«مغرب ستيل» تطرح سندات إقراض بقيمة 91 مليون دولار بهدف إعادة هيكلة ديون

تطرح «مغرب ستيل» سندات إقراض بقيمة 895 مليون درهم (91 مليون دولار) لأجل خمس سنوات خلال الفترة من 21 إلى 23 من الشهر الحالي، وذلك بقصد تسديد قروض مستحقة في شكل أذونات خزانة، في إطار اتفاقية إعادة جدولة أبرمتها مطلع الشهر الحالي مع حملة أذونات خزانة. وأشارت الشركة، في بيان لها أمس، إلى أن هذا الإقراض يستفيد من ضمانات رهنية تشمل منقولات وعقارات وأسهمًا.
وتندرج هذه العملية في سياق إعادة جدولة مديونية الشركة المتفاقمة منذ 2012، إذ توصلت الشركة إلى اتفاق آخر مع المصارف، نتيجة تداعيات الأزمة العالمية وتحرير الأسواق.
وفي السياق ذاته، توصلت الشركة إلى اتفاق مع المصارف يضمن تحويل 1.8 مليار درهم (180 مليون دولار) من مديونية الدرجة الأولى إلى مديونية الدرجة الثانية، مع تمديد أجل التسديد إلى ما بعد 2028، وتمديد أجل تسديد ديون أخرى من الدرجة الأولى إلى 2018، إضافة إلى حصول الشركة على تسهيلات مصرفية على المدى القصير، مقابل ضمانات ورهون.
وتواجه الشركة أزمة مالية خانقة، إذ بلغت قرارات الحجز التحفظي الصادرة من القضاء التجاري لصالح الدائنين حتى اليوم العاشر من الشهر الحالي نحو 5.86 مليار درهم (586 مليون دولار)، ضمنها خمسة مليارات درهم (500 مليون دولار) لصالح إدارة الجمارك، أدت منها الشركة 1.5 مليار درهم (150 مليون دولار)، وتوصلت إلى اتفاقيات بشأن باقي الديون.
وبدأت معانات الشركة، التي يفوق حجم إنتاجها السنوي مليون طن من منتجات الصلب، منذ سنة 2012، عندما رفعت الرسوم الجمركية بشكل كامل على استيراد المنتجات الحديدية من الاتحاد الأوروبي ومن تركيا في إطار اتفاقيات التجارة الحرة التي أبرمها المغرب.
وتصادف فتح الحدود مع تداعيات الأزمة الاقتصادية على قطاع الصلب وانخفاض أسعار المنتجات. ونتج عن ذلك منافسة شرسة قوضت حصص سوق الشركة المغربية في السوق العالمية وخنقت صادراتها، وامتدت المنافسة إلى السوق الداخلية، الشيء الذي دفع الشركة إلى التقدم في نهاية 2012 بملتمس للحكومة تطالب فيه بفتح تحقيق حول وجود إغراق للسوق المغربية من طرف شركات أوروبية وتركية، أدى في أغسطس (آب) 2014 إلى فرض رسوم إضافة، تراوحت بين 11 في المائة و22 في المائة على منتجات بعض الشركات التركية والأوروبية لمدة خمس سنوات.
وفي مايو (أيار) الماضي أدى تحقيق ثانٍ بطلب من الشركة إلى فرض رسم إضافي بنسبة 22 في المائة خلال ما تبقى من السنة الحالية، و20 في المائة خلال سنة 2016، و17 في المائة 2017، و16 في المائة في 2018، قبل إزالة الرسوم نهائيا في 2019.
وعلى مدى الأعوام الثلاثة الماضية اختتمت الشركة حساباتها بنتائج سلبية وتراجع في مبيعاتها. بيد أن الشركة تتوقع انتعاشا لمبيعاتها في السوق الداخلية خلال العام الحالي، نتيجة تطبيق إجراءات الحماية الجمركية الجديدة، إلا أنها تتوقع خسارة بنحو 539 مليون درهم (54 مليون دولار)، وذلك بعد خسارة بقيمة 745 مليون درهم (75 مليون دولار) في 2014. وتتوقع انخفاض خسائرها إلى نحو 250 مليون درهم (25 مليون دولار) في 2016.