قتلى وجرحى من المدنيين في قصف الميليشيات للأحياء السكنية في تعز

«بلا حدود» تصنف الحوثيين بأنهم ثاني أكبر جماعة إجرامًا بحق الصحافيين بعد «داعش»

قتلى وجرحى من المدنيين في قصف الميليشيات للأحياء السكنية في تعز
TT

قتلى وجرحى من المدنيين في قصف الميليشيات للأحياء السكنية في تعز

قتلى وجرحى من المدنيين في قصف الميليشيات للأحياء السكنية في تعز

بينما تتواصل المشاورات في جنيف بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين، واصلت الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح خرقها لهدنة وقف إطلاق النار لليوم الثالث على التوالي، ونفذت هذه القوات عمليات قصف عنيف على الأحياء السكنية، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، هذا عوضا عن الاشتباكات التي شهدتها معظم المناطق، الأمر الذي استدعى تدخل طيران التحالف.
وخلال الساعات الـ36 الماضية، تمكنت عناصر المقاومة الشعبية والجيش الوطني من التقدم في الجحملية، شرق تعز، وعدد من المواقع في الجبهة الغربية بما فيها تبة الخوعة الذين تمكنوا من السيطرة عليها وتطهيرها، وردت الميليشيات الانقلابية، وكرد انتقامي لها وفي محاولة للتقدم إلى منطقة المسراخ، غرب المدينة، بإطلاق أكثر من ثلاثة صواريخ بالقرب من منطقة القرضين العليا وسقط عدد من الجرحى المدنيين.
وقال مصدر في المقاومة الشعبية في تعز لـ«الشرق الأوسط»: «على الرغم من خرق ميليشيات الحوثي وصالح للهدنة والهجوم على مواقع أبطال المقاومة والجيش، فإنه تم التقدم في كثير من التباب والمواقع، وإن تبة الخوعة التي تم السيطرة عليها في الجبهة الغربية تُعد من التباب الهامة؛ كونها تطل على كثير من المواقع الاستراتيجية في مدينة تعز، وتطل على الجامعة وعدد من المواقع العسكرية، مما سيساعد عناصر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على التحرك بشكل أفضل».
وأضاف أن «ميليشيات الحوثي وصالح واصلت خرقها للهدنة من خلال استمرارها بالقصف العنيف والعشوائي على الأحياء السكنية، وخصوصا الأحياء التي تسيطر عليها المقاومة الشعبية، ومن هذه الأحياء السكنية حي الدحي وحي العسكري، شرق مدينة تعز، من خلال القصف بالمدرعات من أماكن تمركزها جوار عمارة سنهوب، وقصف عناصر المقاومة المتمركزة في منزل المخلوع علي عبد الله صالح، بالإضافة إلى القصف العنيف بالدبابات على جبل جرة ووادي القاضي وطريق جبل صبر، وعلى حي صينة وحي المناخ، غرب المدينة، من أماكن تمركزها بمدينة النور، وفي جامعة تعز بحبيل سليمان».
إلى ذلك، كشفت نقابة المحامين بتعز ومنظمة العدالة والإنصاف والمركز القانوني اليمني، في إحصائية أعدوها حول خرق الميليشيات الانقلابية خلال 36 ساعة في محافظة تعز، وارتكاب عدد من الخروقات بما فيها قتل مدنيين وأطفال وقصف مناطق جديد بقذائف نوعية، وذكرت الإحصائية، التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها أن «ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح تستمر في خرقها للهدنة، وقصفها المستمر وقنص المدنيين، والتشديد من حصارها المطبق على المدينة من مداخلها، وتمنع دخول المواد الغذائية والأدوية، وأسطوانات الأكسجين الخاصة بالمستشفيات ومستلزمات العيش كافة».
وأشارت الإحصائية إلى «سقوط 10 قتلى من المدنيين بينهم 4 أطفال وجرح 5 مدنيين، 7 قتلى من المقاومة الشعبية وجرح 28 آخرين، واستمرار القصف العنيف، ومن أماكن مختلفة على الأحياء السكنية في المدينة من داخل مربع الحصار مع قصف مناطق جديدة، ومن مواقع جديدة استخدمت فيها قذائف نوعية، ومواجهات عنيفة في أحياء الدحي وحبيل سلمان والقصر وثعبات والجحملية، بالإضافة إلى قصف مسجد المضفر الأثري، وانعدام أسطوانات الأكسجين، وعدم السماح بدخول المواد الإغاثية».
وعلى الصعيد الإنساني، وعلى الرغم من مرور 3 أيام على الهدنة، فإن معانات أهالي تعز لا تزال مستمرة، حيث واصلت ميليشيات الحوثي وصالح منع دخول المواد الإغاثية من أدوية وسلع غذائية وغيرها، وسط تكرار أهالي تعز لإطلاق نداء الاستغاثة بسرعة فك الحصار وإنقاذهم من الميليشيات الانقلابية الذين يقتلونهم يوميا إما برصاصاتهم أو جوعا بسبب منع دخول المواد الغذائية والدوائية وكل مستلزمات العيش، أو بسبب نقص الدواء وأسطوانات الأكسجين، في الوقت الذي أعلنت فيه عدد من المستشفيات إغلاق أبوابها بسبب الانعدام التام لمادة الأكسجين.
وفي محافظة إب، المجاورة، تواصل الميليشيات الانقلابية خرق الهدنة من خلال قصفها للقرى ومنازل المواطنين المناوئين لهم في عزلتي الأهمول والشعاور بحزم العدين، وقال مصدر في المقاومة الشعبة في إب لـ«الشرق الأوسط» إن «الميليشيات الانقلابية مستمرة في خرقها للهدنة وشنت قصفها على منازل المواطنين في حزم العدين بقذائف الهاون ومضاد الطيران 23 ومختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة».
وأضاف أن «ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح قصفت أكثر من 30 قذيفة هاون على منطقة عزلة الشعاور التي تعيش حصارا خانقا منذ أكثر من ثلاثة أشهر، كونها من المناطق التي لم تقبل بوجود الميليشيات الانقلابية على أرضها وأيدت شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي».
في موضوع آخر، صنفت منظمة «مراسلون بلا حدود» الدولية، جماعة الحوثي المسلحة كثاني أكبر جماعة تحتجز الصحافيين في العالم بعد تنظيم داعش، ويليها «جبهة النصرة» وتنظيم «القاعدة» والجيش السوري الحر وجهات مجهولة.
وقالت المنظمة في تقريرها السنوي لعام 2015، الذي يُسلط الضوء على الصحافيين الرهائن والمحتجزين والمفقودين في مختلف أنحاء العالم، إن «اختطاف الصحافيين أمر شائع منذ أن تمكنت الميليشيات الحوثية من السيطرة على العاصمة صنعاء منذ 2014، ويعد اليمن البلد الثاني الأكثر تضررًا من ظاهرة اختطاف الصحافيين بعد سوريا».
وأشار التقرير إلى التعذيب الذي تعرض له عدد من الصحافيين المعتقلين، ومنهم من تم اختطافه بسبب عمله مع وسيلة إعلامية مقربة من حزب التجمع اليمني للإصلاح، ومنهم الصحافي صلاح القاعدي الذي اختطف في الـ28 من أغسطس (آب) الماضي. علما بأن ما لا يقل عن 15 صحافيا لا يزالون محتجزين لدى ميليشيات الحوثي.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.