إيران تنقل وحدات من الحرس الثوري إلى العراق بعد تصاعد الخلاف مع روسيا في سوريا

مصدر عراقي قال إن نشر قوات أميركية خاصة أنهى وجود التحالف الروسي الرباعي

إيران تنقل وحدات من الحرس الثوري إلى العراق بعد تصاعد الخلاف مع روسيا في سوريا
TT

إيران تنقل وحدات من الحرس الثوري إلى العراق بعد تصاعد الخلاف مع روسيا في سوريا

إيران تنقل وحدات من الحرس الثوري إلى العراق بعد تصاعد الخلاف مع روسيا في سوريا

كشف سياسي عراقي بارز أن إيران قامت بسحب وحدات من قوات الحرس الثوري الموجودة في سوريا إلى العراق، بعد تفاقم الخلاف مع الجانب الروسي الذي بات يسيطر على مجريات الأمور هناك.
وقال السياسي المطلع في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، طالبا عدم الإشارة إلى اسمه أو موقعه، إن روسيا تريد أن تكون الساحة السورية لها وحدها، وإن إيران باتت تشعر بالتراجع في سوريا، «لذلك فإنها سوف ترمي ثقلها في العراق من خلال سحب أعداد كبيرة من حرسها الثوري إلى هنا (في العراق)». السياسي العراقي أشار أيضا إلى إنه «بعد مقتل سمير القنطار من قبل إسرائيل، تكشفت أمور كثيرة، خاصة على صعيد العلاقة الروسية - الإيرانية، وتأكد أن مصلحة إسرائيل أهم بالنسبة لروسيا من إيران وسوريا، وهو ما بات ينعكس على التحالف الرباعي الذي أنشئ أخيرا بين الدول الأربع». وأضاف المصدر العراقي أن «إيران باتت تشعر بالتحجيم من قبل روسيا، لا سيما في سوريا، وإنها (أي روسيا) تريد أن تكون هي الحلف.. وإيران تابعا وليس شريكا، حتى على صعيد المفاوضات مع الأميركيين وغيرهم فإن روسيا هي من تفاوض باسم التحالف».
ويبدو أن الصراع الخفي بين موسكو وطهران في سوريا أخذ يظهر إلى العلن شيئا فشيئا. وقلّص الدور العسكري الروسي النفوذ الإيراني إلى حد كبير وجعله ثانويا. وقد ظهر ذلك جليا بعد تقليص الدور السياسي لطهران في كل المفاوضات السياسية التي تبحث أفق حلّ الأزمة السورية، لا سيما ما يتعلّق بمصير الرئيس السوري بشار الأسد.
وكشف السياسي العراقي لـ«الشرق الأوسط» أن «موافقة رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي على دخول قوات خاصة أميركية وصمت الأطراف الرئيسية في الحشد الشعبي والفصائل المسلحة لا سيما تلك الأكثر ارتباطا في إيران إنما هو بمثابة نهاية للتحالف الرباعي»، الذي تم الإعلان عنه قبل شهور بقيادة روسيا ومشاركة العراق وسوريا وإيران. وقال السياسي المطلع إن «القوات الخاصة التي أدخلت إلى العراق أو التي سوف تدخل مستقبلا إنما تشبه تلك القوات التي قامت بقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان، ومن المؤمل أن تتولى مهام أساسية على صعيد الحرب على الإرهاب».
وكان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة أعلن أول من أمس الأربعاء موافقة العراق على نشر قوات أميركية خاصة لقطع إمدادات «داعش» المقبلة من سوريا.
وقال الناطق باسم التحالف ستيف وارن، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة وسط بغداد، إن «رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي وافق على نشر قوات خاصة أميركية في العراق». وأضاف أن «الهدف من نشر هذه القوات قطع إمدادات داعش بين العراق وسوريا»، مبينًا أن «القوات ستنفذ مهمات سرية، بالتنسيق مع الحكومة العراقية وسنعمل في الظل». مكتب الإعلامي وعلى لسان المتحدث باسمه أعلن من جانبه أن «الدستور العراقي خوّل القائد العام للقوات المسلحة اتخاذ كل القرارات بهدف الحفاظ على الأمن بما فيها الاستعانة بالدعم الدولي بشرط التنسيق مع الحكومة واحترام السيادة».
وبينما نفى المتحدث باسم المكتب نشر قوات برية فإن القوات الخاصة ذات المهام القتالية سوف تنشر على الأرجح عند الحدود العراقية - السورية بهدف قطع إمدادات تنظيم داعش. وبالعودة إلى السياسي العراقي المطلع فإن «تعزيز الوجود الأميركي في العراق وبدء التعامل الجدي من قبل واشنطن حيال طلبات رئيس الوزراء العراقي والاستعجال بتلبيتها تأتي من أجل تقوية موقف العبادي ليس حيال تنظيم داعش الذي بات القضاء عليه هدفا مشتركا للعراق والولايات المتحدة، بل من أجل تقوية موقف العبادي حيال خصومه داخل التحالف الوطني (الشيعي) وبالذات رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي لا يزال يسعى للتشبث بإيران لتقويض جهود العبادي».
وردا على سؤال بشأن صمت الفصائل المسلحة، لا سيما الأكثر ارتباطا في إيران عن إعلان واشنطن إدخال قوات خاصة إلى العراق، وهي الاسم الحركي للقوات البرية، بصرف النظر عن عددها، قال السياسي العراقي إن «الجميع ينتظر الآن القائمة التي من المؤمل أن تصدر منتصف الشهر المقبل، والتي تضم العشرات من الجهات والفصائل المدرجة على قائمة مكافحة الإرهاب ومن بينها عدة فصائل عراقية، ولذلك لم يعد من مصلحة أحد التصعيد حيال هذه القضية»، موضحا أن «قائمة مكافحة الإرهاب جرى الاتفاق عليها مخابراتيا بين الأردن وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية، حيث أرسلت القائمة الآن إلى موسكو لوضع اللمسات الأخيرة عليها، حيث يشمل من يدرج اسمه في هذه القائمة من جماعات وفصائل مسلحة وشخصيات بمجموعة من الإجراءات، مثل منع السفر وتجميد الأموال أو حتى تنفيذ عمليات قتل من دون الرجوع إلى الدولة التي يوجد فيها هؤلاء».
وحول العلاقة بين تفعيل أميركا وجودها في العراق والتحالف الرباعي الذي تقوده روسيا قال السياسي العراقي إن «هذا التحالف انتهى من الناحية العملية، حتى إن غرفة العمليات التي وضعت له لم تعد تشهد اجتماعات مثلما كان عليه الأمر أول إنشاء هذا التحالف، حيث كانت الاجتماعات شبه يومية ومن ثم تحولت إلى نصف شهرية والآن شهرية حيث لم يعد له سوى حضور إعلامي فقط».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.