مجزرة جديدة للطيران الروسي ضحيتها عشرات المدنيين في جسر الشغور وريف حماه

«قوات سوريا الديمقراطية» تتقدم في ريف كوباني

مجزرة جديدة للطيران الروسي ضحيتها عشرات المدنيين في جسر الشغور وريف حماه
TT

مجزرة جديدة للطيران الروسي ضحيتها عشرات المدنيين في جسر الشغور وريف حماه

مجزرة جديدة للطيران الروسي ضحيتها عشرات المدنيين في جسر الشغور وريف حماه

حققت ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» تقدمًا في ريف عين العرب (كوباني) الجنوبي في شمال سوريا، غداة إعلانها معركة تحرير تلك المنطقة من مقاتلي تنظيم داعش. وفي هذه الأثناء نفذ الطيران الحربي الروسي عشرات الغارات على مواقع سيطرة المعارضة السورية المعتدلة، وقصف مدينة جسر الشغور في ريف محافظة إدلب، وبلدات عدة في ريفي محافظتي حماه الشمالي والغربي حاصدًا عشرات الضحايا المدنيين معظمهم من الأطفال.
أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية»، وهي ميليشيا تمثل تحالفًا من فصائل كردية وعربية على رأسها ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية، في بيان لها عن «بدء معركة تحرير الريف الجنوبي لبلدة عين العرب الحدودية، بشمال شرقي حلب، التي ستستمر حتى تحرير كل المناطق المحتلة من الريف الجنوبي لعين العرب من قبل تنظيم داعش الإرهابي وإعادة الأمن والاستقرار إليها». وقال المتحدث باسم «قوات سوريا الديمقراطية»، العقيد طلال سلو، لوكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب) إن المعركة حاليًا هي لتحرير جنوب مدينة صرين في ريف عين العرب الجنوبي، وصولا إلى سد تشرين على الضفة الشرقية لنهر الفرات، الذي يولد الكهرباء لمنطقة واسعة في محافظة حلب. وأوضح سلو أن «قوات سوريا الديمقراطية» تقدمت ثمانية كيلومترات جنوبا لتصبح على بعد 12 كيلومترا من السد، «بفضل غطاء جوي يوفره الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن».
في غضون ذلك، واصل سلاح الجو الروسي قصفه أحياء يقطنها مدنيون في مناطق سيطرة قوات المعارضة بشمال سوريا، حيث نفذ الطيران الحربي الروسي غارات على مدينة جسر الشغور الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف إدلب، أدت إلى مقتل أربعة مدنيين وإصابة آخرين بجروح مختلفة. وقال الناشط محمد خضر عضو «مركز جسر الشغور الإعلامي»، إن «الطيران الروسي شن ثلاث غارات على المدينة، طالت منازل سكنية ومدرسة ومسجدا وسطها، مما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين وإصابة ما لا يقل عن 11 آخرين بجروح مختلفة، نقلوا على إثرها إلى المشافي الميدانية»، مشيرًا إلى أن «الغارات تسببت أيضًا، بدمار هائل في المناطق المستهدفة، حيث دمرت ثلاث أبنية سكنية بشكل شبه كامل، بالإضافة إلى دمار مدرسة زكريا أكتع ومسجد التركمان».
وفي قرية المصاصنة الخاضعة لسيطرة القوات النظامية في ريف حماه الشمالي، اندلعت اشتباكات ليل أول من أمس (الأربعاء)، إثر محاولة فصائل المعارضة التقدم والسيطرة عليها. وأفاد «مكتب أخبار سوريا» بأن عناصر المعارضة «استهدفوا بصاروخ من طراز (تاو) دبابة نظامية، مما أدى إلى تدميرها ومقتل طاقمها، إضافة إلى مقتل عنصرين نظاميين، في حين جرح مقاتلان من المعارضة خلال الاشتباكات».
وأوضح «مكتب أخبار سوريا»، أن الاشتباكات «تزامنت مع أكثر من 15 غارة شنها الطيران الروسي على مدينتي مورك وكفرزيتا وبلدتي اللطامنة وكفر نبودة وقرية معركبة في ريف حماه الشمالي، وعلى قرية الديرونة في منطقة جبل شحشبو بريف حماه الغربي، مما أدى لمقتل شخص فيها، إضافة إلى أضرار مادية في بقية المناطق المستهدفة».
وفي سياق متصل بالوضع الميداني، بدأ أمس عشرات السوريين والعائلات الخروج من حي الوعر في مدينة حمص، من دون التعرّض لهم من قبل قوات النظام. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن خروج المواطنين والعائلات تحقق عن طريق دوار المهندسين، بعد تسجيل أسمائهم قبل 24 ساعة، حيث يغادرون الحي، بشرط عدم التعرض لهم من قبل قوات النظام تحت أي ذريعة كانت. وأشار «المرصد» إلى أن هذه الخطوة «تأتي ضمن اتفاق حي الوعر الذي اتخذت بموجبه عدة خطوات شملت إدخال مساعدات غذائية وإنسانية إلى الحي، ونقل 750 شخصًا فجر التاسع من الشهر الحالي، من الحي إلى ريفي حماه وإدلب من ضمنهم مجموعة من جبهة النصرة، ونحو 80 مقاتلاً مقربًا من تنظيم داعش، ونحو 40 مصابًا، ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، ونحو 210 أطفال نصفهم دون سن السادسة، و80 مواطنًا ممن رفضوا الاتفاق في الحي».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.