الفنون الحرفية تبلغ قمة الإبداع في صناعة الساعات الفاخرة

بين «شانيل» و«هيرميس» و«كارتييه» و«فاشيرون كونستانتان».. تسابق محموم للابتكار يصب في مصلحة النخبة

TT

الفنون الحرفية تبلغ قمة الإبداع في صناعة الساعات الفاخرة

العلاقة بين صانعي الساعات ومبدعي التحف الفنية ليس ظاهرة جديدة، فكتب التاريخ تعيدها إلى الثورة البروتستانتية التقشفية التي دعت إلى الاهتمام بالتوجهات العملية النفعية ونهت عن البهرجة والزخرفات، ما دفع الصاغة إلى الانصراف إلى صناعة حِرفيّة بديلة كانت صناعة الساعات.
وسرعان ما ازدهرت صناعة الساعات في وديان غرب سويسرا، داخل شواغل عائلية صغيرة في بداية الأمر، بينما تفنن الحرفيون في باريس، عبر العقود في تصنيع الحلي والجواهر النفيسة، وأبدع الفنانون في إنتاج منحوتات ونقوش فنية زيّنت القصور الملكية وتسابق على اقتنائها وإهدائها كبار الأثرياء.
وشيئًا فشيئًا، التقت تقنية صناعة الساعات مع صياغة الذهب والفضة والبلاتين، ومهارات النحت والنقش والرسم والتلبيس الفني، ووجدت لها سوقا بين صفوة الذواقة ومتطلبي الأفضل. وهكذا وسّعت بعض دور صياغة الذهب والمعادن النفيسة والترصيع بالجواهر نطاق اهتماماتها، فأخذت تصنع سلعًا كمالية أخرى، واقتحم بعضها مجال صناعة الساعات. وفي المقابل، أثّر النحاتون والنقاشون والملبّسون ليس في أوروبا فحسب، بل في كل أنحاء العالم، على تنمية الذوق العام مع انتشار التفاعل وتزايد السفر والاختلاط بين الشعوب.
وفي ضوء هذا الواقع، امتزجت الاتجاهات الحرفية الثلاثة، وأخذت تظهر ساعات هي في الواقع تحف فنية، تجاوزت الساعات الجدارية أو التي توضع على الطاولات والأرفف، لتشمل ساعات اليد الفاخرة. ومن أجل التفرّد والتميّز، سعى مصمّمو دور صناعة الساعات الفاخرة وراء الأجمل والأكثر إثارة، وانطلقوا لاستكشاف كل ما يبهر من النقوش وتقنيات النحت والتلبيس والطلاء في كل مكان أمكنهم الوصول إليه. وهذا العام قدمت أربع دور من أشهر دور الساعات الفاخرة أرقى ما بلغه طموح مصمّميها وحرفيّيها في هذا المجال، وهي «شانيل» و«هيرميس» و«كارتييه» و«فاشيرون كونستانتان».
في دار «شانيل» نلاحظ أن قسم الساعات يعود باستمرار إلى رمز من رموز الدار أو رسم ما من شقة كوكو شانيل يُنحت خصوصا على ميناء ساعة من ساعاتها التي تنتمي إلى «ميتييه دار». هذا العام، عاد إلى عشق كوكو شانيل للبارافانات الخشبية الصينية التي تزيّن أرجاء مسكنها ومشغلها وتمنحها خصوصية. ومع أن شانيل لم تزر أبدًا الشرق الأقصى، فإنه ظهر في كثير من تصاميمها، وكان يزين شقتها الخاصة من خلال رسومات على الجدران أو قطع أثاث مكسوة بالطلاء الأسود أو إكسسوارات على شكل صور مراوح يدويّة وطيور ومناظر طبيعية وغيرها.
هذا العام تمثل أشجار الكاميليا والطيور الغريبة (المأخوذة صورها من البرافانات أيضًا) أساس مجموعة «مدموزيل بريفيه». وعلى الرغم من اعتماد دار «شانيل» دائمًا على التراث وقصص مؤسستها، يتوق نيكولا بو، مدير قسم الساعات في الدار، لتأويلها بشكل عصري من خلال أساليب وتقنيات جديدة. وفي تصريح له أوضح بو قائلا: «مع ساعات (ميتييه دار مدموزيل بريفيه)، يصبح الميناء محور تطبيق التجديدات»، مضيفا أن العمل مع فنانين كبار يساعد على هذا التطوير. هذا العام أخذت هذه العملية بعدا ثلاثيا في نقوش نحتية جد مبتكرة.
ويعد النقش النحتي أو المحفور - «الغليمتيك» - الذي يُعرف أيضًا باسم نحت الجواهر، واحدا من أرقى فنون الزخرفة التي عرفتها حضارات مصر القديمة واليونان والرومان. وغني عن القول إنه يحتاج إلى مهارات عالية لإنجازه والحفاظ على القيمة العالية للأحجار الكريمة المستخدمة فيه، علما بأن الغاية من هذه الأحجار الكريمة المنحوتة، استخدامها كأختام أسطوانية الشكل، تمثل شكلاً بدائيًا للحروف، وكان المتلقي يفك رموزها (أو شيفرتها) بدحرجتها على طين رطب. وبما يخص الساعات، فإن صنع ميناء بأبعاد نحتية ثلاثية الأبعاد (نافرة أو غائرة) ينطوي على تحدّيات تقنية كبرى، إذ لا بد أن يكون الميناء رقيقًا، وأن يكون بمقدور عقارب الساعة الدوران، لهذا كان لا بد من تطوير أدوات جديدة بالغة الدقة والصغر من أجل قطع أحجار المرجان والفيروز واللعل (العقيق الأحمر) واللازورد، التي تشكل صور الطيور. ومن ثم يصار إلى تركيب القطع معا بعد ذلك بطريقة الفسيفساء من أجل رسم صور الطيور على الغصون الذهبية.
دار «هيرميس» هي الأخرى توجهت إلى آسيا، وتحديدا اليابان، من خلال سباق خيول «كوما كورابيه» السنوي. فقد كانت الحشود تتقاطر من كل أنحاء اليابان على معبد «كاميغامو» في مدينة كيوتو، العاصمة القديمة للبلاد، من أجل مشاهدة فرسان في غمار سباق يرتدون الملابس التقليدية ويستخدمون السياط في حلبة السباق.
عندما بوشر بتنظيم هذا السباق العريق عام 1039م، كان يُعتقد أن الخيول تتمتع بقوى روحية خاصة، وكان مشاهدو السباق يكثرون الدعاء من أجل السلام والرخاء. اليوم ما زالت عادة تقديم عَلم أبيض - كان يعتقد يومًا ما على أنه مقدّس - دارجة إلى الفريق الفائز. وبفضل بوزان فوكوشيما، الفنان الياباني المبدع، جرى تصوير السباق الشهير على ميناء ساعة «سليم دي هيرميس كوما كورابيه» التي طرحتها الدار الفرنسية في معرض «بازل وورلد» هذا العام.
يعد فوكوشيما أحد أبرز الفنانين المتخصصين في فن الـ«الآكا إيه» (الرسم بالأحمر) الياباني، الذي وصل إلى أوج شهرته في القرن التاسع عشر الميلادي. وتتسم ضربات فرشاة الفنان السبعيني، باللون الأحمر بتفاوت عمقه وتدرجاته الدقيقة، ومن ثم يغطي ما يرسمه بطبقة رقيقة من الذهب.
وكان فيليب ديلوتال، مدير الابتكار في «لا مونتر هيرميس» (قسم الساعات في دار هيرميس) يستكشف في عام 2014 محافظة إيشيكاوا الشهيرة بحرفها اليدوية، وقاده بحثه عن فنون جديدة إلى العثور على مشغل فوكوشيما. وهناك عرض ديلوتال على الفنان الياباني موانئ ساعات مصنوعة من الخزف الصيني، كانت صنعت خصيصًا لدار «هيرميس» في سيفر (الضاحية الباريسية الشهيرة بخزفها الراقي الثمين)، ودعاه إلى تزيينها بمشاهد تتضمن شعار الحصان الذي يرمز إلى الدار. ومع أن فوكوشيما كان مرتبطًا بالعمل مع رعاة وزبائن أثرياء وشخصيات من أسر ملكية ومديري معارض، فإنه قبل العرض. وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه لم يسبق لفوكوشيما العمل من قبل مع شركة مثل هيرميس، ولم يتولَّ قبل ذلك تزيين ميناء ساعة صغيرة دقيقة بهذا الشكل. لكنه انجذب إلى العمل على خزف سيفر بدلا من خزف كوتاني المحلي.
غني عن القول إن التصميم النهائي ما هو إلا الجزء الأخير من عملية طويلة. وكان من الضروري شحن الأرقام الـ12 المحفورة على مجموعة «سليم دي هيرميس كوما كورابيه» المحدودة من سيفر إلى إيشيكاوا بعد مرورها بعملية دقيقة من الطلاء تحتاج من أربع إلى ست طبقات لامعة شفافة، فضلا عن عمليات تعريض طويل الأمد للنار. وكانت هناك حاجة لإنجاز ثلاث عمليات تعريض للنار أخرى في اليابان من أجل تثبيت عمل فوكوشيما عليها.
يُعد مشغل «ميزون دي ميتييه دار» في دار «كارتييه»، معقلاً للمهارات. وفي المشغل الذي يحتل مبنى ريفيًا زراعيًا شامخا يعود بناؤه إلى القرن الثامن عشر قرب مدينة لا شو دو فون، عاصمة صناعة الساعات السويسرية، يعمل 12 فنانًا حرفيًا وخبيرًا متخصّصًا في مجالات تتراوح بين تطعيم الخشب والحَفر، إلى فن الزركشة التخريمية والفسيفساء.فمهارات أمثال الفنانين، التي بدت لسنين كثيرة وكأنها أضحت متقادمة وشارفت في مرحلة ما على الانقراض، تحظى اليوم بقدر كبير من التبجيل والعناية الفائقة. المصنِّعون في الدار يتشاركون مع هؤلاء الفنانين الحِرفيين المَهَرة الفلسفة والقِيَم الجمالية نفسها، ويتبادلون المهارات ويناقشون الأفكار تحت سقف واحد. وحول هذا الواقع، يقول بيير راينيرو، رئيس قسم الصورة والتصميم والتراث في دار «كارتييه»: «نحن نعتقد أنه عندما يتقن المرء مهارة يدويّة واحدة، من المرجح أنه سيحاول إتقان مهارة أخرى». وأردف: «وسيكون من الممتع إعادة اكتشاف الآثار الغنية والفروق الدقيقة وذكريات الحضارات الأخرى التي تستحضرها الحرف التقليدية القديمة». وبالفعل يلاحظ في كل الأعمال التي تطرحها الدار أن هناك تقديرا حقيقيا للبراعة التي يتطلبها استخدام تلك التقنيات في زخرفة أشياء صغيرة مثل موانئ الساعات.آخرها كان إعادة العمل بالزركشات التخريمية لتحاكي مَلمَس الفراء، عبر فتل الذهب أو البلاتين ولفّه وبَرمه وقطعه للخروج بحلقات صغيرة، غدت طبقات تغطّي نمرًا عيناه من الزمرّد في الساعة الجديدة «روند من لوي كارتييه إكس إل». وتستغرق صناعة كل قطعة من هذه النسخة المحدودة الإصدار، التي تقتصر على 20 قطعة، شهرًا واحدًا وتحتاج مهارات مختلفة للعمل عليها من الترصيع بالأحجار الكريمة إلى النحت والطلاء.
لماذا الزركشة التخريمية على المعدن، بالتحديد؟ يجيب راينيرو «لقد أبصر هذا الفن النور في آسيا، ثم امتد إلى البرتغال، وازدهر خلال حقبة الـ(آرت ديكو).. ولقد أعجبتنا فكرة أنها كانت منتشرة لأكثر من 700 سنة وانتقلت من مكان إلى آخر. وعلى الرغم من استخدام هذا الفن في المشغولات الأكبر حجمًا في أغلب الأحيان، رأينا أنه يمكن استخدامها في مشغولات صغيرة الحجم».
حاليًا تعدّ القطع الأثرية القديمة من هذا الفن من التحف النادرة التي تحظى بإقبال شديد في المزادات ولدى هواة الاقتناء. لهذا لا تبخل دار كارتييه على مشغل «ميزون دي ميتييه دار» بكل ما أوتيت من إمكانيات لكي يبقى هذا الفن مستمرا، وذلك بالبحث عن فنانين وحرفيين متخصصين من كل أنحاء العالم. فاليابان، على سبيل المثال تعد موطنا لعدد من أمهر خبراء الطلاء والتلبيس، وخلال الفترة الأخيرة، التحق بعضهم من «المدينة المحرّمة» في العاصمة الصينية بكين، بمقر كارتييه الجديد فيها، لتكون مهمتهم البحث عن الكنوز الفنية القديمة في الصين وإعادة صياغتها. وهذا الجانب يوضحه راينيرو بالقول: «نشجع هذا النوع من التبادل الثقافي، والأهم بالنسبة لنا هو إتاحة مساحة لالتقاء الخبراء وتبادل الأفكار».
فاشرون كنستانت ليست جديدة على هذه الفنون، فقد مرّت 260 سنة على تصميم جان مارك فاشيرون أول ساعة جيب. هذه الساعة موجودة اليوم في أرشيف الدار ممهورة بتوقيع، وعليها عام صناعتها وهو 1755، وهي تبدو متوائمة تمامًا مع الموضة اليوم بفضل إعادة مصممي «سافيل رو» (شارع الخياطة الرجالية الشهير في العاصمة البريطانية لندن) ساعات الجيب إلى الواجهة من جديد.
احتفاءً بتلك الذكرى، تستخدم دار «فاشيرون كونستانتان» الشكل البسيط للساعة الأصلية من أجل تقديم ساعتين متميزتين جديدتين من مجموعتها «ميتييه دار ميكانيك غرافيه» الفنية، من خلال الاستعانة بأحدث التقنيات في مضمار صناعة الساعات الفائقة الفخامة. ومع أنه للوهلة الأولى تبدو الساعتان الجديدتان مختلفتين تمامًا عن التصميم الأصلي لجان مارك فاشيرون، فعند إمعان النظر سيبدأ الناظر اكتشاف أوجه الشبه بينهما، وذلك لأن كليهما يتشاركان في استخدام أشكال أوراق شوك الأقنثا.
فاشيرون كان يحب الانحناءات، التي تميز أشكال أوراق ذلك النبات الشوكي مع أنه لم يكن أول من ينجذب إليها. وكانت أشكال الأوراق ذات القطع العميق قد راجت كثيرًا في العمارة اليونانية القديمة التي تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد. كذلك راجت في النقوش والمحفورات والخشب المطعّم وأعمال التطريز في عصر النهضة والعصر الباروكي. وبفضل استخدام أحجار الياقوت الأحمر في رسم تصاميم ثمار التوت، والزخرفة الملونة، وومضات الذهب، تتمتّع ساعات مجموعة «ميتييه دار ميكانيك غرافيه» الجديدة بسمات العصور الوسطى.
وما يستحق الذكر أن تركيز الدار العريقة خلال القرن الثامن عشر كان منصبًّا على الزخرفة النباتية، وبحلول منتصف القرن التاسع عشر، بدأت مرحلة تجريبية مع الأشكال الملتفة والمتلوية. ثم في القرن العشرين، امتد هذا الازدهار الإبداعي إلى تصوير الزخرفة العربية - الإسلامية (الأرابيسك) وتبعه «الدوائر ذات الألف ورقة» في أربعينات القرن الماضي، ثم في ثمانينات القرن الماضي.
وخلال العام الماضي وصلت «فاشيرون كونستانتان» إلى أقصى مدى، مع ظهور عشر فنيات مختلفة في أربع ساعات من مجموعة «فابولو أورنامان». ومثل أي دار صانعة للساعات اليوم، تجول «فاشيرون كونستانتان» العالم بحثا عن حرفيين وفنانين مهرة لامعين يمكن التعاون معهم، بينما تفخر بفريقها الصغير المكوّن من خيرة الفنانين المنتقين بشكل أساسي من كليات الفنون السويسرية. فهنا في مشغل الدار يعمل حرفيون متخصّصون منهم اثنان مجال في الطلاء التلبيسي، واثنان آخران في الترصيع، واثنان في زخرفة الميناء، واثنان في الحفر والنحت، وهذان الأخيران هما اللذان أبدعا الموانئ المصنوعة من الذهب الأبيض في الـ«ميكانيك غرافيه».



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.