4 قتلى في اشتباكات بين مسلحين وجماعة متطرفة في شرق ليبيا

في ظل سعي تنظيم داعش التمدد نحو إجدابيا

4 قتلى في اشتباكات بين مسلحين وجماعة متطرفة في شرق ليبيا
TT

4 قتلى في اشتباكات بين مسلحين وجماعة متطرفة في شرق ليبيا

4 قتلى في اشتباكات بين مسلحين وجماعة متطرفة في شرق ليبيا

قتل أربعة أشخاص وأصيب العشرات بجروح في اشتباكات في إجدابيا شرق ليبيا بين مسلحين من سكان المدينة وعناصر ينتمون إلى جماعة أنصار الشريعة المتطرفة، بحسب ما أعلن لوكالة الصحافة الفرنسية الخميس شهود عيان ومسؤول في مستشفى.
وقال امراجع حسين، مدير المكتب الإعلامي في مستشفى المقريف في إجدابيا الواقعة على بعد نحو 190 كلم جنوب غربي بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس) إن المستشفى استقبل «أربعة قتلى جراء الاشتباكات».
وأضاف حسين أن الجرحى الذين أصيبوا في هذه الاشتباكات «بالعشرات، بعضهم خرج وأربعة منهم في حالة حرجة وتم نقلهم إلى بنغازي»، من دون أن يحدد الجهة التي ينتمي إليها القتلى والجرحى.
وذكر شاهدا عيان الصحافة الفرنسية أن الاشتباكات تدور منذ ليل الأربعاء بين عناصر من جماعة أنصار الشريعة القريبة من تنظيم القاعدة من جهة، و«شباب المناطق والسلفيين الداعمين للجيش»، أي القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا في الشرق، من جهة ثانية.
واندلعت الاشتباكات وبحسب شاهدي العيان بعد قيام شبان مسلحين بمحاصرة منزل قيادي في «مجلس شورى ثوار إجدابيا» الذي يضم جماعة أنصار الشريعة وجماعات متطرفة أخرى، يدعى ابريك المصرية، في وسط المدينة.
وقالت صحافية في إجدابيا للصحافة الفرنسية إن الاشتباكات مستمرة وتستخدم فيها الأسلحة الثقيلة، وإن الهلال الأحمر في المدينة يحاول إجلاء عائلات محاصرة في منطقة الاشتباك.
وتخضع إجدابيا لسلطة الحكومة الليبية المعترف بها دوليا والقوات الموالية لها.
لكن المدينة الواقعة بين بنغازي وسرت (450 كلم شرق طرابلس) الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، تشهد منذ شهر نوفمبر (تشرين الثاني) عمليات اغتيال ضد عناصر في القوات الحكومية.
في موازاة ذلك، يسعى تنظيم داعش إلى التمدد نحو إجدابيا انطلاقا من سرت والمناطق المحيطة بها التي يسيطر عليها، إلا أن القوات الحكومية تحاول منع تقدمه عبر تنفيذ غارات جوية ضد أهداف له، بحسب مسؤولين عسكريين.
وتشهد ليبيا من أكثر من عام نزاعا مسلحا على السلطة تسبب في انقسام البلاد بين سلطتين، حكومة وبرلمان يعترف بهما المجتمع الدولي في الشرق، وحكومة وبرلمان غير معترف بهما يديران العاصمة طرابلس بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت اسم «فجر ليبيا».
وتسبب النزاع بفوضى أمنية في ليبيا، وسمح لجماعات متطرفة بينها تنظيم داعش بأن يكون لها موطئ قدم في هذا البلد الغني بالنفط.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.