الغارات الروسية تقتل العشرات في إدلب وإصابات بانفجار عبوة في المزة غرب دمشق

«هيومان رايتس» تندد باستخدام موسكو القنابل العنقودية في عملياتها العسكرية بسوريا

رجل يساعد امرأة للخروج من بين ركام مبنى دمرته غارات روسية في محافظة إدلب السورية أمس (رويترز)
رجل يساعد امرأة للخروج من بين ركام مبنى دمرته غارات روسية في محافظة إدلب السورية أمس (رويترز)
TT

الغارات الروسية تقتل العشرات في إدلب وإصابات بانفجار عبوة في المزة غرب دمشق

رجل يساعد امرأة للخروج من بين ركام مبنى دمرته غارات روسية في محافظة إدلب السورية أمس (رويترز)
رجل يساعد امرأة للخروج من بين ركام مبنى دمرته غارات روسية في محافظة إدلب السورية أمس (رويترز)

سقط عشرات القتلى نتيجة الغارات التي شنّتها طائرات روسية على مواقع عدة في مدينة إدلب وريفها في شمال غربي سوريا، فيما أصيب عشرة أشخاص جراء انفجار عبوة ناسفة في حافلة لنقل الركاب خلال مرورها في حي المزة الواقع في غرب دمشق، وفق ما أورد الإعلام السوري الرسمي.
في غضون ذلك، نددت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية بالاستخدام المتزايد للقنابل العنقودية في سوريا في العمليات العسكرية التي تقودها روسيا وقوات النظام ضد الفصائل المعارضة وفق تقرير أصدرته أمس.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر في شرطة دمشق قوله «تفجير إرهابي بعبوة ناسفة في حافلة لنقل الركاب على أوتوستراد المزة في دمشق».
وأفاد التلفزيون السوري في شريط عاجل عن وقوع «عشر إصابات بعضهم في حالة خطرة بين صفوف المواطنين» جراء الانفجار.
وقالت وكالة «الصحافة الفرنسية» إن «انفجارا استهدف قرابة الخامسة عصرا حافلة نقل عسكرية لدى مرورها في حي المزة»، مشيرة إلى تعرض الباص لأضرار جراء الانفجار وتحطمت نوافذه، وغطت الدماء أرضية الحافلة جراء وقوع إصابات».
وفي حين أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد القتلى في ريف إدلب ارتفع إلى 36 شخصا، معظمهم من مقاتلي فصائل جيش الفتح، أشارت مصادر أخرى في المعارضة إلى أنّ ست ضربات جوية على الأقل أصابت سوقا في قلب المدينة وعددا من المنشآت الحكومية والمناطق السكنية، ما أدت إلى مقتل 43 شخصا تم التعرف على هويتهم إضافة إلى 30 جثة أخرى على الأقل تم انتشالها ولم يتم التعرف على أصحابها بعد.
واستهدفت الغارات «مقار حكومية سابقة يستخدم جيش الفتح عددا منها كمراكز وإدارات»، وفق مدير المرصد رامي عبد الرحمن.
وتعد محافظة إدلب معقل فصائل «جيش الفتح» التي تمكنت خلال الصيف الماضي من السيطرة على كامل محافظة إدلب، بعد طرد قوات النظام منها. وقال ياسر حمو أحد العاملين بالحماية المدنية لـ«وكالة رويترز» «توجد جثث كثيرة تحت الأنقاض والمتطوعون ورجال الحماية المدنية لا يزالون ينتشلون الجثث».
وأوضحت لقطات بثتها وسائل التواصل الاجتماعي ومحطة تلفزيون أورينت التابعة للمعارضة سيارات إسعاف وهي تمرّ مسرعة تنقل مدنيين مصابين عبر منطقة انهمك فيها السكان في البحث عن ناجين وسط أنقاض المباني المنهارة.
وقال سامح موازن أحد سكان المنطقة إنه شاهد جثثا مشوهة في شارع الجلاء الرئيسي بالمدينة مضيفا أن السكان كانوا يخافون من تعرضهم لموجة قصف مكثف جديدة، وأضاف قائلا: «كلنا يخشى من أن تكون هذه مجرد البداية».
ويقول السكان إنهم يميزون الطائرات الروسية عن طائرات الهليكوبتر السورية بأن الأولى تنفذ طلعات وهي على ارتفاع شاهق في حين تلقي الثانية البراميل المتفجرة بلا تمييز على ارتفاعات منخفضة.
وفي شمال البلاد، سيطر الجيش السوري والقوات الموالية له أمس الأحد على بلدة خان طومان الاستراتيجية في ريف حلب الجنوبي، وفق ما أكد الإعلام الرسمي والمرصد.
وأكد عبد الرحمن أن «سيطرة قوات النظام وحزب الله اللبناني والمسلحين الموالين لها بالكامل على البلدة تأتي عقب اشتباكات عنيفة مع الفصائل الإسلامية والمقاتلة، أبرزها جند الأقصى والحزب الإسلامي التركستاني».
وأشار إلى «مقتل 16 عنصرا من مقاتلي المعارضة وتنظيم جبهة النصرة».
وتزامنت المعارك بين الطرفين وفق عبد الرحمن، مع «قصف كثيف وتنفيذ الطائرات الحربية السورية والروسية أربعين ضربة جوية على الأقل استهدفت المنطقة».
واستولت الفصائل المعارضة في مارس (آذار) على مخازن أسلحة وذخيرة في البلدة بعد اشتباكات عنيفة استمرت أياما.
ووسع الجيش السوري عملياته العسكرية البرية ضد فصائل المعارضة، مطلقا حملة برية في شمال البلاد بتغطية جوية روسية منتصف أكتوبر (تشرين الأول) وتمكن من السيطرة على مناطق عدة فيها.
من جهة أخرى، نددت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية بالاستخدام المتزايد للقنابل العنقودية في سوريا في العمليات العسكرية التي تقودها روسيا وقوات النظام ضد الفصائل المعارضة وفق تقرير أصدرته أمس الأحد.
وأكدت المنظمة أنها وثقت «أكثر من عشرين حالة استخدام للقنابل العنقودية منذ بدء روسيا وسوريا هجوما منسقا في سبتمبر (أيلول)، الماضي، مشيرة إلى «جمع معلومات مفصلة عن هجمات في تسعة مواقع، بينها هجومان على مخيمات للنازحين، أسفرت عن مقتل 35 مدنيا على الأقل بينهم خمس نساء و17 طفلا بالإضافة إلى إصابة العشرات بجروح».
وأفادت بأنها وثقت «في مواقع أخرى بالصور وجود أدلة على استخدام القنابل العنقودية»، موضحة أن القنابل المستخدمة مؤخرا في سوريا والتي تمكنت المنظمة من الحصول على صور لها «كانت مصنوعة في الاتحاد السوفياتي سابقا أو روسيا».
ويمكن إطلاق القنابل العنقودية من المدافع أو إسقاطها من الطائرات.
واعتبرت المنظمة في تقريرها أن استخدام القنابل العنقودية «يشكل انتهاكا للقرار الدولي 2139 الصادر عن مجلس الأمن في 22 فبراير (شباط) 2014 والذي دعا جميع أطراف النزاع في سوريا إلى وضع حد للاستخدام العشوائي للأسلحة في المناطق المأهولة بالسكان».
وقال نائب مدير عمليات الطوارئ في المنظمة أولي سولفانغ في البيان «إن «الوعود السورية لناحية عدم استخدام الأسلحة بشكل عشوائي لا معنى لها مع استهداف القنابل العنقودية للمدنيين في مناطق عدة من البلاد».
وأضاف: «على مجلس الأمن الدولي أن يتسم بالجدية حيال التزاماته بحماية المدنيين في سوريا عبر الطلب العلني من كل الأطراف بوقف استخدام القنابل العنقودية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.