وجود قوات خاصة أميركية في العراق يفاقم قلق ميليشات {الحشد الشعبي}

مصدر مقرب من رئاسة الوزراء: العمليات التي تقوم بها هي بطلب من حكومة بغداد

وجود قوات خاصة أميركية في العراق يفاقم قلق ميليشات {الحشد الشعبي}
TT

وجود قوات خاصة أميركية في العراق يفاقم قلق ميليشات {الحشد الشعبي}

وجود قوات خاصة أميركية في العراق يفاقم قلق ميليشات {الحشد الشعبي}

رغم الصمت الحكومي بشأن استمرار القوات الخاصة الأميركية بتنفيذ عمليات شديدة السرية في محافظة كركوك (شمال العراق) أدت إلى تحرير العشرات من الرهائن لدى تنظيم داعش خلال عملية الحويجة الأولى قبل شهور واعتقال أعداد من عناصره، بمن فيهم قيادات هامة، فإن قادة الفصائل الشيعية المسلحة المنضوية غالبيتها ضمن «الحشد الشعبي» لا يخفون قلقهم من اتساع نطاق هذه العمليات.
وحسب مصادر عراقية رفيعة تحدثت لـ«الشرق الأوسط» فإن العمليات التي تنفذها القوات الخاصة الأميركية بحرفية عالية تثير قلق قيادات الفصائل الشيعية المسلحة التي تخشى أن تطالهم مستقبلا.
وكانت الحكومة العراقية قد أقرت، طبقا لما أفاد به مصدر مقرب من رئاسة الوزراء العراقية لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم الإشارة إلى اسمه، بأن «العراق وفي سياق استمرار حربه ضد تنظيم داعش الإرهابي وما باتت تحققه قواته من انتصارات لعل آخرها عملية تحرير الرمادي يرى أن الحاجة انتفت تماما لإرسال قوات برية بعد أن أثبتت القوات العراقية المسلحة فعاليتها إلى الحد الذي لم تشرك فيه قوات رديفة لها في هذه العملية مثل (الحشد الشعبي) أو مقاتلي العشائر من أبناء تلك المناطق في الصولة الأولى للمعركة».
وأضاف المصدر المقرب، أن «العمليات الخاصة التي تقوم بها قوات أميركية إنما هي جزء مما طلبته الحكومة العراقية من الأميركيين في ضوء الاتفاقية الأمنية الموقعة بين الطرفين عام 2009، وبالتالي لا جديد في الأمر من هذه الناحية، لا سيما أن هذه القوات ليست برية، بل هي قوات إسناد قريب من خلال طائرات فيها قوات كوماندوز تتولى عمليات محددة مثلما حصل في عدة عمليات مؤخرا مثل عمليتي الحويجة والرياض في محافظة كركوك».
لكن رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية والقيادي البارز في التيار الصدري حاكم الزاملي يبدي الكثير من القلق والشك بشأن مسار هذه العمليات التي لا يرى أنها تهدف إلى القضاء على تنظيم داعش بقدر ما هي عمليات الهدف منها تحقيق مصلحة أميركية.
الزاملي، الذي عرف بتصريحاته الحادة ضد الأميركيين، أقر بأن العملية الأخيرة التي نفذتها القوات الخاصة الأميركية في الحويجة أسفرت عن اعتقال عدد من قادة تنظيم داعش، لكنه كرر ما سبق أن قاله سابقا من أن الأميركيين لم يأخذوا موافقة الحكومة العراقية على تنفيذ عملياتها الأخيرة. ورغم من أن الزاملي اعترف بأهمية العملية الأخيرة لأنها استهدفت قيادات من «داعش» كانت شاركت «بعمليات خارج العراق، كفرنسا وغيرها، وكانوا يخططون للقيام بعمليات أخرى في أوروبا وأميركا»، لكنه رأى أن «استهداف أولئك الأشخاص جاء لمصلحة القوات الأميركية ولم يكن لأنهم دواعش»، بحسب رأيه.
ويربط الزاملي عبر ما يسميه مصلحة أميركية خاصة وبين الحاجة إلى تنسيق مع الحكومة العراقية في مثل هذه العمليات وهو ما يعد تراجعا في لهجة التصعيد التي كان يمارسها عدد من قادة الفصائل المسلحة أو أعضاء البرلمان المقربون منهم رغم أن الزاملي تبرع نيابة عن العبادي بالقول إنه يستبعد أن «يكون رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، قد سمح لتلك القوات تنفيذ عمليات في العراق».
العمليات الأميركية الخاصة وآخرها التي نفذتها في الثلاثين من الشهر الماضي بإنزال جوي أميركي على منزل وسط قضاء الحويجة غرب مدينة كركوك أدى إلى مقتل نحو 27 عنصرا من «داعش» واعتقال ثمانية من عناصر التنظيم، بينهم قياديون جاءت بعد نحو شهرين من عملية نفذتها قوات خاصة أميركية بإسناد قوات البيشمركة الكردية، لإنقاذ «رهائن» كانوا يواجهون «إعداما جماعيًا وشيكًا» من سجن لـ«داعش» غرب كركوك، أسفرت عن تحرير قرابة 70 رهينة بينهم أكثر من 20 من عناصر قوات الأمن العراقية، واعتقال خمسة «إرهابيين» وقتل عدد آخر منهم، والحصول على معلومات استخبارية مهمة.
مع ذلك، فإن كل هذه العمليات التي أدت إلى تقليص قادة الخط الأول من تنظيم داعش من 48 قياديا إلى نحو 22 يرى فيها صلاح عبد الرزاق، القيادي في ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بأنها «لا تهدف إلى القضاء على تنظيم داعش، بل إن أقصى ما تهدف إليه هو العمل على احتواء (داعش) لأن هناك مصلحة أميركية في بقائه ولو في حدود غير فاعلة بالطريقة التي كان قد تمدد بها». وأضاف أن «الولايات المتحدة الأميركية لها مصالحها وهي تتعامل مع الأوضاع طبقا لهذه المصالح وهو ما بات يتناقض مع ما يريده العراق لجهة القضاء على (داعش) في حين أن هذه العمليات يمكن أن تؤدي إلى كسر شوكنه، لكنها لا تنهيه إلا من خلال زيادة فاعلية وتسليح القوات العراقية وليس العمل على إرسال قوات خاصة تقوم بعمليات هنا وهناك ولها تأثيرات محدودة».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.