«هاشتاغ» بأهم لغات العالم لرفع حصار ميليشيات الحوثي لمدينة تعز

4 أطفال ضمن قتلى قصف الميليشيات للأحياء السكنية

سيدة تحتج ضد ميليشيات الحوثي على طريقتها في مدينة تعز (رويترز)
سيدة تحتج ضد ميليشيات الحوثي على طريقتها في مدينة تعز (رويترز)
TT

«هاشتاغ» بأهم لغات العالم لرفع حصار ميليشيات الحوثي لمدينة تعز

سيدة تحتج ضد ميليشيات الحوثي على طريقتها في مدينة تعز (رويترز)
سيدة تحتج ضد ميليشيات الحوثي على طريقتها في مدينة تعز (رويترز)

لإيصال رسالة للعالم أجمع توضح ما يعيشه أبناء مدينة تعز، ثالث كبرى المدن اليمنية من حيث السكان والواقعة وسط اليمن، نفذ مجموعة شباب وشابات من مدينة تعز، أمس، سلسلة بشرية امتدت لمئات الأمتار وسط مدينة تعز، أعلنوا فيها رفضهم الكامل للحصار المطبق على المدينة والقصف اليومي من قبل ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح على الأحياء السكنية مخلفين وراءهم قتلى وجرحى من المدنيين العُزل، وتنديدا بالصمت الدولي إزاء الجرائم التي ترتكب بحق أبناء مدينة تعز. وطالب المحتجون المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية تجاه الوضع القائم في مدينة تعز، وسرعة رفع الحصار المطبق واللا إنساني على المدينة وإيقاف العقاب الجماعي الذي يتعرض له الأهالي.
وفي السياق ذاته، دشن ناشطون وحقوقيون يمنيون، أمس، حملة تضامنية لفك الحصار المفروض على مدينة تعز من قبل ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح التي تواصل منعها دخول المواد الغذائية والطبية وحتى أسطوانات الأكسجين وكل المستلزمات، من خلال سيطرتها على جميع منافذ المدينة.
والحملة عبارة عن «هاشتاغ» تحت اسم (EndTaizSiege # ارفعوا_الحصار عن تعزK) وذلك في إطار المساعي المجتمعية للضغط لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى داخل مدينة تعز التي جعلها تُعد من أكثر المدن المتضررة جراء الحرب.
وقال الناشطون إن «الهشتاغ» الذي دشن، أمس، تدشينه بمختلف اللغات، يهدف إلى لفت الأنظار للمأساة الإنسانية التي يعاني منها أبناء مدينة تعز الذين أصبحوا يعيشون تحت حصار ميليشيات الحوثي وصالح منذ تسعة أشهر. وأضاف القائمون على الحملة، في بيان لهم، أن «الحصار المفروض على مدينة تعز دخل شهره التاسع مع بداية عام 2016، ويأتي ذلك في الوقت الذي يعاني فيه الآلاف من أبناء المدينة الحصار مع استمرار ميليشيا الحوثي وقوات صالح منعهم وصول المواد الأساسية والدوائية والإغاثية إلى داخل محافظة تعز، وقد عانت تعز خلال الشهور الماضية من نقص الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بالمستشفيات مع إغلاق كل المنافذ إلى المدينة مما أدى لنفاذ الأدوية والأكسجين اللذين يلعبان دورا في غاية الأهمية لمعالجة المرضى».
وفي التطورات الميدانية، تجددت الاشتباكات العنيفة في مدينة تعز، أمس، بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني المسنودة من قوات التحالف التي تقودها السعودية من جهة، وبين ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح من جهة أخرى، استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة الثقيلة، في محاولة مستميتة من قبل الميليشيات التقدم والسيطرة على مواقع تخضع لسيطرة المقاومة الشعبية.
وتركزت المواجهات في منطقة الشقب وحزة ونقيل حدة، شرق مديرية صبر، في الوقت الذي شنت الميليشيات قصفها العنيف والهستيري بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة من أماكن تمركزها في الحرير وتبة سوفتيل وصالة والقصر ووادي عرش وتبة الدفاع الجوي والمطار القديم والكدرة بدمنة خدير والستين والهتاري بمنطقة حيفان، استهدفت فيها الأحياء السكنية بمدينة تعز خاصة أحياء المرور وحي مستشفى الثورة ومنطقة الشعب وقرى مديرية المسراخ بصبر، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، بينهم 4 أطفال نتيجة سقوط قذيفة على حي شعب الدباء بمنطقة صالة شرق مدينة تعز.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.