مصرع قائد «اللواء 14» للحرس الجمهوري في معارك نجد العتق بمأرب

إنقلابيين يعيقون إصلاح الكهرباء في المحافظة

مصرع قائد «اللواء 14» للحرس الجمهوري في معارك نجد العتق بمأرب
TT

مصرع قائد «اللواء 14» للحرس الجمهوري في معارك نجد العتق بمأرب

مصرع قائد «اللواء 14» للحرس الجمهوري في معارك نجد العتق بمأرب

قتل ضابط رفيع من الحرس الجمهوري، موالٍ للمخلوع علي صالح في المعارك التي تدور في نجد العتق التابعة لمديرية صرواح، شمال محافظة مأرب، وأكدت مصادر في المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط»، مصرع العقيد الركن مبارك حسن الزايدي الذي عينه الانقلابيون قائدا لـ«اللواء 14 حرس جمهوري»، مع مرافقيه أثناء محاولتهم إيقاف تقدم الجيش الوطني بالمنطقة.
وبحسب المقاومة، فإن الزايدي كان أول من سلم موقع «المطار» بمديرية صرواح للميليشيات، وقام بمنح جنود 30 ألف ريال (150 دولارا)، وأقنعهم بالعودة إلى منازلهم، وهو ما سهل للمتمردين السيطرة على مطار صرواح والمواقع المحيطة به، كما نهب الزايدي أسلحة ثقيلة بينها دبابات من «اللواء 312»، قبل مأرب، التي استخدمتها الميليشيات في هجومها على المديريات.
في السياق ذاته، علمت «الشرق الأوسط» أن الميليشيات المتمردة سحبت العشرات من مسلحيها المتمركزين على الحدود اليمنية - السعودية، وعززت بهم مواقعها في ضواحي صنعاء والجوف، وذكر سكان في مديرية «نهم»، أن الانقلابيين نصبوا منصات صواريخ «كاتيوشا» ومدافع ثقيلة على المواقع المطلة على الخط الإسفلتي الذي يربط بين صنعاء ومأرب، وأهمها «نقيل فرضة نهم»، و«الملح» و«شجاع».
وكشفت المصادر عن رصد أطقم عسكرية محملة بمسلحين وصلوا إلى صرواح عبر طريق حريب القراميش، قادمة من طريق الإمداد الممتد من منطقة «قراض» في بني حشيش، التابعة إداريا لمحافظة صنعاء، وصولا إلى حريب القراميش، فيما يعد خط الإمداد الثاني إلى صرواح عبر طريق جحانة، وحباب، ثم صرواح.
وسيطرت وحدات الجيش الوطني والمقاومة على منطقة «المحجزة» التابعة لمديرية صرواح غرب مأرب، في معارك عنيفة مع الميليشيات التي لا تزال تسيطر على آخر معاقلها هناك في مديرية حريب القراميش، فيما حشدت الميليشيات قواتها في منطقة «شريم»، بمنطقة المحجزة باتجاه بني حشيش، وسارعت إلى نصب كمائن وألغام في الطرق المحيطة بالمنطقة.
إلى ذلك، زار القيادي العسكري البارز العميد هاشم الأحمر قائد «اللواء141»، المواقع المحررة في منطقة «نهم»، في جبل «صلب» شرق «فرضة نهم»، التي تتمركز فيها الكتيبة الرابعة التابعة للواء، وأشاد الأحمر بالجاهزية القتالية العالية للجنود ومقاتلي المقاومة، موضحا أن المعركة تسير وفق خطط مدروسة، لإنجاز مهامها المنوطة بها، والتقدم نحو العاصمة صنعاء.
في سياق آخر، أعاق المتمردون عملية عودة التيار الكهربائي إلى العاصمة صنعاء، ومنعوا المؤسسة العامة للكهرباء من إرسال فرقها الفنية لإصلاح الخلل في خطوط نقل الطاقة واستعادة التيار الكهربائي. وقال الدكتور عبد ربه مفتاح، وكيل محافظة مأرب إن «المؤسسة العامة للكهرباء التي يديرها الحوثيون رفضت التجاوب مع السلطة المحلية، ولم توافق على إرسال الفرق الفنية، منذ تحرير مناطق مجزر شمال مأرب، التي كانت تحت سيطرة الميليشيات، ومنذ ثمانية أشهر توقفت محطة مأرب الغازية بمأرب، التي تزود العاصمة صنعاء ومدنا بالشمال بالطاقة الكهربائية، وتنتج المحطة أكثر من 341 ميغاواط».



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.