المحكمة الابتدائية في تونس تصدر حكمًا بإعدام 3 إرهابيين

على خلفية قتل رجل أمن وتبني أفكار متشددة

المحكمة الابتدائية في تونس تصدر حكمًا بإعدام 3 إرهابيين
TT

المحكمة الابتدائية في تونس تصدر حكمًا بإعدام 3 إرهابيين

المحكمة الابتدائية في تونس تصدر حكمًا بإعدام 3 إرهابيين

أصدرت المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة المختصة في قضايا الإرهاب، في ساعة متأخرة من ليلة أول من أمس، أحكامًا بالإعدام ضد ثلاثة عناصر إرهابية تبنوا أفكارًا إرهابية، واتهموا بقتل رجل أمن يدعى محمد علي الشرعبي. وتعد هذه الأحكام القضائية أول تنفيذ فعلي لقانون مكافحة الإرهاب، الذي أقرته تونس في يوليو (تموز) الماضي.
كما أصدرت المحكمة أحكامًا بالسجن لعشر سنوات بحق متهمين اثنين. أما المتهم الرئيسي الذي نفذ عملية القتل فقد أضافت لعقوبة الإعدام حكمًا بسجنه لمدة 30 سنة. كما وجهت المحكمة للمتهمين تهمة القتل العمد مع سبق القصد، والانضمام إلى تنظيم متطرف، اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه، والدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية، والانضمام إلى مجموعة لها علاقة بالجرائم الإرهابية، وفق نص الحكم الذي أصدرته المحكمة.
وتعود أطوار هذه القضية إلى الرابع من يناير (كانون الثاني) 2015 حين اعترض المتهمون الثلاثة رجل الأمن عندما كان عائدا إلى منزله ليلا مرتديا زيه الرسمي، فأقدم أحدهم على ذبحه من الوريد إلى الوريد، ونكلوا بجثته أبشع تنكيل.
وأقر البرلمان عدة فصول في قانون جديد لمكافحة الإرهاب، من بينها التنصيص على عقوبة الإعدام ضد المتهمين المدانين بعمل إرهابي، في حال تسبب هذا الفعل الإرهابي في موت شخص أو أكثر، أو في حالات الاغتصاب المؤدي إلى الموت، مخالفا بذلك انتقادات وجهتها منظمات غير حكومية لهذه العقوبة بعد تجميد تنفيذها لقعود من الزمن.
على صعيد آخر، أكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي خلال إشرافه أمس على اجتماع لمجلس الوزراء، التزامه الشخصي خلال الحملة الانتخابية المتعلقة بالانتخابات البلدية المزمع إجراؤها خلال سنة 2016 بمراجعة قانون المخدرات، وقال إن إعادة النظر في هذا القانون لا تعني التشجيع على استهلاك المخدرات، بل الأخذ بعين الاعتبار وضع بعض الشباب ممن تعاطى هذه المواد تأثرا بمحيطه الاجتماعي، حسب تعبيره. كما أوضح السبسي أن مشروع القانون الجديد، الذي أعدته وزارة العدل، يعد مقبولا بعد تضمينه تدرجا في تطبيق العقوبات ضد مستهلكي المخدرات.
وينص الفصل الرابع من هذا القانون على عقوبة بالسجن من سنة إلى خمس سنوات، وبغرامة من ألف إلى ثلاثة آلاف دينار لكل من استهلك أو مسك لغاية الاستهلاك الشخصي نباتا، أو مادة مخدرة، والمحاولة موجبة للعقاب.
وتسعى عدة منظمات حقوقية إلى إلغاء عقوبة السجن، وتعويضها بعقوبات بديلة في حال استهلاك المخدرات على غرار العمل للمصلحة العامة، إلا أنها تصطدم بعدة عراقيل قانونية واجتماعية، من بينها الخوف من تفشي استهلاك المخدرات بين الشباب.
من ناحية أخرى، أكد مصطفى عبد الكبير، الناشط الحقوقي، وصول 50 بحارا تونسيا إلى ميناء صفاقس (وسط شرق) بعد احتجازهم بميناء الزاوية الليبي على خلفية دخولهم المياه الإقليمية الليبية، وأشار إلى أن السلطات الليبية أطلقت سراحهم بعد إمضاء تعهد بعدم الصيد في المياه الإقليمية الليبية، والتزام أصحاب المراكب الأربعة بدفع غرامة مالية قدرها 10 آلاف دولار عن كل مركب.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.