اللواء برواري يفجر خلافًا مع العشائر بادعائه عدم مشاركتها في تحرير الرمادي

أثنى على دور جهاز مكافحة الإرهاب والجيش في قتال «داعش»

اللواء برواري يفجر خلافًا مع العشائر بادعائه عدم مشاركتها في تحرير الرمادي
TT

اللواء برواري يفجر خلافًا مع العشائر بادعائه عدم مشاركتها في تحرير الرمادي

اللواء برواري يفجر خلافًا مع العشائر بادعائه عدم مشاركتها في تحرير الرمادي

فجّر قائد الفرقة الذهبية في جهاز مكافحة الإرهاب، اللواء فاضل برواري، أول خلاف بعد تحرير مدينة الرمادي مع عشائرها، وذلك بإعلانه عدم مشاركة العشائر هناك في القتال ضد تنظيم داعش إلى جانب القوات الأمنية.
وفي الوقت الذي يستمر فيه الجدل والخلاف حول الدوافع والأسباب التي أدت إلى إقصاء الحشد الشعبي في معركة تحرير الرمادي والاقتصار على الجيش بمساعدة أبناء العشائر، فإن ما أعلنه برواري بشأن عدم مشاركة العشائر فتح بابا آخر للجدل والنقاش، في حين لا تزال مناطق واسعة، سواء شرق مدينة الرمادي أو في أنحاء محافظة الأنبار، تحت سيطرة تنظيم داعش. وقال برواري في تصريحات صحافية له إن المعارك في مدينة الرمادي اقتصرت على جهاز مكافحة الإرهاب الذي كان «رأس الحربة» في اقتحام المدينة، وتحرير المجمع الحكومي، ورفع العلم العراقي فوقه، فضلا عن الأحياء المحيطة به، مشيرا إلى أنه لم يشارك أي من أفراد العشائر في القتال مع الجيش. وفيما أكد عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية عن محافظة الأنبار محمد الكربولي أن العشائر قاتلت تنظيم داعش منذ دخوله الأنبار وتمدده فيها، فإن نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع حامد المطلك، والذي ينتمي هو الآخر إلى محافظة الأنبار، قال إن القوات المسلحة هي بالفعل لها قصب السبق في هذه المعركة من حيث الإعداد والتنظيم والهجوم، في وقت يقتصر فيه دور مقاتلي العشائر على مسك الأرض.
في سياق متصل، أكد شيخ عشيرة البوفهد رافع الفهداوي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «عشائر الأنبار، لا سيما العشائر المنتفضة والمتصدية للإرهاب والتي انتظمت في مجلس معروف ومعلن، كانت وعلى مدى عام ونصف العام بعد دخول تنظيم داعش الإرهابي إلى محافظة الأنبار، تقاتل هذا التنظيم بإمكانيات بسيطة جدا بعد أن عجزت الحكومة عن تلبية حاجاتها من التسليح والتجهيز، وهو ما جعلها تعتمد إلى حد كبير على إمكانياتها الذاتية». وأشار إلى أن «المعركة الأخيرة التي تم فيها تحرير الرمادي، كان لمقاتلي العشائر دور إسنادي مهم للقطعات المقاتلة، بالإضافة إلى دورها في مسك الأرض والتهيئة لمرحلة ما بعد (داعش) سواء على صعيد المساعدة في إعادة العوائل النازحة أو إعمار ما تم تدميره وهو ليس بالقليل». ودعا الفهداوي إلى «عدم الانجرار وراء التصريحات الانفعالية التي لن يستفيد منها سوى العدو»، مؤكدا على أن «دور الجيش وبالذات جهاز مكافحة الإرهاب كان فاعلا ومحوريا هذه المرة».
في السياق ذاته، أكد مجلس محافظة الأنبار أن عشائر مدينة الرمادي موجودة في المدينة وتقاتل إلى جانب القوات الأمنية. وقال عضو مجلس المحافظة عيد عماش إن «مدينة الرمادي فيها عشائر ومقاتلون من أبنائها يساندون القوات الأمنية ويشاركونهم في العمليات العسكرية وعمليات التحرير»، مضيفا أن «قبيلة البوفهد والبوعلوان والبوذياب والبوريشة وباقي العشائر الأخرى لم تخرج من الرمادي، ولم تتركها، وبقيت تقاتل دفاعا عن مدينة الرمادي ضد العصابات الإرهابية والإجرامية».
من جهته، أوضح نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي حامد المطلك أن «أبناء الأنبار لعبوا دورا في تهيئة الأجواء لتحرير مدينتهم الذي تم هذه المرة على يد الجيش العراقي الباسل الذي ثأر لكرامته بعد سقوط الموصل، التي كان الدور الأبرز في سقوطها يعود للسياسيين ولبعض القادة العسكريين الفاشلين والفاسدين». وأضاف أن «مهمة الجيش هي القتال وتحرير الأرض وصيانة العرض.. وكل ما يتحقق له من إسناد شعبي ومجتمعي، إنما يدخل من باب رفع المعنويات وتقديم المعلومات. وهو ما يحصل على صعيد ما تقوم به العشائر التي تتولى عملية مسك الأرض، وهي مهمة ليست سهلة، بينما مهمات الجيش هي القتال المباشر، وهو وحده الكفيل بأن يحقق له النصر والفاعلية».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.