المغرب: رئيس الحكومة يدعو إلى تجنب المزايدات بشأن إلغاء معاشات الوزراء والبرلمانيين

كشف أن 113 وزيرًا يستفيدون منها.. وأنها تكلف أزيد من مليوني دولار

المغرب: رئيس الحكومة يدعو إلى تجنب المزايدات بشأن إلغاء معاشات الوزراء والبرلمانيين
TT

المغرب: رئيس الحكومة يدعو إلى تجنب المزايدات بشأن إلغاء معاشات الوزراء والبرلمانيين

المغرب: رئيس الحكومة يدعو إلى تجنب المزايدات بشأن إلغاء معاشات الوزراء والبرلمانيين

في أول رد فعل له على حملة المطالبة بإلغاء معاشات البرلمانيين والوزراء في المغرب، دعا أمس عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية متزعم الائتلاف الحكومي، إلى معالجة هذه القضية التي أثارت جدلا واسعا بتأن، وبعيدا عن المزايدات.
وقلل ابن كيران من أهمية النقاش الذي أثاره تقاضي البرلمانيين والوزراء معاشات مجزية، اعتبرها البعض غير قانونية ومخالفة للدستور، بحكم أنهم يقومون بمهام انتدابية ولا يمارسون وظيفة، مشيرا إلى أن «بعض النقاشات التي تطرح وتفتح بشكل أكبر من غيرها تكون أحيانا للتغطية على الإشكالات الكبرى والحقيقية التي يجب توجيه النظر إليها». وأضاف ابن كيران، الذي كان يتحدث أمس في الملتقى الوطني الأول للشباب في العالم القروي، المنظم من طرف منظمة شباب حزب العدالة والتنمية، بضواحي مراكش، أن «تقاعد البرلمانيين تنظمه اتفاقية موقعة بين البرلمان وشركة خاصة، حيث يسهم فيه البرلمانيون بأجر معين»، وتابع موضحا أن «إلغاء هذا التقاعد لست أنا من سيقرر فيه، ولو أني رئيس الحكومة، بل البرلمانيون أنفسهم هم الذين سيقررون في الأمر بكل حرية».
وتعليقا على الأرقام التي جرى تداولها بشأن المبالغ التي يكلفها تقاعد الوزراء من موازنة الدولة، قال رئيس الحكومة، وفقا لما نقله الموقع الإلكتروني للحزب، إن «عدد الوزراء الذين يستفيدون من هذا التقاعد 113 فقط، ويصل مجموع المبلغ المخصص لتقاعدهم 24 مليون درهم (2.4 مليون دولار) في السنة، وليس المليارات التي يتم الحديث عنها»، مشددا على أن «هذا الموضوع يجب أن يعالج بتأن وبتعقل وليس بالمزايدات».
وأطلقت في المغرب حملة للمطالبة بإلغاء معاشات الوزراء والبرلمانيين، في الوقت الذي تتجه فيه الحكومة لإصلاح أنظمة التقاعد المهددة بالإفلاس. ويصف الرافضون لتلقي الوزراء والنواب معاشات هذه الأموال بأنها نوع من الريع وتبذير للمال العام.
وأججت تصريحات شرفات أفيلال، الوزيرة المنتدبة المكلفة بقطاع الماء، والتي بخست فيها من القيمة المالية للمعاشات التي يتقاضها البرلمانيون، رغم أنها قد تصل إلى 800 دولار، النقاش حول هذا الموضوع وأحيته من جديد، بعد أن قالت إن معاشات البرلمانيين لا تتعدى «2 فرنك».
ووصل عدد الموقعين على عريضة المطالبة بإلغاء معاشات البرلمانيين والوزراء إلى 50 ألف مغربي في ظرف 10 أيام. وانضم إلى الحملة عدد من البرلمانيين من أحزاب مختلفة، وطالبوا بإعادة النظر في نظام معاشات البرلمانيين، فيما يعتزم كل من فريق حزب الأصالة والمعاصرة المعارض بمجلس المستشارين، وفريق حزب العدالة والتنمية بمجلس النواب، تقديم مقترح قانون لإعادة النظر في هذه المعاشات.
وأطلق موقع «هسبريس» الإلكتروني استطلاعا للرأي حول الموضوع، أظهرت نتائجه أن 96.43 في المائة من المغاربة يؤيدون إلغاء هذه المعاشات، في حين أن 3.57 في المائة فقط يوافقون على استفادة الوزراء والبرلمانيين منها.
وينص القانون المتعلق بإحداث نظام المعاشات لفائدة أعضاء مجلسي النواب والمستشارين على أنه يستفيد البرلماني، الذي أكمل الولاية التشريعية ومدتها 5 سنوات، من معاش يقدر بـ5 آلاف درهم (500 دولار) صافية معفاة من الضريبة على الدخل وغير خاضعة لأي تصريح، ويتقاضى هذا المبلغ مدى الحياة بغض النظر عن سنه ابتداء من نهاية الولاية، مهما كان عمر النائب أو المستشار. كما يتقاضى أعضاء الحكومة ابتداء من نهاية مهامهم معاشا يقدر بـ39 ألف درهم (نحو 4 آلاف دولار) بالنسبة للوزراء و30 ألف درهم (3 آلاف دولار) لكتاب الدولة، بغض النظر عن المدة التي قضوها في هذه المسؤولية، شرط عدم توفرهم على مداخيل أخرى. وقد تقررت استفادة الوزراء من المعاشات تنفيذا لتعليمات من الملك الراحل الحسن الثاني، بعد أن علم بتردي الوضعية المادية لأحد الوزراء السابقين وعدم تمكنه من العلاج.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».