رئيس برلمان طرابلس يكشف عن اجتماع سري مع رئيس مجلس النواب بسلطنة عمان

السراج يتعهد في أول خطاب رسمي بمكافحة الإرهاب

سالم فيتوري المسؤول في المؤسسة الوطنية للنفط يلقي كلمة في افتتاح المؤسسة المماثلة لمؤسسة طرابلس في بنغازي أول من أمس (أ.ف.ب)
سالم فيتوري المسؤول في المؤسسة الوطنية للنفط يلقي كلمة في افتتاح المؤسسة المماثلة لمؤسسة طرابلس في بنغازي أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

رئيس برلمان طرابلس يكشف عن اجتماع سري مع رئيس مجلس النواب بسلطنة عمان

سالم فيتوري المسؤول في المؤسسة الوطنية للنفط يلقي كلمة في افتتاح المؤسسة المماثلة لمؤسسة طرابلس في بنغازي أول من أمس (أ.ف.ب)
سالم فيتوري المسؤول في المؤسسة الوطنية للنفط يلقي كلمة في افتتاح المؤسسة المماثلة لمؤسسة طرابلس في بنغازي أول من أمس (أ.ف.ب)

كشف أمس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته في ليبيا، النقاب عن اجتماع سري تم في سلطنة عمان خلال اليومين الماضيين، بين رئيسه نوري أبو سهمين، والمستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي مقرا له.
ويعتبر هذا هو ثاني لقاء من نوعه بين رئيسي البرلمان الحالي والسابق، اللذين يتصارعان على السلطة في ليبيا منذ نحو عامين، علما بأنهما اجتمعا قبل نحو أسبوعين في مالطة للمرة الأولى.
ويعارض الرئيسان الاتفاق الذي وقعه ممثلون عن الطرفين برعاية بعثة الأمم المتحدة في منتجع الصخيرات بالمغرب مؤخرا، حيث ينص الاتفاق الذي أيده مجلس الأمن والمجتمع الدولي على تشكيل حكومة وفاق وطني وفترة انتقالية لمدة عامين.
وقال بيان نشره المؤتمر الوطني الموجود في العاصمة طرابلس، إن أبو سهمين التقى بأعضاء البرلمان بمقره في طرابلس حيث أطلعهم على «نتائج لقائه برئيس مجلس النواب عقيلة صالح الذي جرى بسلطنة عمان وآخر المستجدات في ملف الحوار الليبي».
وكان أبو سهمين قد اعتبر في كلمة ألقاها مساء أول من أمس، في الاحتفال الرسمي الذي جرى بالعاصمة طرابلس بمناسبة حلول الذكرى الرابعة والستين لاستقلال ليبيا، أن الخيار ليس في بقاء المؤتمر الوطني ولا مجلس النواب ولا في بقاء أجسام تشريعية أو تنفيذية إنما البقاء الأمثل والخيار الأوحد في بقاء الوطن.
وفي تأكيد جديد على رفضه مقترحات بعثة الأمم المتحدة لتشكيل حكومة وفاق وطني جديدة برئاسة فائز السراج عضو مجلس النواب عن طرابلس، قال أبو سهمين «لسنا في موقف أن تملى علينا إملاءات أو تفرض علينا حكومات، الخيار لنا ومفاتيح الحل في أيدينا جميعا نحن الليبيين».
وتابع: «أكدنا لمبعوث الأمم المتحدة سواء الأول أو الذي جاء بعده أن من يملك الخيار ومن يملك التوافق هم الليبيون وحدهم إذا اجتمع الليبيون على كلمة سواء أو على حكومة توافق أو وفاق، فليبيا للجميع ومن يحضن الجميع هو الذي نتمسك بشرعيته ومشروعيته، أما إذا توافقت مصالح دول إقليمية ودول كبرى وأشخاص لهم مصالح ومآرب ومكاسب فاتفاقهم على الليبيين لن نرضى به».
وفي غزل سياسي واضح للتيارات والميليشيات المتشددة التي تسيطر على العاصمة طرابلس بقوة السلاح منذ العام الماضي، تساءل: «هل من عاقل يختلف مع أن الشريعة الإسلامية مصدر للتشريع وكل ما يخالفها يعد باطلا؟».
وأضاف: «ولا مانع لدينا أبدا أن يكون الحوار تحت مظلة الأمم المتحدة؛ ولكن كما نصت عليه قرارات مجلس الأمن وقرارات الأمم المتحدة بأن دور بعثة الأمم المتحدة دور فني لوجستي تيسيري لتيسير اللقاء بين الأطراف الليبية؛ ولكن إذا أرادوا غير ذلك فعليهم أن يغيروا قراراتهم.. عليهم أن يقولوا إنهم ساعون لتعيين أو تشكيل حكومة وصاية أو حكومة انتداب أو تعيين حاكم عسكري».
في المقابل، أكد فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني المقترحة من بعثة الأمم المتحدة، أن حكومته عازمة على مواجهة الجماعات الإرهابية والمتطرفة التي تسعى لتقويض وحدة ليبيا وسلامة أراضيها وتستهدف أرواح مواطنيها وأمنهم واستقرارهم، سواء في بنغازي أو سرت أو درنة أو غيرها من المناطق المهددة.
لكن السراج تجاهل في كلمته توضيح ما إذا كانت حكومته ستنتقل لممارسة عملها من العاصمة طرابلس الخاضعة لهيمنة ميليشيات فجر ليبيا المتشددة منذ العام الماضي بقوة السلاح أم لا، كما لم يحدد موعد الإعلان عن التشكيل الكامل لحكومته أو طريقة تسلمها لسلطة من الحكومتين الحالية والسابقة في البيضاء وطرابلس.
وقال السراج في كلمة متلفزة ألقاها مساء أول من أمس، بمناسبة عيد الاستقلال وتعتبر أول خطاب رسمي له، إن مهمة التصدي لهذا الخطر الداهم هي مسؤولية الليبيين جميعا وعلى رأسهم الحكومة.
ولفت إلى أنه سيسعى للاستفادة من الزخم الدولي الداعم لليبيا وتوظيفه. وقال السراج الذي كان يتحدث من خارج ليبيا مخاطبا مواطنيه: «نواجه تحديات كبيرة، رصيدنا الأساسي ليس عصا سحرية؛ ولكنه دعمكم وتأييدكم لنا».
واعتبر أن أول هذه التحديات التي ستتعامل معها حكومته سيكون الملف الأمني وفوضى انتشار السلاح الذي يتعارض مع مفهوم احتكار الدولة لاستخدام القوة، ورأى أن ملف المصالحة الوطنية يتطلب بذل الجهود وتكثيف المساعي من الجميع لإصلاح ذات البين ورأبِ الصدع وصولا لإنهاء الأزمات الإنسانية.
وحول توليه مهام منصبه، قال: «نؤكد على إيماننا بأن المسؤولية العامة تكليف لا تشريف، وأن الكفاءة والقدرة على الإنجاز هي معيارنا الأساسي في الاختيار والتعيين، مراعين تحقيق الشمول والتوازن الجغرافي بما يحقق مصالح المواطنين، بعيدا عن المركزية المقيتة والتهميش».



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.