العوامل الجيوسياسية تلقي بظلالها على سوق النفط العالمية

وسط أسئلة حول مدى متانة النمو الاقتصادي الدولي

دول الخليج ستبقى بقيادة السعودية الأكثر إنتاجا للنفط عالميا حتى 2040 («الشرق الأوسط»)
دول الخليج ستبقى بقيادة السعودية الأكثر إنتاجا للنفط عالميا حتى 2040 («الشرق الأوسط»)
TT

العوامل الجيوسياسية تلقي بظلالها على سوق النفط العالمية

دول الخليج ستبقى بقيادة السعودية الأكثر إنتاجا للنفط عالميا حتى 2040 («الشرق الأوسط»)
دول الخليج ستبقى بقيادة السعودية الأكثر إنتاجا للنفط عالميا حتى 2040 («الشرق الأوسط»)

توقع خبراء أسواق النفط أن يستمر سقف الأسعار عند مستويات 110 دولارات للبرميل مرجعين ذلك إلى أن مجريات الأحداث السياسية تأخذ مسار التهدئة وليس التصعيد الذي يفتح المجال أمام المضاربين في السوق.
وقال الدكتور راشد أبانمي رئيس مركز السياسات البترولية والتوقعات الاستراتيجية لـ«الشرق الأوسط» بأن أهم الأسباب التي تؤدي إلى صعود أسعار النفط الأحداث المفاجئة التي يستغلها المضاربين ويبرز دورهم في التأثير على الأسعار باعتبار أن العرض والطلب على النفط بالعقود الآجلة، مشيرا إلى أن استقرار الأسواق في الفترة الحالية يعود إلى أن الأحداث السياسية سواء الواقعة في المنطقة العربية أو في أوكرانيا لم تكن بشكل مفاجئ وهي سلسلة متواصلة من الأزمات في العالم وجميعها يميل إلى التهدئة لذا لن يكون لها رد فعل عنيف على الأسواق ولم تمنح المضاربين فرصة لاستغلال السوق ورفع الأسعار مما نتج عنه الاستقرار في مستويات الأسعار خلال الفترة الحالية، لافتا إلى أن العامل الأهم في الحكم على أسعار النفط أن يخضع لعامل العرض والطلب الناتج عن نمو الطلب على الطاقة والذي يميل إلى الاستقرار والانخفاض التدريجي خلال الفترة المقبلة، حيث يقل الطلب على الطاقة مع انتهاء فصل الشتاء خاصة في أوروبا وأميركا.
وتوقع أبانمي أن يستمر سقف الأسعار ما بين 90 إلى 110 دولارات للبرميل خلال الفترة المقبلة إلا أن يكون هناك حدث يؤثر في منابع النفط فإن المعادلة سوف تختلف وسوف نشهد تصاعدا كبيرا في الأسعار باعتبار أن سوق النقط تتأثر بالأحداث المفاجئة بشكل واضح.
من جانبه قال معتصم الأحمد المحلل الاقتصادي بأن قدرة الدول المنتجة على تلبية الطلب العالمي على النفط منحت الأسواق نوعا من الهدوء، مشيرا إلى الفترة الماضية شهدت نموا في الطلب على الوقود مع انخفاض درجات الحرارة وزيادة الطلب على وقود التدفئة في الولايات المتحدة الأميركية إلا أن الأسعار ظلت مستقرة عند مستويات 100 دولار للبرميل.
وأشار إلى أن الدول المنتجة تراهن في الوقت الحالي على النمو الاقتصادي في دول الشرق الأقصى الذي يمثل العامل المحرك للاقتصاد العالمي وذلك نتيجة طبيعة لما تشهده تلك الدول من قيام صناعة عملاقة يفرض عليها استخدام كميات كبيرة من الطاقة الأمر الذي سوف يعوض الركود الاقتصادي من الدول الغربية.
ويقدر حجم استهلاك العالم من النفط بـ40 مليون برميل يوميا، يمثل الوقود الأحفوري ما نسبته 80 في المائة من الاستهلاك العالمي، إلى جانب العوامل التي تزيد الاستهلاك العالمي مثل زيادة السكان والحركة الاقتصادية.
وتشير تقارير اقتصادية إلى أن ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات عالية لا يخدم مصلحة الدول المنتجة فيما لا يخدم انخفاضها إلى مستويات منخفضة جدا خططها التنموية لتطوير الصناعة وزيادة الاكتشافات النفطية.
وكانت أسعار النفط ارتفعت في الآونة الأخيرة بسبب التوترات التي شهدتها مصر والمخاوف من أن تمتد إلى قناة السويس أو تؤثر في حركة الإمدادات عبر القناة وقبل أن تهدأ المخاوف بشأن مصر اندلعت المخاوف بشأن عزم الولايات المتحدة وحلفائها شن ضربة عسكرية ضد مواقع سورية. تجدر الإشارة إلى أن الدول المنتجة وعلى رأسها السعودية تمتلك طاقة فائضة بمقدار 2.5 مليون برميل يوميا، فضلا عن مخزون احتياطي يبلغ 80 مليون برميل.



بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».