رأس السنة في مصر.. سهر وطرب

حفلات رأس السنة 2016 لكبار النجوم في القاهرة والإسكندرية وشرم الشيخ

فنادق مصر تتزين مبكرًا لاحتفالات الكريسماس وحفلات لكبار المطربين والنجوم في العالم العربي ({الشرق الأوسط}) - أجواء مرحة مع العام الجديد في مدينة شرم الشيخ  ({الشرق الأوسط}) - أجواء احتفالية رائعة للعد التنازلي للعام الجديد على متن البواخر الممتدة على كورنيش النيل.
فنادق مصر تتزين مبكرًا لاحتفالات الكريسماس وحفلات لكبار المطربين والنجوم في العالم العربي ({الشرق الأوسط}) - أجواء مرحة مع العام الجديد في مدينة شرم الشيخ ({الشرق الأوسط}) - أجواء احتفالية رائعة للعد التنازلي للعام الجديد على متن البواخر الممتدة على كورنيش النيل.
TT

رأس السنة في مصر.. سهر وطرب

فنادق مصر تتزين مبكرًا لاحتفالات الكريسماس وحفلات لكبار المطربين والنجوم في العالم العربي ({الشرق الأوسط}) - أجواء مرحة مع العام الجديد في مدينة شرم الشيخ  ({الشرق الأوسط}) - أجواء احتفالية رائعة للعد التنازلي للعام الجديد على متن البواخر الممتدة على كورنيش النيل.
فنادق مصر تتزين مبكرًا لاحتفالات الكريسماس وحفلات لكبار المطربين والنجوم في العالم العربي ({الشرق الأوسط}) - أجواء مرحة مع العام الجديد في مدينة شرم الشيخ ({الشرق الأوسط}) - أجواء احتفالية رائعة للعد التنازلي للعام الجديد على متن البواخر الممتدة على كورنيش النيل.

بدأت أجواء الاحتفال بليلة رأس السنة في مصر هذا العام مبكرا، حيث تسابقت كبرى الفنادق والأسواق التجارية منذ بداية شهر ديسمبر (كانون الأول) على إقامة كرنفالات تسوق وبازارات لهدايا أعياد الميلاد والعام الجديد، بينما سارعت الفنادق الكبرى للإعلان عن حفلات كبار المطربين ونجوم الغناء في العالم العربي سواء في القاهرة أو الإسكندرية أو شرم الشيخ.
ولأول مرة منذ زمن طويل، يحيي النجم عمرو دياب ليلة رأس السنة في مصر في فندق «فورسيزونز نايل بلازا» بجاردن سيتي، ويصل سعر تذكرة حضور الحفل مع العشاء لـ3800 جنيه، بينما يقيم فندق «فورسيزونز فيرست ريزيدنس» بالجيزة، حفلا ساهرا يحييه مجموعة من النجوم: سامو زين، ونيكول سابا، ورامي صبري، ومحمود الليثي، وصوفينار ودينا، وتتراوح أسعار التذاكر من 1800 إلى 3600 جنيه شاملة الخدمة والضريبة. ولحجز التذاكر: 0235672015.
وهذا العام أصبح قاطنو القاهرة وزوراها بإمكانهم قضاء ليلة عيد مختلفة في أحدث فنادقها فندق «ريتز كارلتون النيل»، الذي يقدم برنامجا مميزا لحفل رأس العام والعد التنازلي للسنة الجديدة وقد تزين بديكورات الكريسماس، ويمكن لزوار الفندق التقاط الصور التذكارية مع «بابا نويل» وأشجار الكريسماس المزينة بإضاءة مبهرة في بهو الفندق، ويحيي حفل هذا العام النجم اللبناني وائل جسار، والمطربة بوسي ومحمود الليثي والراقصة صوفينار. كما يقدم الفندق عشاء مميزا في مطعم «كولينا» أو مطعم «فيفو»، حيث يقدم الأطباق المحببة في هذه المناسبة فتضم قائمة العشاء سلطة اليقطين، والبط المدخن، والديك الرومي، أو المأكولات البحرية إلى جانب مجموعة كبيرة من الحلويات وتتراوح الأسعار ما بين 300 إلى 700 جنيه.
كما يقيم فندق «هيلتون بيراميدز غولف ريزورت» بالجيزة، عشاء مميزا بسعر 495 جنيها، مع حضور الحفل مجانا، ويقدم عرضا لنزلاء الفندق عند حجز غرفة ليلة 31 ديسمبر بسعر 666 جنيها مصريا للفرد في غرفة مزدوجة شاملةً الإفطار في الغرفة. ويشمل العرض دخولاً مجانيًا إلى أحدث صالة ألعاب رياضية، وخصم 20 في المائة على النادي الصحي. وللحجز: 19009.
على أطراف القاهرة في حي التجمع الخامس الراقي، يمكنك الاستمتاع بأجواء الاحتفال في فندق «دوسيت ثاني»، يتزين الفندق المصمم على الطراز الآسيوي بأشجار كريسماس عملاقة ويقدم لزواره حلوى الكريسماس ومشروبات ساخنة بالشوكولاته. كما يحتفل فندق «هلنان ﻻند مارك»، بليلة رأس السنة مع الفنانة اﻻستعراضية دينا، والمطرب أحمد سعد وDj وليد الحريري، وسعر التذكرة يبدأ من 500 جنيه شاملة البرنامج والعشاء، وللحجز: 01281010123.
ولاحتفال مختلف وليلة لا تنسى يمكن الاحتفال بحلول العام الجديد وأنت تبحر على صفحة النيل العظيم، ومشاهده الألعاب النارية التي يتم إطلاقها بطول الكورنيش. وهناك مجموعة من البواخر النيلية التي تقدم العشاء على أنغام الموسيقى الحية، والدي جي ومنها: باخرة «بلو نايل بوت» بالزمالك، وسفينة «السرايا»، و«لو باشا»، و«نايل مكسيم»، «نايل فيرو»، وسعر التذكرة يتراوح ما بين 300 إلى 400. أما باخرة «نايل كريستال» فتقدم عشاء «أوبن بوفيه» شرقي وغربي، ويحيي حفل رأس السنة المطرب الكبير إيهاب توفيق مع فقرات من الرقص الشرقي والتنورة وفقرات غناء غربي، وتتحرك السفينة من كورنيش المعادي في تمام العاشرة مساء وتستغرق الجولة في نيل القاهرة ساعتين، كما تقدم باخرة أرامادا بالمعادي، أوبن بوفيه مع حفل ساهر يحييه المطرب الشعبي طارق الشيخ، مع فقرات من الرقص الشرقي، ويتراوح سعر الفرد ما بين 185 إلى 300 جنيه.
ولأسعار حفلات تناسب الشباب، يقيم الحرم اليوناني بالجامعة الأميركية عدة حفلات لفرق الأندرجراوند التي تقدم موسيقى الروك والجاز والبلوز الممزوجة بالألحان العربية، مما يكسب تلك الحفلات حيوية وروحا شبابية إيجابية ملائمة لبداية العام الجديد، الحفل الأول يوم 25 ديسمبر، وتحييه فرق: خيال، وشارموفورز، وصحرا. أما الحفل الثاني ليلة رأس السنة 31 ديسمبر فهو عبارة عن كرنفال شرقي على الأنغام التراثية التي تقدمها فرقة الشيخ زين محمود وفرقة جازاجا، مع رسم الحنة والتقاط صور بالملابس التراثية المصرية مع رقص تنورة.
ولبداية مختلفة للعام الجديد، ننصح بالاستمتاع والاستجمام بجمال وسحر مدينة شرم الشيخ، فيمكنك الاستمتاع بأقوى الحفلات الساهرة والاستمتاع بممارسة السباحة والغوص وتسلق الجبال والباراسيليج في اليوم التالي، تقيم فنادق شرم الشيخ عروضا مغرية للإقامة تبدأ من 300 جنيها وحتى 1500 شاملة الإقامة والوجبات، وتقيم حفلات وساهرة على أنغام الدي جي وفرق الاستعراض الروسي أو الإسباني وحفلات خاصة للأطفال.
فإذا كنت من عشاق مدينة السلام شرم الشيخ، فهي تستعد للعام الجديد بأكبر حفلات فنية تجمع نجوما من مصر ولبنان، حيث ينفرد فندق «ريكسوس» Rixos شرم الشيخ، بإقامة 3 حفلات ساهرة تبدأ يوم 30 ديسمبر يحييها الفنان اللبناني وائل جسار، مع الراقصة كوشنير، أما يوم 31 ديسمبر فتحييه المطربة المصرية أنغام، مع المطرب الشاب مصطفى حجاج، والنجمة المغربية جنات، وتختتم الحفلات بالسوبر ستار راغب علامة والنجمة هيفاء وهبي، للحجز: 0693710210، ويحيي النجم سامو زين حفلا في «دولتشي فيتا» بمطعم تاج محل بمنطقة الهضبة بشرم الشيخ، ليلة رأس السنة مع الدي جي العالمي نيكولا فاسانو. كما يشعل الدي جي الفرنسي العالمي ديفيد فانديتا، أجواء شرم الشيخ أيضا بقاعة دولوتشي فيتا، أول ليالي العام الجديد 1 يناير (كانون الثاني)، بسعر 250 جنيها.
أما في الإسكندرية، فيمكنك الاستمتاع بليلة رأس العام في أجواء رومانسية حالمة على ساحل البحر المتوسط حيث يقيم فندق «فورسيزونز سان ستيفانو» حفلا ساهرا يحييه المطرب الشعبي الشهير بهاء سلطان، والراقصة صوفيا، ودي جي ليون، وتتراوح الأسعار ما بين: 1400، 1250، 1050 جنيها مصريا للفرد، شاملة العشاء. كما يقدم الفندق خصم 50 في المائة على أسعار الغرف. كما تقدم مطاعم الفندق قوائم طعام خاصة تتنوع ما بين اللبنانية والإيطالية مع عزف فرق موسيقية عربية وغربية، بأسعار خاصة هذا اليوم تتراوح ما بين 500 إلى 600 جنيه. كما يحيي نجم الأغنية الشعبية حكيم، ليلة رأس السنة بفندق هيلتون جرين بلازا، وتتراوح أسعار التذاكر من 650 إلى 1300 جنيها. وللاستمتاع بالعد التنازلي للعام الجديد وسط أجواء ملكية تاريخية يمكنك الاستمتاع بحفل الكريسماس في فندق «هلنان فلسطين» بحدائق المنتزه، والذي يحييه المطرب الشعبي دياب، والراقصة خلود والدي جي فريد، بسعر 900 جنيه.
وعلى أطراف الإسكندرية، يقيم فندق «راديسون بلو»، حفلا ساهرا تحييه المطربة الشعبية بوسي والراقصة صوفيا، مع دي جي في قاعة «سيمفوني» ويتضمن الحفل أوبن بوفيه للعشاء وبرنامجا ترفيهيا خاصا للأطفال مع إمكانية حجز ليموزين من وإلي مقر إقامتكم بمبلغ 250 جنيها.كما يوجد عروض خاصة على أسعار الغرف تتضمن الحفل وإفطار اليوم التالي. وللحجز 01127070603.
أما إذا كنت من عشاق الاحتفالات الكلاسيكية بالعام الجديد وتفضل قضاء إجازة ممتعة في ذلك الوقت من العام، والاحتفال برأس السنة خارج القاهرة والإسكندرية، فيمكنك حجز رحلة نيلية للأقصر وأسوان على وتبدأ أسعار الرحلة من 900 جنيه وحتى 2300 جنيه، لمدة 4 أيام و3 ليال، تبدأ الرحلة يوم 28 ديسمبر، باستقلال قطار النوم من القاهرة لأسوان ثم ركوب الباخرة النيلية «سفير» ثلاث ليال من أسوان إلى الأقصر ثم العودة إلى القاهرة، وتلك الأسعار تشمل برامج الزيارة للمعالم السياحية ووجبات الإفطار والغداء والعشاء على الباخرة فقط.



قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
TT

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)

في الخلف من البقع السياحية السحرية بأنحاء مصر، توجد قرى مصرية تجذب السائحين من باب آخر، حيث يقصدونها للتعرف على الحرف التقليدية العتيقة والصناعات المحلية التي تنتجها هذه القرى وتتخصص فيها منذ عشرات السنوات، وفاقت شهرتها حدود البلاد.

ويشتهر كثير من القرى المصرية بالصناعات اليدوية، ذات البعدين التراثي والثقافي، مثل صناعة أوراق البردي، والأواني الفخارية، والسجاد اليدوي وغيرها، وهي الصناعات التي تستهوي عدداً كبيراً من الزوار، ليس فقط لشراء الهدايا التذكارية من منبعها الأصلي للاحتفاظ بها لتذكرهم بالأيام التي قضوها في مصر؛ بل يمتد الأمر للتعرف عن قرب على فنون التصنيع التقليدية المتوارثة، التي تحافظ على الهوية المصرية.

«الشرق الأوسط» تستعرض عدداً من القرى التي تفتح أبوابها للسياحة الحرفية، والتي يمكن إضافتها إلى البرامج السياحية عند زيارة مصر.

السياحة الحرفية تزدهر في القرى المصرية وتجتذب السائحين (صفحة محافظة المنوفية)

ـ الحرانية

قرية نالت شهرتها من عالم صناعة السجاد والكليم اليدوي ذي الجودة العالية، والذي يتم عرضه في بعض المعارض الدولية، حيث يقوم أهالي القرية بنقش كثير من الأشكال على السجاد من وحي الطبيعة الخاصة بالقرية.

والسجاد الذي يصنعه أهالي القرية لا يُضاهيه أي سجاد آخر بسبب عدم استخدام أي مواد صناعية في نسجه؛ حيث يتم الاعتماد فقط على القطن، والصوف، بالإضافة إلى الأصباغ النباتية الطبيعية، من خلال استخدام نباتي الشاي والكركديه وغيرهما في تلوين السجاد، بدلاً من الأصباغ الكيميائية، ما يضفي جمالاً وتناسقاً يفوق ما ينتج عن استخدام الأجهزة الحديثة.

تتبع قرية الحرانية محافظة الجيزة، تحديداً على طريق «سقارة» السياحي، ما يسهل الوصول إليها، وأسهم في جعلها مقصداً لآلاف السائحين العرب والأجانب سنوياً، وذلك بسبب تميُزها، حيث تجتذبهم القرية ليس فقط لشراء السجاد والكليم، بل للتعرف على مراحل صناعتهما المتعددة، وكيف تتناقلها الأجيال عبر القرية، خصوصاً أن عملية صناعة المتر المربع الواحد من السجاد تستغرق ما يقرُب من شهر ونصف الشهر إلى شهرين تقريباً؛ حيث تختلف مدة صناعة السجادة الواحدة حسب أبعادها، كما يختلف سعر المتر الواحد باختلاف نوع السجادة والخامات المستخدمة في صناعتها.

فن النحت باستخدام أحجار الألباستر بمدينة القرنة بمحافظة الأقصر (هيئة تنشيط السياحة)

ـ القراموص

تعد قرية القراموص، التابعة لمحافظة الشرقية، أكبر مركز لصناعة ورق البردي في مصر، بما يُسهم بشكل مباشر في إعادة إحياء التراث الفرعوني، لا سيما أنه لا يوجد حتى الآن مكان بالعالم ينافس قرية القراموص في صناعة أوراق البردي، فهي القرية الوحيدة في العالم التي تعمل بهذه الحرفة من مرحلة الزراعة وحتى خروج المنتج بشكل نهائي، وقد اشتهرت القرية بزراعة نبات البردي والرسم عليه منذ سنوات كثيرة.

الرسوم التي ينقشها فلاحو القرية على ورق البردي لا تقتصر على النقوش الفرعونية فحسب، بل تشمل أيضاً موضوعات أخرى، من أبرزها الخط العربي، والمناظر الطبيعية، مستخدمين التقنيات القديمة التي استخدمها الفراعنة منذ آلاف السنين لصناعة أوراق البردي، حيث تمر صناعة أوراق البردي بعدة مراحل؛ تبدأ بجمع سيقان النبات من المزارع، ثم تقطيعها كي تتحول إلى كُتل، على أن تتحول هذه الكتل إلى مجموعة من الشرائح التي توضع طبقات بعضها فوق بعض، ثم تبدأ عملية تجفيف سيقان النباتات اعتماداً على أشعة الشمس للتخلص من المياه والرطوبة حتى تجف بشكل تام، ثم تتم الكتابة أو الرسم عليها.

وتقصد الأفواج السياحية القرية لمشاهدة حقول نبات البردي أثناء زراعته، وكذلك التعرف على فنون تصنيعه حتى يتحول لأوراق رسم عليها أجمل النقوش الفرعونية.

تبعد القرية نحو 80 كيلومتراً شمال شرقي القاهرة، وتتبع مدينة أبو كبير، ويمكن الوصول إليها بركوب سيارات الأجرة التي تقصد المدينة، ومنها التوجه إلى القرية.

قطع خزفية من انتاج قرية "تونس" بمحافظة الفيوم (هيئة تنشيط السياحة)

ـ النزلة

تُعد إحدى القرى التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، وتشتهر بصناعة الفخار اليدوي، وقد أضحت قبلة عالمية لتلك الصناعة، ويُطلق على القرية لقب «أم القرى»، انطلاقاً من كونها أقدم القرى بالمحافظة، وتشتهر القرية بصناعة الأواني الفخارية الرائعة التي بدأت مع نشأتها، حيث تُعد هذه الصناعة بمثابة ممارسات عائلية قديمة توارثتها الأجيال منذ عقود طويلة.

يعتمد أهل القرية في صناعتهم لتلك التحف الفخارية النادرة على تجريف الطمي الأسود، ثم إضافة بعض المواد الأخرى عليه، من أبرزها الرماد، وقش الأرز، بالإضافة إلى نشارة الخشب، وبعد الانتهاء من عملية تشكيل الطمي يقوم العاملون بهذه الحرفة من أهالي القرية بوضع الطمي في أفران بدائية الصنع تعتمد في إشعالها بالأساس على الخوص والحطب، ما من شأنه أن يعطي القطع الفخارية الصلابة والمتانة اللازمة، وهي الطرق البدائية التي كان يستخدمها المصري القديم في تشكيل الفخار.

ومن أبرز المنتجات الفخارية بالقرية «الزلعة» التي تستخدم في تخزين الجبن أو المش أو العسل، و«البوكلة» و«الزير» (يستخدمان في تخزين المياه)، بالإضافة إلى «قدرة الفول»، ويتم تصدير المنتجات الفخارية المختلفة التي ينتجها أهالي القرية إلى كثير من الدول الأوروبية.

شهدت القرية قبل سنوات تشييد مركز زوار الحرف التراثية، الذي يضمّ عدداً من القاعات المتحفية، لإبراز أهم منتجات الأهالي من الأواني الفخارية، ومنفذاً للبيع، فضلاً عن توثيق الأعمال الفنية السينمائية التي اتخذت من القرية موقعاً للتصوير، وهو المركز الذي أصبح مزاراً سياحياً مهماً، ومقصداً لهواة الحرف اليدوية على مستوى العالم.

صناعة الصدف والمشغولات تذهر بقرية "ساقية المنقدي" في أحضان دلتا النيل (معرض ديارنا)

ـ تونس

ما زلنا في الفيوم، فمع الاتجاه جنوب غربي القاهرة بنحو 110 كيلومترات، نكون قد وصلنا إلى قرية تونس، تلك اللوحة الطبيعية في أحضان الريف المصري، التي أطلق عليها اسم «سويسرا الشرق»، كونها تعد رمزاً للجمال والفن.

تشتهر منازل القرية بصناعة الخزف، الذي أدخلته الفنانة السويسرية إيفلين بوريه إليها، وأسست مدرسة لتعليمه، تنتج شهرياً ما لا يقل عن 5 آلاف قطعة خزف. ويمكن لزائر القرية أن يشاهد مراحل صناعة الخزف وكذلك الفخار الملون؛ ابتداء من عجن الطينة الأسوانية المستخدمة في تصنيعه إلى مراحل الرسم والتلوين والحرق، سواء في المدرسة أو في منازل القرية، كما يقام في مهرجانات سنوية لمنتجات الخزف والأنواع الأخرى من الفنون اليدوية التي تميز القرية.

ولشهرة القرية أصبحت تجتذب إليها عشرات الزائرين شهرياً من جميع أنحاء العالم، وعلى رأسهم المشاهير والفنانون والكتاب والمبدعون، الذين يجدون فيها مناخاً صحياً للإبداع بفضل طقسها الهادئ البعيد عن صخب وضجيج المدينة، حيث تقع القرية على ربوة عالية ترى بحيرة قارون، مما يتيح متعة مراقبة الطيور على البحيرة، كما تتسم بيوتها بطراز معماري يستخدم الطين والقباب، مما يسمح بأن يظل جوها بارداً طول الصيف ودافئاً في الشتاء.

مشاهدة مراحل صناعة الفخار تجربة فريدة في القرى المصرية (الهيئة العامة للاستعلامات)

ـ ساقية المنقدي

تشتهر قرية ساقية المنقدي، الواقعة في أحضان دلتا النيل بمحافظة المنوفية، بأنها قلعة صناعة الصدف والمشغولات، حيث تكتسب المشغولات الصدفية التي تنتجها شهرة عالمية، بل تعد الممول الرئيسي لمحلات الأنتيكات في مصر، لا سيما في سوق خان الخليلي الشهيرة بالقاهرة التاريخية.

تخصصت القرية في هذه الحرفة قبل نحو 60 عاماً، وتقوم بتصدير منتجاتها من التحف والأنتيكات للخارج، فضلاً عن التوافد عليها من كل مكان لاحتوائها على ما يصل إلى 100 ورشة متخصصة في المشغولات الصدفية، كما تجتذب القرية السائحين لشراء المنتجات والأنتيكات والتحف، بفضل قربها من القاهرة (70 كم إلى الشمال)، ولرخص ثمن المنتجات عن نظيرتها المباعة بالأسواق، إلى جانب القيمة الفنية لها كونها تحظى بجماليات وتشكيلات فنية يغلب عليها الطابع الإسلامي والنباتي والهندسي، حيث يستهويهم التمتع بتشكيل قطعة فنية بشكل احترافي، حيث يأتي أبرزها علب الحفظ مختلفة الأحجام والأشكال، والقطع الفنية الأخرى التي تستخدم في التزيين والديكور.

الحرف التقليدية والصناعات المحلية في مصر تجتذب مختلف الجنسيات (معرض ديارنا)

ـ القرنة

إلى غرب مدينة الأقصر، التي تعد متحفاً مفتوحاً بما تحويه من آثار وكنوز الحضارة الفرعونية، تقبع مدينة القرنة التي تحمل ملمحاً من روح تلك الحضارة، حيث تتخصص في فن النحت باستخدام أحجار الألباستر، وتقديمها بالمستوى البديع نفسه الذي كان يتقنه الفراعنة.

بزيارة القرية فأنت على مشاهد حيّة لأهلها وهم يعكفون على الحفاظ على تراث أجدادهم القدماء، حيث تتوزع المهام فيما بينهم، فمع وصول أحجار الألباستر إليهم بألوانها الأبيض والأخضر والبني، تبدأ مهامهم مع مراحل صناعة القطع والمنحوتات، التي تبدأ بالتقطيع ثم الخراطة والتشطيف للقطع، ثم يمسكون آلات تشكيل الحجر، لتتشكل بين أيديهم القطع وتتحول إلى منحوتات فنية لشخصيات فرعونية شهيرة، مثل توت عنخ آمون، ونفرتيتي، وكذلك التماثيل والأنتيكات وغيرها من التحف الفنية المقلدة، ثم يتم وضع المنتج في الأفران لكي يصبح أكثر صلابة، والخطوة الأخيرة عملية التلميع، ليصبح المنتج جاهزاً للعرض.

ويحرص كثير من السائحين القادمين لزيارة المقاصد الأثرية والسياحية للأقصر على زيارة القرنة، سواء لشراء التماثيل والمنحوتات من المعارض والبازارات كهدايا تذكارية، أو التوجه إلى الورش المتخصصة التي تنتشر بالقرية، لمشاهدة مراحل التصنيع، ورؤية العمال المهرة الذين يشكلون هذه القطع باستخدام الشاكوش والأزميل والمبرد، إذ يعمل جلّ شباب القرية في هذه الحرفة اليدوية.