عشرات الضحايا في ثلاثة تفجيرات في مدينة القامشلي بريف الحسكة طالت آشوريين

فرضت قوات الأسايش والقوات النظامية حظر تجول وبدأتا حملة اعتقالات لمشتبه بهم

أهالي المصابين في تفجيرين انتحاريين طالا مطعمين في القامشلي شمال شرقي سوريا داخل مستشفى للاطمئنان عليهم (رويترز)
أهالي المصابين في تفجيرين انتحاريين طالا مطعمين في القامشلي شمال شرقي سوريا داخل مستشفى للاطمئنان عليهم (رويترز)
TT

عشرات الضحايا في ثلاثة تفجيرات في مدينة القامشلي بريف الحسكة طالت آشوريين

أهالي المصابين في تفجيرين انتحاريين طالا مطعمين في القامشلي شمال شرقي سوريا داخل مستشفى للاطمئنان عليهم (رويترز)
أهالي المصابين في تفجيرين انتحاريين طالا مطعمين في القامشلي شمال شرقي سوريا داخل مستشفى للاطمئنان عليهم (رويترز)

قتل 16 شخصا وأصيب ثلاثون آخرون بجروح الأربعاء جراء ثلاثة تفجيرات، أحدها انتحاري، استهدفت ثلاثة مطاعم في أحياء تحت سيطرة النظام في مدينة القامشلي في شمال شرقي سوريا، في ظل دعوة المنظمة الآشورية الديمقراطية لإلغاء الاحتفالات برأس السنة.
وأوردت «وكالة أعماق الإخبارية» القريبة من تنظيم داعش أن مقاتلي التنظيم هم من نفذوا هذه التفجيرات.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «قتل 16 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من ثلاثين بجروح جراء ثلاثة تفجيرات، أحدها انتحاري، استهدفت مدينة القامشلي» الواقعة في محافظة الحسكة.
وأدانت الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان التفجير، محذرة من محاولات ضرب الوجود التاريخي للسريان الآشوريين في منطقة الجزيرة السورية، عبر استهداف الأحياء والبلدات والقرى المسيحية الآشورية، «من قبل مجموعات إرهابية ظلامية من جهة، وجهات محلية دأبت على سن قوانين تشرعن الاستيلاء على ممتلكات المسيحيين ومصادرة أراضيهم»، خصوصا أن هذه الهجمات الإرهابية تأتي بعد أقل من ثلاثة أسابيع على هجمات مماثلة استهدفت بلدة تل تمر الآشورية في منطقة الريف الشمالي للحسكة وأوقعت عددا كبيرا من القتلى والجرحى.
وأوضح الناشط الإعلامي أبو جاد الحسكاوي لـ«مكتب أخبار سوريا» أن 19 مدنيًا قتلوا وأصيب 40 آخرون في الانفجارات الناتجة عن عبوات زرعت في مواقع مدنية، لافتا إلى أن مشافي القامشلي طلبت من سكان المدينة التبرع بالدم لكثرة الجرحى، حسب الناشط.
من جهتها قالت «أعماق» في خبر عاجل: «سقوط عشرات القتلى والجرحى في تفجيرات لمقاتلي (داعش) في أماكن متفرقة من مدينة القامشلي».
وبحسب المرصد السوري، تقع المطاعم الثلاثة المستهدفة في منطقة تحت سيطرة قوات النظام التي تتقاسم والقوات الكردية السيطرة على المدينة. وشهدت المدينة قبل أسبوعين توترا بين الطرفين على خلفية اعتداء أحد عناصر قوات النظام على سيارة تابعة للشرطة الكردية، تطور إلى إطلاق نار واستنفار أمني في المدينة.
وانسحبت قوات النظام تدريجيا من المناطق ذات الغالبية الكردية مع اتساع رقعة النزاع في سوريا في 2012، لكنها احتفظت بمقار حكومية وإدارية وبعض القوات، لا سيما في مدينتي الحسكة والقامشلي.
ويعاني سكان تلك المناطق من ازدواجية السلطة بين الأكراد وقوات النظام، ويفرض الطرفان الخدمة العسكرية الإلزامية على الشبان.
وأشارت المصادر إلى أن أصوات إطلاق رصاص سمعت في أنحاء متفرقة من المدينة بعد حدوث الانفجارات، بينما حذرت مواقع إخبارية تابعة للإدارة الذاتية الكردية، على الإنترنت، من وجود خلايا نائمة، وفرضت قوات الأسايش والقوات النظامية حظر تجول، وبدأتا حملة اعتقالات بحثا عن مشتبه بهم.
ويرى أسامة إدوارد مدير الشبكة أن هناك أطرافا كثيرة مستفيدة من الهجوم على أحياء وبلدات السريان الآشوريين في منطقة الجزيرة على المدى التكتيكي القريب، كتنظيم داعش في سياق محاولاته رفع معنويات عناصره من خلال تحقيق انتصارات سهلة، لكن أبرز المستفيد سياسيا وعلى المدى الاستراتيجي هو الإدارة الذاتية الكردية في سياق خطتها الممنهجة لتهجير المسيحيين من قرى وبلدات الخابور وأحياء مدن القامشلي والمالكية ورأس العين، بهدف تحقيق التغيير الديمغرافي الذي يمكن الأكراد من السيطرة المطلقة على الجزيرة السورية. تماما كما يفعل النظام في حمص والساحل، وتماما كما يفعل «داعش» في مناطق سيطرته.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».