!متحف إسباني يعالج المرضى النفسيين باللوحات الفنية

انطلاقا من أن الفن يعبر عن الأفكار والمشاعر والعواطف

لوحة «كشف الطالع» للفنان خوليو رميرو
لوحة «كشف الطالع» للفنان خوليو رميرو
TT

!متحف إسباني يعالج المرضى النفسيين باللوحات الفنية

لوحة «كشف الطالع» للفنان خوليو رميرو
لوحة «كشف الطالع» للفنان خوليو رميرو

بدأ «متحف كارمن - تايسون» في مدينة مالقة، جنوب إسبانيا، في استقبال أعداد من المرضى النفسيين في مستشفى «ريخيونال»، في محاولة لمساهمة المتحف في علاجهم من خلال اللوحات الفنية المعروضة فيه، أو على الأقل التخفيف من معاناتهم.
وقد تم الاتفاق بين إدارتي المتحف والمستشفى على أن يقوم المتحف باستقبال مجموعة من مرضى تتراوح أعمارهم بين 25 و60 عامًا، لمدة ساعتين كل أسبوع، وخلالها يقوم المتخصصون بالأعمال الفنية بشرح وتوضيح بعض اللوحات التي تم اختيارها من قبل لجنة من النقاد الفنيين والتربويين، وبعد ذلك يقوم كل واحد من المرضى بكتابة آرائه حول اللوحات التي شاهدها، ومن ثم تعقد حلقات دراسية مكونة من أطباء وممرضات ومختصين، من أجل مناقشة المواضيع التي اختارها المريض وملاحظاته التي كتبها حول اللوحة.
يقول فرنثيسكو دوران، صاحب المشروع، إن «الفن يفتح لنا الطريق لرؤية الأشياء بوضوح، والمتحف هو إحدى الوسائل المهمة من أجل التعبير عن الأفكار والمشاعر والعواطف، في جو مريح ومفتوح بعيد عن جدران المستشفى». وأشارت المشرفة التربوية كارمن أباريثيو بقولها «من خلال هذه النشاطات، من الممكن للمتحف تشكيل نقطة انطلاق من أجل خلق حوار يومي يجري بين تجارب المرضى مع الفن».
بعد ذلك تأتي مرحلة اختيار إحدى اللوحات كي يقوم المريض برسمها وتبيان سبب اختيارها، وماذا يرى فيها. تقول كارمن أباريثيو إن «الهدف من ذلك هو مناقشة موضوع كيفية الحصول على معلومات أخرى نضيفها إلى الموضوع الرئيسي في اللوحة، فمن خلال لوحة (القراءة)، للفنان ريموندو دي مادراثو (1841 - 1920) التي تظهر فيها فتاة تقرأ كتابا، نناقش ماذا نستطيع أن نعرف عن هذه الفتاة من خلال الموجودات التي تحيط بها؟».
ومن بين أبرز الأعمال الفنية الأخرى التي سيدور البحث حولها، لوحة «ماتيو دي نوايز» للفنان أغناثيو ثولواغا (1870 - 1945)، ولوحة «كشف الطالع» للفنان خوليو روميرو دي توريس (1874 - 1930)، ولوحة «مصارع الثيران فراثيسكو مونتيس» للفنان أنخل ماريا دي كورتيني (1819 - 1887).
يشار إلى أن متحف «كارمن - تايسون» في مالقة الذي افتتح عام 2011 يحتوي على 285 لوحة لأشهر الرسامين الإسبان منذ القرن السابع عشر، كما أن هناك متحفا آخر باسم «متحف تايسون» في العاصمة مدريد كان قد افتتح عام 1992، وتعود ملكيته في الأصل إلى البارون تايسون بورنيميزا (19212002)، ثم ورثته بعد وفاته زوجته كارمن ثيربيرا (1943) التي فكرت في إنشاء متحف آخر في مدينة مالقة، وبعد محادثات طويلة مع بلدية المدينة، تم الاتفاق على نقل بعض موجودات متحف تايسون في مدريد، الخاصة بالرسم الإسباني ورسوم إقليم الأندلس، جنوب إسبانيا، إلى مدينة مالقة بمتحف يطلق عليه اسم متحف «كارمن - تايسون».



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».