كاميرون يوجه بمراجعة قانون استعمال الشرطة للسلاح لمواجهة الإرهاب

لندن تبحث توفير حماية قانونية للشرطة المسلحة بعد هجمات باريس

جنود مسلحون من شرطة اسكتلنديارد أمام مجلس العموم البريطاني بعد ارتفاع مؤشر الإرهاب في العاصمة لندن («الشرق الأوسط»)
جنود مسلحون من شرطة اسكتلنديارد أمام مجلس العموم البريطاني بعد ارتفاع مؤشر الإرهاب في العاصمة لندن («الشرق الأوسط»)
TT

كاميرون يوجه بمراجعة قانون استعمال الشرطة للسلاح لمواجهة الإرهاب

جنود مسلحون من شرطة اسكتلنديارد أمام مجلس العموم البريطاني بعد ارتفاع مؤشر الإرهاب في العاصمة لندن («الشرق الأوسط»)
جنود مسلحون من شرطة اسكتلنديارد أمام مجلس العموم البريطاني بعد ارتفاع مؤشر الإرهاب في العاصمة لندن («الشرق الأوسط»)

أمر رئيس الحكومة البريطاني، ديفيد كاميرون، بمراجعة قانون استعمال الشرطة للسلاح، عقب هجمات باريس، الشهر الماضي. وسينظر الخبراء ما إذا كانت القوانين تمنح أفراد الشرطة الدعم الكافي، وهم يتخذون قرارات في جزء من الثانية ويستجيب كاميرون، بهذا القرار، لانشغالات عبر عنها كبار المسؤولين في الشرطة، بأن أفراد الشرطة المسلحين ليس لديهم ما يكفي من الدعم القانوني والسياسي للعمل بكل ثقة وحذر حزب العمال المعارض من تدهور العلاقة بين الشرطة والمجتمع.
وقال زعيم الحزب، جيرمي كوربن، لصحيفة «صنداي تايمز»، إن ضعف الرقابة قد يزعزع ثقة الناس في الشرطة.
ويعتقد أن هذه القضية أثيرت في لقاء جمع بين مدير الشرطة، برنارد هوغن هوي، وكاميرون رفقة عدد من الوزراء، وفي اجتماع مجلس الأمن الداخلي الأسبوع الماضي، لدراسة مكافحة الإرهاب. وسيضطلع بالمراجعة كل من وزارة الداخلية ومكتب المدعي العام ووزارة العدل، وستنظر ما إذا كانت القوانين الحالية كافية لدعم أفراد الشرطة الذين لديهم اعتقاد راسخ بأن إطلاق النار ضروري في ظروف معينة. ويسمح القانون الجنائي الحالي الصادر عام 1967 للشرطي باستعمال القوة المعقولة، ويعترف قانون صادر عام 2008 يعرف باسم قانون العدالة الجنائية للشرطة بحق الدفاع عن النفس إذا «اعتقد الشرطي بصدق» بأن إطلاق النار ضروري بدرجة «معقولة».
وقالت صحيفة «صنداي تايمز» إن الشرطة البريطانية المسلحة قد تحصل على قدر أكبر من الحماية القانونية في حال قامت بإطلاق النار على مجرمين مشتبه بهم بعد إصدار رئيس الوزراء كاميرون أمرا بمراجعة القوانين الحالية في ضوء هجمات باريس الشهر الماضي وفي أعقاب الهجمات التي نفذها متشددون إسلاميون في باريس وأسفرت عن مقتل 130 شخصا قالت شرطة لندن إن بوسعها التصدي لهجمات مماثلة لكنها تتطلع لزيادة عدد أفراد الشرطة المسلحين في الدوريات.
وعلى عكس معظم قوات الشرطة في العالم لا تكون الشرطة البريطانية مسلحة في العادة وهناك حاليا نحو ألفي شرطي فقط في شرطة لندن التي يبلغ قوامها أكثر من 30 ألف شرطي يمكنهم حمل السلاح.
ونقلت الصحيفة عن مصدر حكومي كبير أن كاميرون يستعد لتعديل القوانين الحالية لمنح أفراد الشرطة المسلحين حماية أكبر من الملاحقة القضائية.
وقالت الصحيفة نقلا عن المصدر: «أظهرت الحوادث الإرهابية في الداخل والخارج بوضوح القرارات المصيرية التي لا بد أن يتخذها أفراد الشرطة في لحظات فارقة».
وأضافت الصحيفة أن الحكومة ستراجع ما إذا كانت القوانين الحالية كافية لدعم أفراد الشرطة. وحاليا يمكن لأفراد الشرطة المسلحين الدفاع عن استخدامهم الأسلحة إذا كانوا يعتقدون بصدق وعلى نحو غريزي أن فعل ذلك مقبول.
وقال المصدر للصحيفة «لا بد أن نتأكد أنه عندما تتخذ الشرطة القرار النهائي لحماية أمن الشعب فإنها تقوم بذلك بدعم كامل من القانون والدولة. لا يوجد مجال للتردد عندما تكون الأرواح على المحك».
وبدأت الشرطة في الأسبوع الماضي تحقيقا جنائيا واحتجزت شرطيا مسلحا بعد قتله رجلا يبلغ من العمر 28 عاما بالرصاص في شمال لندن.



13 قتيلاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

TT

13 قتيلاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

رجال الإطفاء يعملون في موقع مبنى إداري تضرر جراء الغارات الجوية والصاروخية الروسية في زابوريجيا (رويترز)
رجال الإطفاء يعملون في موقع مبنى إداري تضرر جراء الغارات الجوية والصاروخية الروسية في زابوريجيا (رويترز)

قُتل 13 شخصاً، اليوم (الأربعاء)، في ضربة روسية على مدينة زابوريجيا الأوكرانية، وفق ما أعلن حاكم المنطقة، في حصيلة تعد من الأعلى منذ أسابيع لضربة جوية واحدة، في إطار الحرب التي تقترب من إتمام عامها الثالث، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتكثّف موسكو ضرباتها على أوكرانيا منذ بداية فصل الشتاء، وتؤكد أن بعض هذه الهجمات الانتقامية تأتي رداً على ضرب كييف الأراضي الروسية بأسلحة زوّدها بها الغرب.

ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القصف بأنه هجوم «قاس»، داعياً العالم إلى الالتفاف حول أوكرانيا ضد روسيا لتحقيق «سلام دائم».

ونشر تسجيل فيديو يظهر أشخاصاً مصابين وممدّدين أرضاً يغطيهم الركام، ومسعفين يجلون ضحايا.

جاءت الضربة بعد ساعات على استهداف مسيّرات أوكرانية مخزناً يزوّد سلاح الجو الروسي بالوقود، يقع على بعد مئات الكيلومترات من خطوط المواجهة.

وقال حاكم زابوريجيا، إيفان فيدوروف، في فيديو نشرته وسيلة إعلامية محلية: «لقد ضرب العدو حيّاً سكنياً بقنبلتين جويتين موجّهتين. ما نعرفه إلى الآن هو أن 13 شخصاً قتلوا». فيما أشار إلى إصابة 29 بجروح.

ونشر الحاكم تسجيل فيديو يظهر حريقاً مشتعلاً في مبنى أمامه سيارات مدمّرة، وصورة تظهر متطوّعين يعملون على مساعدة مدنيين ممددين أرضاً.

رجال الإنقاذ يعملون في موقع غارة جوية روسية في زابوريجيا (أ.ب)

وندّد زيلينسكي باستهداف متعمّد للمدنيين.

وقال: «تجب ممارسة الضغط على روسيا بسبب إرهابها»، وأضاف: «لا شيء أكثر قسوة من إطلاق قنابل جوية على مدينة، مع العلم بأن ذلك سيسبب معاناة للمدنيين».

وتبعد زابوريجيا نحو 35 كلم من خط المواجهة في جنوب أوكرانيا. وكان عدد سكانها قبل الحرب نحو 700 ألف نسمة.

وتسيطر روسيا على مساحات محيطة بمنطقة زابوريجيا التي أعلنت ضمّها في عام 2022.

وتسري في أوكرانيا أنباء بشأن هجوم روسي جديد محتمل على العاصمة الإقليمية التي تعرّضت مراراً لضربات روسية منذ بدء الغزو مطلع عام 2022.

ضرب مخزن للوقود

في وقت سابق، أعلنت أوكرانيا أن قواتها ضربت مخزن وقود في روسيا يقع على بعد 500 كيلومتر من الحدود بين البلدين، مشيرة إلى أن سلاح الجو الروسي يستخدمه لقصف أوكرانيا.

يندرج الهجوم في سياق سلسلة من الضربات التي تنفذها مسيّرات أوكرانية في العمق الروسي.

وأفاد حاكم منطقة ساروتوف، حيث وقع الهجوم، باندلاع حريق كبير في «مؤسسة صناعية تعرضت لهجوم بواسطة مسيّرات»، معلناً حال طوارئ في المنطقة.

وقال الحاكم رومان بوساغرين إن عنصري إطفاء قتلا خلال مكافحة الحريق.

وأظهرت مشاهد تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي وتعذّر التحقق من صحّتها، كرة نار كبيرة تتصاعد ليلاً من الموقع.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن «تدمير مستودع النفط يسبب مشاكل لوجيستية خطيرة للطيران الاستراتيجي للاحتلال الروسي، ويقلل بشكل كبير من قدرته على ضرب المدن الأوكرانية والأهداف المدنية».

وفي الوقت نفسه، قالت كييف إن أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية أسقطت خلال الليل 41 طائرة مُسيرة روسية بينما أسقطت أنظمة التشويش الإلكترونية 22 مُسيرة أخرى.

وفي منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا التي أعلنت روسيا ضمّها، قالت السلطات إن شخصين قُتلا وأصيب خمسة آخرون بنيران المدفعية الروسية والمُسيرات.

وكانت روسيا أعلنت ضم مناطق زابوريجيا وخيرسون (جنوب) ودونيتسك ولوغانسك (شرق)، وهي تشترط تخلي أوكرانيا عنها قبل الانخراط في أي محادثات سلام.