محافظ عدن لـ {الشرق الأوسط}: نسعى لتكون عدن مدينة آمنة مستقرة

قال إنه يضع الملف الأمني وإعادة الإعمار في سلم أولوياته للمرحلة الراهنة

محافظ عدن لـ {الشرق الأوسط}: نسعى لتكون عدن مدينة آمنة مستقرة
TT

محافظ عدن لـ {الشرق الأوسط}: نسعى لتكون عدن مدينة آمنة مستقرة

محافظ عدن لـ {الشرق الأوسط}: نسعى لتكون عدن مدينة آمنة مستقرة

أكد محافظ عدن، العميد الركن عيدروس قاسم الزبيدي، أن العاصمة عدن تستعيد اليوم عافيتها من جديد، وذلك بفضل تضافر جهود الجميع، مؤكدا أن «عدن ستشهد في الأيام المقبلة مزيدًا من تلك الجهود التي من شأنها تعزيز الأمن والاستقرار في هذه المدينة المسالمة، وعودة الحياة المدنية فيها من جديد ودوران عجلة التنمية المستدامة، والنهوض بهذه العاصمة التي تستحق أن تكون في مصاف العواصم العالمية المتقدمة»، على حد قوله.
ومضى المحافظ عيدروس الزبيدي، في تصريحات حصرية لـ«الشرق الأوسط»، قائلا إننا «نولي اهتماما كبيرا في معالجة كثير من القضايا والملفات المهمة التي من شأنها تحقيق مساعينا في أن تكون عدن مدينة آمنة ومستقرة، ونضع في سلم ترتيب أولوياتنا الملف الأمني وملف إعادة الإعمار».
وقال محافظ عدن العميد عيدروس قاسم إن «هناك صعوبات كبرى تواجه العاصمة عدن وتحديات كثيرة، لكننا نستطيع تجاوزها وحلها بتعاون الجميع، ليس الأمر متعلقا فقط بقيادة السلطة المحلية في العاصمة عدن، لكن تقع مسؤولية ذلك على الجميع» على حد قوله.
وأوضح المحافظ عيدروس، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «أهم تلك التحديات والمشكلات هو الحفاظ على استمرار عمل المرافق الخدمية، وإيصال الخدمات إلى كل المواطنين، والعمل في المستقبل القريب على إعادة تأهيل تلك المؤسسات، وذلك بالتعاون مع أشقائنا في دول التحالف العربي، وأخص بالذكر السعودية وإمارات الخير».
وذهب المحافظ عيدروس، القائد العام للمقاومة الجنوبية، متحدثا لـ«الشرق الأوسط» بالقول: «نعمل وبشكل دائم ومستمر على معالجة هذه المشكلات، وربما شهدنا تحسنا ملحوظا في أداء تلك المؤسسات، وسنعمل بإذن الله تعالى على أن يستمر ذلك الأمر إلى أن ننهض بكل تلك المؤسسات».
وتشهد العاصمة المؤقتة عدن أوضاعا أمنية شبه مستقرة وتحسنا كبيرا في الخدمات، وعودة مرافق الدولة إلى العمل، ويأتي ذلك بفضل الجهود الكبيرة للمحافظ العميد عيدروس الزبيدي خلال أسابيع من توليه قيادة عدن، رغم المحاولات الحثيثة لجهات تتبع المخلوع صالح وجماعة الحوثيين في إفشال جهوده، إلا أن الالتفاف الشعبي حول الرجل وتحركاته المكثفة حالت دون أي تعثر في انطلاقة البداية لقيادته عدن إلى بر الأمان. وكان المحافظ عيدروس قاسم قد أكد في منشور له على صفحته في «فيسبوك» وجود جماعات في عدن وصفها بالمسعورة، في إشارة منه إلى «الجماعات الإرهابية وقوى سياسية لا تريد لعدن الخروج من وضعها الراهن»، قائلا: «هناك جماعات مسعورة تريد لنا أن نعيش مطاردين حتى ونحن في مدينتنا، وستكون مواجهتها أولوياتنا في الفترة المقبلة».
ومضى بالقول: «لن نخفي عن المواطنين حجم وصعوبة الوضع القائم، خصوصا في الجانب الأمني، لكننا نعدهم ببذل كل جهد وكل طاقة لإعادة عدن آمنة مطمئنة كما كانت، حتى لو كلفنا ذلك حياتنا.. أرواحنا لن تكون أغلى من روح الشهيد جعفر سعد (محافظ عدن السابق)، وسوف نقدمها رخيصة لأجل عدن وأهلها».
وتابع أن «كل ما نرجوه من سكان عدن النبلاء والصامدين أن يتعاونوا مع الإجراءات الأمنية التي ستكثف مستقبلا، كي نعيد يدا بيد الأمن إلى العاصمة عدن».
وكشفت وسائل إعلام محلية ودولية عن خطة أمنية شاملة للتحالف العربي في استقرار عدن تقودها السعودية والإمارات، وتم إعدادها من قبل العميد عيدروس الزبيدي محافظ عدن، والعميد شلال علي شائع مدير أمن العاصمة عدن، بإشراف ومتابعة من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
هذا وتشهد العاصمة عدن حركة ملاحية كبرى، إلى جانب عودة مطار عدن لاستقبال رحلات جوية تقل مسافرين وعالقين بعد أشهر من التوقف بعد ترميمات تقوم بها الإمارات جراء الدمار الشامل الذي تعرض له مطار عدن الدولي أثناء احتلال ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح المدينة في مارس (آذار) التي تم دحرهم منها في منتصف يوليو (أيار) الماضي.
ويتخذ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والحكومة الشرعية، عدن عاصمة مؤقتة للبلاد، ومقرا لها، إلى جانب قيام وزارات الخارجية والزراعة والنقل والمالية بنقل مكاتبها الرئيسية إلى عدن، وبدأت في ممارسة سلطاتها وإداراتها لوزاراتها منها، في ظل جعلها منطلقا لقيادة المعارك مع الانقلابيين واستعادة الشرعية للبلاد بدعم ومشاركة من قوات التحالف العربي وفي المقدمة السعودية والإمارات.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».