وزيرة العدل الفرنسية: 25 ألف متطرف في سوريا والعراق.. ولا رحمة مع الإرهابيين

بحثت مع الجزائريين تبادل الخبرات ذات الصلة بالإرهاب

وزيرة العدل الفرنسية: 25 ألف متطرف  في سوريا والعراق.. ولا رحمة مع الإرهابيين
TT

وزيرة العدل الفرنسية: 25 ألف متطرف في سوريا والعراق.. ولا رحمة مع الإرهابيين

وزيرة العدل الفرنسية: 25 ألف متطرف  في سوريا والعراق.. ولا رحمة مع الإرهابيين

قالت وزيرة العدل الفرنسية كريستيان توبيرا، إن عدد الرعايا الفرنسيين الموجودين حاليا في المناطق التي تجري فيها معارك بسوريا والعراق، يصل إلى 600، كلهم يقاتلون في صفوف «داعش». وأعلنت «عزم فرنسا القضاء على التدفقات المالية، ومحاربة الوسائل التكنولوجية التي يوظفها داعش لنشر الرعب في أوساط الحشود».
وذكرت توبيرا في مؤتمر صحافي عقدته أمس مع وزير العدل الجزائري، الطيب لوح، بمناسبة اليوم الثاني من زيارتها للجزائر، أن الأجهزة الأمنية الفرنسية أحصت 25 ألف متطرف في صفوف «داعش» في سوريا والعراق، يتحدرون من بلدان كثيرة، من بينهم ألفا فرنسي اعتنقوا الإسلام حديثا. وأحصت أيضا مقتل 145 فرنسيا في مواجهات مسلحة، بينما عاد 250 إلى فرنسا، وهم حاليا محل مراقبة شديدة، حسبها. وقالت إن حكومتها «عازمة على ربح معركتها ضد الإرهاب، والبداية تكون بحرمانه من مصادر تمويله وضرب شبكة التكنولوجيا التي يستعملها لتجنيد الجهاديين».
واستعملت توبيرا ألفاظا حادة وهي تتناول مواجهة فرنسا الإرهاب، مثل: «سنكون من دون رحمة مع الإرهابيين»، و«فعالين في محاربتهم». ويأتي ذلك في سياق الحزم الذي يبديه المسؤولون الفرنسيون، ضد الجماعات المتطرفة، منذ هجمات باريس في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، وأشارت الوزيرة إلى «استفادة داعش من أموال النفط المهرب من العراق».
وبحثت توبيرا مع المسؤولين الجزائريين تبادل الخبرات في المجال القضائي، وخاصة التشريعات والقوانين ذات الصلة بمحاربة الإرهاب. وكان ذلك محل اتفاق تم إبرامه أمس.
وأصدرت الجزائر في الـ20 سنة الماضية ترسانة من القوانين لمواجهة التطرف والإرهاب، بعضها يملك «وجها سمحا»، مثل «قانون الوئام المدني» (2000) و«قانون المصالحة» (2006)، فيما يمثل قانون العقوبات الذي تم تعديله عدة مرات، الجانب المتشدد.
وأشادت الوزيرة الفرنسية، بـ«التجربة الجزائرية في مواجهة التطرف والإرهاب، وفي التعامل مع الأدوات الجديدة التي يستخدمها في نشر الرعب. وإننا عازمون على مواصلة التعاون مع الجزائريين لمحاربة تدفق الأموال التي تغذي الإرهابيين». وأضافت: «أعلم أن الجزائريين خاضوا حربا ضروسا ضد الإرهاب خلال العشرية التي يسمونها سوداء (تسعينات القرن الماضي)، وأعلم أنهم كانوا يشعرون بأن المجموعة الدولية تخلت عنهم في تلك الحرب». ويحلو للمسؤولين الجزائريين ترديد الجملة التالية: «عندما حذرنا من الطابع العابر للأوطان للإرهاب لا أحد أصغى لنا، ولكن منذ هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 تأكد العالم من صواب رؤيتنا».
وحول هذا الموضوع، قال الوزير الجزائري لوح: «يحدث غالبا أن تعطى الأفضلية لاعتبارات جيوستراتيجية وسياسية، أو لمصالح اقتصادية ضيقة، وذلك على حساب الإرادة الحقيقية للقضاء على آفة الإرهاب التي تشكل جريمة حقيقية ضد الإنسانية، والتي يتعين مكافحتها من دون صرامة ودون أي خلفيات». وانتقد لوح «الطابع الهش والظرفي والسطحي للتضامن الدولي، ضد الإرهاب». ويفهم من كلامه أن التشدد والحزم مع الإرهاب، يكونان عندما تستهدف دولة غربية كبيرة كفرنسا والولايات المتحدة الأميركية.
من جهة أخرى أعلنت توبيرا عن إطلاق خبرة علمية جديدة، بخصوص قضية مقتل رجال دين مسيحيين فرنسيين بالجزائر عام 1996، وكان قاضي فرنسي تنقل إلى الجزائر العام الماضي، لأخذ عينات من رفات الرهبان السبعة، باستخراجها من قبورها جنوبي العاصمة. ورفضت السلطات حينها نقل العينات إلى فرنسا لإجراء تحاليل عليها. وتنظر الجزائر لهذا الأمر على أنه تشكيك في روايتها التي تقول إن «الجماعة الإسلامية المسلحة»، هي من قتلت الرهبان بقطع رؤوسهم.
وفي موضوع آخر، ذكر لوح أن عدد الجزائريين الذين لا يزالون بمعتقل غوانتانامو، دون محاكمة، يبلغ ثمانية معتقلين، بعدما تم تسليم 18 في السنوات الماضية. مشيرا إلى أن الحكومة «بصدد متابعة الإجراءات القانونية رفقة الولايات المتحدة الأميركية، من أجل تسليم من بقي منهم».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.