«عقار له تاريخ»: منزل تكساس الحديدي تحفة فنية وسط الصحراء

منزل تكساس الحديدي.. أراده صاحبه مصدر إلهام مستمر لطلبة الفنون

منزل فريد يوجد في صحراء ولاية تكساس الأميركية، ويطوي في أركانه عمر صاحبه الذي قضى أغلبه في بنائه، وتوفي قبل أن يكمله، ولكنه تحول إلى تحفة معمارية أميركية لفتت أنظار العالم إليها.
وهو عبارة عن منزل مصنوع من الحديد، صممه وبناه النحات الأميركي روبرت برونو في مدينة رانسم كانيون بولاية تكساس، على حافة هضبة مرتفعة تطل على بحيرة.
واستخدم برونو نحو 150 طنا من الحديد لبناء المنزل المرتفع عن الأرض، والمستقر على أرجل حديدية رفيعة فيما يشبه «بيت الشجرة». ويتكون المنزل من ثلاثة طوابق على مساحة ألفين ومائتي قدم مربعة.
وبدأ برونو في بناء بيته عام 1974، بعد قضاء عام كامل في تصميم نموذج البناء بنفسه. وقضى باقي عمره في بناء ولحام الأجزاء الحديدية للمنزل، واستمر في العمل بمفرده حتى وفاته في عام 2008 عن عمر يناهز 64 عامًا، وقبل أن ينتهي من كامل العمل كما خطط له. وظل المبنى غير مسكون منذ ذلك الوقت، ولكنه تحول لمعلم بارز من معالم المدينة.
وحتى الآن لم يكتمل بناء المنزل، الذي كان من المفترض أن يحتوي على مكتبة وحوض للأسماك بأرجل المنزل المجوفة، وأعمال فنية كثيرة على الجدران الحديدية من الداخل. وقبل وفاته، استطاع فقط إكمال غرفة واحدة من غرف المنزل ليقيم بها.
وعلى الرغم من عدم تمكن روبرت من إنهاء منزله في حياته، فإنه لم يكن يريد بناء مجرد منزل، بل أراد بناء تحفة فنية حقيقية، وكان يقول إن «الدافع الحقيقي لبناء المنزل الحديدي هو فعل شيء ذي طابع وقيمة جمالية، ولست مهتما بامتلاك منزل، ولكن بنيته لأني أحب عمل هذه التحف الفنية».
وكان أصدقاؤه وجيرانه يتعجبون من عمله، ويشككون في قدرته على إنهائه وحده، ولكنه استمر في البناء والتعديل لنحو 34 عاما، ولم يكن يشغل برونو أمر الانتهاء من العمل الفني بقدر استمتاعه بعمل ما يحب والإبداع فيه.
وكان من دوافع برونو الأخرى لبناء المنزل الحديدي هو بناء شيء يستمر بعد رحيله عن الدنيا، خاصة بعد معاناته مع مرض السرطان لفترة طويلة، وكذلك ليكون مصدر إلهام مستمر لطلبة الفنون الحاليين والمقبلين. وبعد وفاته، وافقت ولاية تكساس على منح مبلغ 35 ألف دولار لعائلته لصيانة المنزل والحفاظ عليه بعدما جذب الأنظار إليه.