24 فصيلاً تطلق معركة «أهل النخوة» لاستعادة السيطرة على مواقع في درعا

الائتلاف يدين استهداف الطائرات الروسية للمدينة الخالية من أي وجود لـ {داعش}

رجال الإطفاء يحاولون إخماد حريق نجم عن انفجار في مخزن للأسلحة بمعرة النعمان جنوب إدلب أمس (رويترز)
رجال الإطفاء يحاولون إخماد حريق نجم عن انفجار في مخزن للأسلحة بمعرة النعمان جنوب إدلب أمس (رويترز)
TT

24 فصيلاً تطلق معركة «أهل النخوة» لاستعادة السيطرة على مواقع في درعا

رجال الإطفاء يحاولون إخماد حريق نجم عن انفجار في مخزن للأسلحة بمعرة النعمان جنوب إدلب أمس (رويترز)
رجال الإطفاء يحاولون إخماد حريق نجم عن انفجار في مخزن للأسلحة بمعرة النعمان جنوب إدلب أمس (رويترز)

تجددت المعارك أمس في مدينة الشيخ مسكين الاستراتيجية في ريف درعا في جنوب سوريا، وسط إعلان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أن قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مدعومة بقوات إيرانية وميليشيات طائفية ودعم جوي روسي: «تشن هجومًا مسعورًا على مدينة الشيخ مسكين في مسعى لاحتلالها»، في حين، أعلنت قوات المعارضة تشكيل غرفة عمليات جديدة، تضم 24 فصيلاً لصد هجوم النظام.
وفيما وثق ناشطون قصف طائرات قالوا: إنها روسية للمدينة بعشر غارات، جدّد الائتلاف إدانته لما سماه «العدوان الروسي على سوريا، وشراكتها الكاملة في جرائم نظام الأسد بحق الشعب السوري»، مشيرًا على وجه الخصوص إلى الاستهداف المركّز للمدنيين «في خرق قرار مجلس الأمن 2254 القاضي بـ(الوقف الفوري لأي هجمات ضد المدنيين)، وإلى الغارات الروسية المستمرة التي تقدم الدعم الجوي للنظام في حربه ضد الشعب السوري وفصائل الجيش السوري الحر».
وأشار الائتلاف إلى أن عشرات الغارات الجوية الروسية «استهدفت المدينة الخالية من أي وجود لتنظيم داعش، لتؤكد من جديد حقيقة الدور الروسي واستراتيجيته المرسومة لدعم نظام الأسد في حربه على الشعب السوري والجيش السوري الحر حصريًا، وأن الحرب على الإرهاب هي آخر ما تخطط له روسيا».
ورأى الائتلاف أنه «بالتوازي مع العار الذي يكلّل المجتمع الدولي في تعاطيه مع الملف السوري ومع الاحتلال الروسي لسوريا، تفشل روسيا أيضًا في فهم المصير المحتوم لتدخلها»، مؤكدًا أن الشعب السوري: «تمكن من امتصاص الهجوم الروسي وإفشاله طوال ثلاثة شهور؛ سيظل دائمًا، وبفضل صموده الأسطوري للجيش السوري الحر في مدينة الشيخ مسكين وباقي أنحاء سوريا، صاحب الكلمة الفصل في هذه الحرب».
وأكد ناشطون أمس، أن اشتباكات متفاوتة العنف «تواصلت بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى في محيط بلدة الشيخ مسكين، في محاولة من الأخير للتقدم واستعادة السيطرة على البلدة، وسط قصف من قبل قوات النظام على مناطق في بلدتي داعل والشيخ مسكين بريف درعا، بالتزامن مع قصف بصاروخ يعتقد أنه من نوع أرض – أرض من قبل قوات النظام على منطقة في الشيخ مسكين».
وقال ناشطون إن عشر غارات جوية، يُعتقد أن طائرات روسية نفذتها، استهدفت المدينة التي سيطر النظام على أجزاء منها خلال الأيام الماضية، واستطاع بعد قصف جوي عنيف، التقدم على محور اللواء 82 والمساكن العسكرية «التي باتت نقطة اشتباكات مستمرة منذ أيام»، بحسب ما قال مصدر عسكري في جنوب سوريا لـ«الشرق الأوسط»، مشيرًا إلى أن النظام «يواجه عمليات عسكرية نوعية لصده».
وقال عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق إسماعيل الداراني لـ«الشرق الأوسط» إن قوات النظام «لم تستطع السيطرة على كامل اللواء 82. ولم تستطع أن تحتفظ بمواقعها على أطراف مدينة الشيخ مسكين»، مشيرًا إلى أن الهجوم الأخير «تسعى من خلاله لأن تكون المدينة الواقعة في وسط الطريق إلى الريفين الشرقي والغربي لدرعا، نقطة انطلاق باتجاه المدن والقرى الأخرى، فضلاً عن أنها نقطة استراتيجية لتأمين خط الإمداد الآخر لمدينة درعا» التي لا تزال خاضعة لسيطرة قوات النظام، علما بأن المدينة تقع على خط الأوتوستراد القديم الذي يربط دمشق بمدينة درعا.
وتصاعدت وتيرة التنسيق العسكري المعارض في المدينة، إذ أعلن عن تشكيل غرفة عمليات الشيخ مسكين، فيما أعلن لواء «مجاهدي الفاروق» العامل في محافظة درعا عن بدء معركة جديدة ضد قوات النظام تحمل اسم «أهل النخوة»، التي «ستعمل على استعادة السيطرة على النقاط التي خسرها الثوار أخيرًا لصالح قوات الأسد». وبحسب البيان الصادر عن «مجاهدي الفاروق»، فإنّ المعركة ستكون بالاشتراك مع أربعة وعشرين فصيلاً عسكريًّا عاملاً في درعا ومن أبرزهم: «ألوية الفرقان– ألوية العمري– الفرقة 99 مشاة– ألوية قاسيون».
وأفادت «لجان التنسيق المحلية» أمس، باندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات الأسد داخل اللواء 82 شمالي مدينة‫ الشيخ مسكين‬ بريف درعا الغربي، بالتزامن مع قصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ يستهدف المنطقة.
في المقابل، أفادت وكالة «سانا» الرسمية السورية للأنباء، بأن القوات الحكومية نفذت ضربات مركزة على مواقع من سمتهم بـ«الإرهابيين»، أسفرت عن «تدمير وكر للتنظيمات الإرهابية بما فيه شرق المشفى الوطني بحي درعا المحطة وتجمع للإرهابيين شرق جامع بلال الحبشي وإعطاب سيارة ومقتل جميع من فيها في حي العباسية» في منطقة درعا البلد.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.