسوف.
* ينون رؤوبيني نفسه، ومعه قاصر، متهمان بحرق مخزن للتبتن في بلدة عقربا، جنوب شرقي نابلس.
* ينون رؤوبيني نفسه، ومعه 4 قُصّر، متهمون بثقب إطارات مركبات في بيت صفافا، مرتين، في الواقعة الأولى ضد اثنين قاصرين، وفي الواقعة الثانية ضد اثنين قاصرين.
* اتهام قاصر بجريمة الاعتداء على راعي أغنام فلسطيني.
وجاء في تفاصيل لائحة الاتهام في ملف دوما، أن بن أوليئيل وشريكه القاصر (17 عامًا)، كانا يسكنان قرب قرية دوما، في بؤرتين منفصلتين. لكنهما اتفقا على الانتقام لمقتل مستوطن يهودي يعرفانه، هو ملاخي روزينفيلدز، بحرق بيوت فلسطينية عندما يتيقنان من أن سكانها نائمون فيها بهدف قتل أكبر عدد من الفلسطينيين. والتقيا للتخطيط العملي، ثم باشرا عملية رصد ومراقبة لقريتي دوما ومجدل بني فضل المجاورة لها، وتحدثا حول الأهداف الممكنة لجريمتهما، وناقشا إمكانية إشعال بيوت في القريتين في الوقت عينه. وبعدها، راقب القاصر القريتين بواسطة منظار، ولاحظ وجود شوارع بينهما، وبحسب النيابة، التقى المتهمان قبل تنفيذ الجريمة بأيام، وأطلع القاصر بن أوليئيل على نتائج مراقبته، وأخبره بإمكانية التنفيذ في القريتين في الليلة نفسها. واتفق المتهمان على إحراق منازل في قرية دوما، ومن ثم في قرية مجدل بني فضل.
واتفق المتهمان على تنفيذ الجريمة ليلة 30 و31 يوليو (تموز) 2015. وبناء عليه اتفقا على اللقاء في مغارة في بؤرة «ييشوف هداعت» الاستيطانية قرب دوما، وعلى بن أوليئيل كانت مسؤولية إحضار المعدات اللازمة لتنفيذ الجريمة. وأعد بن أوليئيل، وفقًا للمؤامرة مع القاصر، الأغراض التالية: زجاجتين مليئتين بسائل مشتعل، وقطع قماش، وولاعة، وعلبة كبريت، وقفازات، وطلاء أسود للكتابة على الجدران. ووضع كل هذه الأغراض في حقيبة وتركها بجانب بيته. وفي الموعد المحدد، 30 يوليو في الساعة 23:00، خرج بن أوليئيل من بيته مرتديًا سروالاً وقميصين داكنين، تناول الحقيبة التي وضع بها معدات الجريمة، واتجه إلى المغارة التي اتفق مع القاصر على اللقاء فيها. وفي الوقت عينه، كان القاصر يقضي وقته مع آخرين من أبناء جيله، في بؤرة «غفعات هبالديم» الاستيطانية، وتركهم لينضم إلى بن أوليئيل. لكنه تأخر. وبعد انتظار ساعة كاملة، قرر أوليئيل تنفيذ الجريمة بمفرده، واتجه نحو قرية دوما. وعند اقترابه من القرية، قام بخلع أحد قمصانه ووضعه على رأسه، ولف وجهه بأكمام القميص ليخفي ملامحه، وارتدى القفازات. ومن أجل إعطاء طابع مخيف لسكان القرية، قرر بن أوليئيل التوغل في دوما وعدم الاكتفاء بإحراق بيت في أطراف القرية، ومن أجل التأكد من إلحاق ضرر بالسكان، لم يشعل بيتًا في أطراف القرية قد يكون غير مأهول، بل بحث عن بيت مأهول بالسكان، وعند وصوله إلى بيت مأمون دوابشة وسعد وريهام الدوابشة، قرر تنفيذ جريمته. في هذه الأثناء، كان كل من سعد وريهام وطفليهما أحمد وعلي نائمين في بيتهم. أما بيت مأمون الدوابشة فكان خاليًا. تسلق بن أوليئيل السور المحيط بالبيوت واتجه إلى بيت مأمون، وعثر على نافذة غير مقفلة، دفعها وابتعد بضع خطوات. أخرج من حقيبته الزجاجتين المليئتين بالسائل وقطع القماش. فتح الزجاجتين وأدخل إليهما قطع القماش، ووضعهما على الأرض. ثم أشعل زجاجة حارقة وألقاها داخل منزل مأمون عن طريق النافذة التي فتحها مسبقًا، وألقى كذلك الحقيبة والطلاء في داخل المنزل، ونتيجة لكل ذلك اشتعل المنزل بالكامل. اتجه بن أوليئيل بعدها، إلى منزل سعد وريهام الدوابشة وبيده الزجاجة الحارقة الأخرى، حاول العثور على نافذة غير مقفلة، وبعد فشل محاولتين، اتجه إلى نافذة ثالثة، وهي نافذة الغرفة التي كان ينام فيها أفراد الأسرة. كانت النافذة مفتوحة، لكنها محاطة بقضبان من الحديد. أشعل بن أوليئيل الشبكة الواقية، ومن ثم أشعل الزجاجة الحارقة وألقاها باتجاه النافذة، وفي نيته قتل سكان المنزل. ارتطمت الزجاجة الحارقة بالقضبان المعدنية المحيطة بالنافذة، وحين بدأت النار في الاشتعال، فر بن أوليئيل هاربًا. أحاطت النار بأفراد العائلة سريعا، ولقي الطفل الرضيع علي مصرعه محترقًا، فيما توفي الوالد سعد متأثرًا بجراحه بعد ثمانية أيام، وتوفيت الوالدة ريهام متأثرة بجراحها، هي الأخرى، بعد شهر من الجريمة، ولا يزال أحمد الصغير، يخضع للعلاج حتى اليوم، وقد طرأ تحسن ملحوظ على حالته الصحية. في أعقاب الجريمة، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام (الشاباك)، عشرات المشتبه بهم، بينهم قاصران ضالعان في الجريمة وغيرها من جرائم الإرهاب اليهودي خلال السنوات الأخيرة.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».