الأجهزة الأمنية الأردنية تفرج عن نجل أبو قتادة بعد توقيفه 20 يومًا

لعدم توفر أدلة ضده

الأجهزة الأمنية الأردنية تفرج عن نجل أبو قتادة بعد توقيفه 20 يومًا
TT

الأجهزة الأمنية الأردنية تفرج عن نجل أبو قتادة بعد توقيفه 20 يومًا

الأجهزة الأمنية الأردنية تفرج عن نجل أبو قتادة بعد توقيفه 20 يومًا

أفرجت الأجهزة الأمنية عن قتادة عمر عثمان محمود، نجل الداعية المتشدد «أبو قتادة الفلسطيني»، بعد اعتقال دام 20 يوما في سجن المخابرات العامة بالجندويل.
وقال مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن الأجهزة الأمنية استدعت «أبو قتادة» في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، ليعود إلى منزله برفقة نجله قتادة (23 عاما) بعد أن تم توقيفه في سجن دائرة المخابرات العامة لمدة 20 يوما. وقال أبو قتادة في تصريح صحافي، أمس الأربعاء، إن الأجهزة الأمنية أفرجت عن نجله بعد نحو ثلاثة أسابيع من اعتقاله، نافيا الإفراج عنه بكفالة، ولم يعط المزيد من التفاصيل.
من جانبه، أفاد مصدر قضائي بأن الأجهزة الأمنية حققت مع قتادة عن نشر بعض الخطب الدينية، وقامت بفحص أجهزة الحاسوب واللابتوب والهاتف النقال، ولم تتوصل إلى أية أدلة تدين قتادة. وعلى أثر ذلك أفرجت الأجهزة الأمنية عنه بضمان مكان إقامته دون أية كفالات أو تعهدات. وأضاف المصدر أن اعتقال قتادة جاء على خلفية حملة اعتقالات تقوم بها الأجهزة الأمنية في صفوف بعض النشطاء في تيارات متطرفة، إضافة إلى أن بعض الشكوك كانت تحول حول قتادة بالترويح للجماعات الإرهابية، إلا أنها لم توجه أية تهمة رسمية بحقه.
وكان «أبو قتادة» نفى، في وقت سابق، ما ذكره أحد المحامين بأن «محكمة أمن الدولة وجهت تهمة الترويج لجماعات إرهابية لقتادة». كما قال في يوم اعتقال نجله إن «أشخاصًا مدنيين عرفوا عن أنفسهم بأنهم من (أمن الدولة) يرافقهم شرطيان»، قدموا إلى بيت ولده الذي يسكن في العمارة نفسها التي يسكن فيها، وفتشوا البيت، وأخذوا هاتفًا لوالدته كان يحمله معه، بالإضافة إلى لابتوب وآيباد ودفتر وكاميرتين.
وكان قتادة طالبا في كلية الهندسة في الجامعة الأردنية، ومن ثم تحول لدراسة علوم الشريعة الإسلامية في الجامعة ذاتها، وهو الابن البكر لوالده الذي كان ملاحقا من القضاء نحو 20 عاما إلى أن تم تسليمه ضمن مذكرة تفاهم بين الحكومتين الأردنية والبريطانية إلى الأردن، حيث جرت محاكمته وحصل على البراءة في 24 سبتمبر (أيلول) العام الماضي من تهمتي التخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية ضد سياح أثناء احتفالات الألفية في الأردن في 2000، والتآمر للقيام بعمل إرهابي ضد المدرسة الأميركية في عمان في نهاية 1998 وذلك «لنقص الأدلة».
على صعيد آخر، قال محامي «التنظيمات الإسلامية» موسى العبد اللات إن الأجهزة الأمنية تقوم بحملة اعتقال في صفوف تيارات متشددة، حيث اعتقلت سبعة في مدينة إربد والزرقاء والرصيفة وعمان، مشيرا إلى أنه صدر أمس مذكرة من المدعي العام لمحكمة أمن الدولة بالبحث والتفتيش عن أبو محمد الطحاوي المتواري عن الأنظار. وأضاف العبد اللات أن هذه الاعتقالات تأتي في إطار محاربة الإرهاب، موضحا أنه يوجد حاليا أكثر من 300 بين موقوف ومحكوم أو ممن وجهت لهم تهم الترويج لتنظيم داعش.
ويشار إلى أن السلطات الأردنية تقوم، بعد اندلاع الأزمة السورية، بالتشديد على التنظيمات المتطرفة، وعلى استخدام شبكة الإنترنت في سعيها للحد من الترويج للفكر المتطرف أو الالتحاق أو محاولة الالتحاق بأي جماعة مسلحة أو تنظيمات إرهابية أو تجنيد أو محاولة تجنيد أشخاص للالتحاق بها، وتدريبهم لهذه الغاية سواء داخل المملكة أو خارجها، وفق قانون مكافحة الإرهاب.
كما صنفت تعديلات القانون في الأردن «استخدام نظام المعلومات أو الشبكة المعلوماتية أو أي وسيلة نشر أو إعلام أو إنشاء موقع إلكتروني لتسهيل القيام بأعمال إرهابية أو دعم لجماعات أو تنظيم أو جمعية تقوم بأعمال إرهابية أو الترويج لأفكارها أو تمويلها» عملا إرهابيا.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.