المقاومة الشعبية تهزم الحوثيين في بيحان وعسيلان شبوة والبيضاء

تشكيل غرفة عمليات للبحث الجنائي في عدن.. واستقرار أمني

آليات عسكرية يمنية في الطريق الواصل بين الجوف ومأرب (رويترز)
آليات عسكرية يمنية في الطريق الواصل بين الجوف ومأرب (رويترز)
TT

المقاومة الشعبية تهزم الحوثيين في بيحان وعسيلان شبوة والبيضاء

آليات عسكرية يمنية في الطريق الواصل بين الجوف ومأرب (رويترز)
آليات عسكرية يمنية في الطريق الواصل بين الجوف ومأرب (رويترز)

سيطرت المقاومة الجنوبية والجيش الوطني ووحدات من اللواء 21 ميكا أمس على كامل مناطق الجفعية ووارة وبلاد العجي في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة على الحدود بين محافظتي مأرب والبيضاء.
وأكد المهندس علي المصعبي رئيس مجلس أبناء بيحان لـ«الشرق الأوسط» أن المقاومة الجنوبية باتت على بعد خمسة كيلومترات فقط من منطقة الصفراء التي يتمركز فيها الحوثيون وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح بمدينة عسيلان - بيحان.
وأكد المصعبي أن الاستعدادات قائمة لمعركة الحسم في بيحان، حسب قوله، حيث تستعد كتائب ورجال المقاومة الجنوبية في الداخل في مديريات بيحان لطرد الحوثيين مع تقدم اللواء 19 مشاة والوحدات المساندة باللواء 21 ميكا، مؤكدًا أن مسألة حسم المعركة في بيحان لن تتجاوز 10 أيام، حيث باتت الروح الانهزامية تدب في صفوف الميليشيات حد قوله والتي تتضح يوما إثر آخر.
أما في محافظة البيضاء جنوب شرقي صنعاء، فتتواصل المعارك بين ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح من جهة والمقاومة الشعبية ورجال القبائل من جهة ثانية، وسط عمليات كر وفر بين الجانبين واستبسال مقاومة الزاهر وعمليات هجومية تسجل للمقاومة بعد انضمام قبائل جديدة إلى صفوف المقاومة الشعبية وقبائل آل حميقان.
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال الشيخ عبد القوي الحميقاني قائد المقاومة الشعبية في البيضاء بأن المعارك مع الميليشيات مستمرة بضراوة في جبهات كتف والغول ولجردي والفيعة والجماجم وسوداء غراب، وأن المقاومة الشعبية في الزاهر تصدت أول من أمس لمحاولة تقدم الميليشيات وتمكنت من إرجاعهم وإحراق دبابة والاستيلاء على غنائم وأسلحة وقتل وجرح العشرات من عناصر الميليشيات، في حين «استشهد» شخص من المقاومة الشعبية.
وأوضح قائد المقاومة الشعبية بالبيضاء لـ«الشرق الأوسط» أن المقاومة قدمت تضحيات كبيرة بينها 85 «شهيدا» و425 جريحا منهم 300 إصابتهم بالغة، وبينهم 12 جريحا بحاجة للسفر والعلاج بالخارج بصورة عاجلة، مطالبًا قوات التحالف والحكومة والشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس هادي بالاعتناء بشهداء البيضاء وسرعة معالجة وتسفير الجرحى وتقديم الإغاثة الإنسانية للمحافظة، التي تعيش أوضاعا إنسانية صعبة وسط حصار خانق تنشه الميليشيات على سكان البيضاء.
وفي عدن، تواصل الشرطة وإدارة البحث الجنائي بمحافظة عدن تحركاتها وعملها الذي يشهد تحسنًا ملحوظًا يومًا بعد يوم منذ تولي العميد شلال علي شائع هادي مسؤولية الأمن. وفي غضون ذلك أوضحت مصادر محلية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن استعادة إدارة البحث الجنائي معاودة نشاطها بعد توقف لما يقارب العام وتركها لمهامها، حيث شرعت مجددًا مع تعين العميد شلال شائع قائدًا لشرطة عدن حيث يعد البحث الجنائي أداة متابعة وفصل في الكثير من الجرائم والاختلالات الأمنية بالمدينة.
وقال مصدر رفيع في إدارة البحث الجنائي بعدن إن إدارة البحث شرعت بتشكيل غرفة عمليات لها من جديد وبدأت تعمل بكل جهد، وسط عودة جميع ضباطها المسرحين للعمل، مؤكدًا أن الأمور تسير بصورة طبيعية والوضع الأمني متحسن جدًا وبصورة متسارعة، موضحًا رصد أكثر من 63 عملية قتل وجريمة جنائية، منها أكثر من 50 جريمة قيدت ضد مجهولين منذ مارس (آذار) 2015 وحتى ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي، حيث بدأ ضباط البحث التحقيق فيها ومتابعة حيثياتها بجهد مضن ومتواصل.
وتشهد عدن أوضاعا أمنية مستقرة، حيث شوهدت عشرات السيارات التابعة للأمن وجنود الشرطة ينتشرون في جميع مناطق العاصمة عدن وفي مداخل ومخارج العاصمة المؤقتة، وأمام المؤسسات والمرافق الحكومية وسط تراجع كبير لانتشار السلاح في المدن وأحياء عدن واختفاء حمل السلاح واستبدال كثير من نقاط كانت تمسكها المقاومة وحلت محلها قوات الشرطة، ويعد ذلك مؤشرا إيجابيا لاستعادة النظام والقانون لعدن مدينة السلام والثقافة والمدنية.
وكانت المقاومة الجنوبية وشرطة خور مكسر بعدن تمكنت أول من أمس من القبض على 4 متهمين بسرقة 48 مليونا، هي مرتبات الموظفين في التربية والمعهد المهني بعدن، حيث تم تسليمهم للحجز في البحث الجنائي واستعادة كامل الأموال المنهوبة، بحسب ما صرح به العقيد ناصر عباد قائد شرطة خور مكسر وسط عدن إلى جانب القبض على مرتكبي جرائم قتل وسرقة بعد ساعات من فعلهم للجريمة وذلك بفضل تفعيل إدارة البحث الجنائي وعودة ضباط التحقيق والتحريات المؤهلين للعمل بعد تسريحهم من قبل النظام السابق.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.