لندن وباريس تتطلعان للتعاون مع التحالف الإسلامي في محاربة «داعش».. وموسكو ترحب

عسيري: مشاركة إيران في التحالف مرهونة بوقف تدخلاتها في المنطقة

وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد آل خليفة ونظيره الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي في موسكو أمس (أ. ب)
وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد آل خليفة ونظيره الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي في موسكو أمس (أ. ب)
TT

لندن وباريس تتطلعان للتعاون مع التحالف الإسلامي في محاربة «داعش».. وموسكو ترحب

وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد آل خليفة ونظيره الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي في موسكو أمس (أ. ب)
وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد آل خليفة ونظيره الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي في موسكو أمس (أ. ب)

أكدت مصادر عسكرية استعداد بريطانيا لتوفير غطاء جوي لقوات التحالف الإسلامي العسكري الجديد إن قرر إرسال قوات خاصة لمحاربة الجماعات الإرهابية في سوريا في الأسابيع القليلة المقبلة، في حين استبعد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إرسال قوات بريطانية برية على الأرض.
وأوضحت مصادر عسكرية بريطانية مطلعة لصحيفة «الديلي تلغراف» أن القوات المسلحة مستعدة لتقديم غطاء جوي لقوات التحالف الإسلامي المحتملة، فضلا عن الدعم التقني، وذلك باعتبارها بدأت في شن غارات جوية ضد مواقع يسيطر عليها «داعش» في سوريا. وكان كاميرون قد عبر عن رغبته في دعم «قوات المعارضة المعتدلة»، خلال حملته لإقناع النواب بتوسيع الضربات الجوية من العراق إلى سوريا. وكان كاميرون قد ذكر خلال النقاش البرلماني حول الضربات الجوية البريطانية في سوريا وجود سبعين ألف مقاتل في صفوف المعارضة المعتدلة يسعون إلى محاربة «داعش» على الأرض، إلا أنه تم التشكيك في هذا العدد، بينما رأت جهات أمنية أن غالبيتهم منهمكون في محاربة قوات نظام بشار الأسد. وعلى هذا الأساس، فإن المصادر العسكرية لم تستبعد دعم بريطانيا قوات التحالف الإسلامي العسكري، التي أعلن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، عن إمكانية إرسالها، عسكريا عبر تغطية جوية، ولوجيستيا عبر الدعم التقني.
من جهتها، رحبت الخارجية البريطانية بالتحالف الإسلامي العسكري الجديد الذي أعلنت السعودية عن تشكيله أول من أمس، وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فرح دخل الله، لـ«الشرق الأوسط»: «نريد أن نرى دولا من أنحاء العالم تلعب دورها في مكافحة الإرهاب. ونتطلع قدما لتسلم مزيد من التفاصيل من السعوديين بشأن تكليف ونطاق التحالف العسكري الإسلامي، لكي نبحث أفضل سبل التعاون معه ضد (داعش)»، مشددة على أن رئيس الوزراء «قد استبعد إرسال قوات بريطانية برية على الأرض في سوريا».
وكان الجبير قد أكد، أول من أمس، أن التحالف الإسلامي الذي أعلنت السعودية عن تشكيله لمكافحة الإرهاب سيتبادل المعلومات والتدريب، وسيقوم بالتجهيز ويرسل قوات إذا لزم الأمر لقتال متشددين مثل تنظيمي «داعش» و«القاعدة»، مشددا على أن الأمر سيتوقف على الطلبات التي تأتي، وعلى الاحتياجات، وعلى استعداد الدول لتقديم المساندة اللازمة.
من جانبها، اعتبرت مصادر فرنسية رسمية التحالف الإسلامي تطورا مهما، «يمكن النظر إليه كاستجابة» لحاجة أساسية لا يمكن من غير توافرها توقع دحر الإرهاب عسكريا وسياسيا وآيديولوجيا ودينيا. وأشارت هذه المصادر إلى ردة الفعل الإيجابية للغاية التي صدرت عن باريس أول من أمس والتي اعتبرت قيام التحالف «إشارة مشجعة» من قلب المنطقة التي يصيبها الإرهاب، منوهة بالتنسيق القائم بين القوات الفرنسية المشاركة في الحرب ضد «داعش» في إطار التحالف الدولي وبين الدول الإسلامية.
وفي السياق ذاته، شددت هذه المصادر على أهمية ما كان قد أعلنه وزير الخارجية لوران فابيوس في الأول من الشهر الحالي، حيث رأى أن الحرب على «داعش» تستلزم وجود الضربات الجوية، ولكن أيضا وجود قوات أرضية التي من دونها لا يمكن أن يكون الانتصار على «داعش» كاملا.
والمهم في كلام الوزير الفرنسي، بحسب هذه المصادر، هو إشارته إلى الحاجة إلى قوات عربية إسلامية. والأمر نفسه جاء على لسان الرئيس أوباما ومسؤولين غربيين آخرين. وبحسب باريس، يتعين على بلدان التحالف أن تحل «معادلة صعبة» تتمثل في كيفية توفير القوات الأرضية التي لن يكون ممكنا من دونها دحر «داعش».
والحال أن باريس ولندن وغيرهما من العواصم الغربية «غير مستعدة» لإرسال قوات قتالية، وذلك لسببين؛ الأول لأنها ترى أنه يتعين تقاسم المسؤوليات بين الدول الغربية والدول الإقليمية والمجاورة، والثاني أن وجود قوات غربية على أراض عربية يعني أنه «سينظر إليها على أنها قوات احتلال». ويضاف إلى ذلك أن واشنطن لا تريد تكرار تجربة وجودها العسكري الكثيف في العراق. ولذا، فقد مورست ضغوط مستمرة على بلدان المنطقة «للقيام بمزيد»، في إشارة إلى توفير قوات أرضية.
بيد أن مسؤولين عسكريين في باريس لا يرون أن تشكيل قوة عسكرية سيكون أمرا ممكنا في القريب العاجل لأكثر من سبب سياسي وعسكري ولوجيستي، خصوصا أن التحالف الجديد «ما زال في بداياته ويتعين الانتظار، لنرى كيف ستسير الأمور، ومن الجهات التي ستكون مستعدة لتوفير وحدات عسكرية في المستقبل ولأي جبهات».
بالمقابل، فإن ما تشدد عليه المصادر الفرنسية هو أن قوة كهذه «ستحظى بالطبع» بدعم كامل من البلدان الغربية الضالعة في الحرب ضد «داعش» أو تنظيمات إرهابية أخرى، سواء كان ذلك على صعيد الاستعلامات والرصد والدعم اللوجيستي أو توفير المساندة الجوية. ونوهت صحيفة «لي زيكو» الاقتصادية، في عددها أمس، بما قاله الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع من أن «عمليات عسكرية يمكن أن تحصل بالتنسيق والتعاون مع الأسرة الدولية». وفي هذا الإطار، أكد مسؤول أميركي رفيع لـ«الشرق الأوسط» وجود تنسيق عسكري بين التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب والتحالف الإسلامي العسكري الجديد، مشددا: «قد أشار الأمير محمد بن سلمان إلى دور التحالف الإسلامي ضد الإرهاب، ولن يركز دوره على الجانب العسكري فحسب، بل على الجانب الآيديولوجي والفكري. أما عسكريا، فأعتقد أن الأمير محمد بن سلمان كان واضحا بشأن الدور العسكري للتحالف الدولي ضد (داعش)، ومن المؤكد أن كل الخطوات في هذا الاتجاه ستمر عبر تنسيق بين الجانبين». وأوضح أن الحرب ضد «داعش» حرب آيديولوجية وفكرية بالدرجة الأولى، وأن «كل الجهود التي تسعى لإشراك الدول المسلمة، مثل السعودية ومصر، في محاربة هذا التنظيم الكاذب، خطوة أساسية»، على حد تعبيره.
في سياق متصل، أوضح العميد ركن أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أن مشاركة إيران في التحالف العسكري الإسلامي لمحاربة الإرهاب مرهونة بوقف أعمالها الداعمة للإرهاب في العراق وسوريا. وأشار عسيري، في تصريحات له في القاهرة مساء أول من أمس، على هامش الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق المصري السعودي المشترك، إلى أن «على إيران كف دعمها الميليشيات الإرهابية التي أوجدتها في كل من سوريا واليمن ولبنان والعراق». وأكد عسيري قوة ومتانة العلاقات بين السعودية ومصر، واصفا الدولتين بالمحوريتين في المنطقة وذات ثقل سياسي وعسكري، وأن التنسيق بينهما من المراحل الأساسية في تأسيس أي تحالف. وأوضح العميد العسيري أن بيان التحالف الإسلامي كان واضحا، والنية موجودة لدى الدول المنظمة، مبينا «لا يزال عمل يجري لتجهيز مركز عمليات مشترك لوضع الأطر وآليات العمل».
من جهة أخرى، عبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بعد لقائه نظيره البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، في موسكو أمس، عن تأييده تشكيل التحالف الإسلامي العسكري، وقال: «نتوقع أن تكون هذه المبادرة حافزا لجميع الدول الإسلامية - ربما من خلال منظمة التعاون الإسلامي - لتقف معا ضد أي نوع من أنواع الإرهاب وأي محاولة للتلاعب بالدين». من جهته، أوضح الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن إعلان التحالف الإسلامي لـ34 دولة لمحاربة الإرهاب، والذي أعلنته السعودية ورحبت به البحرين، خطوة مهمة، «فالسعودية دائما تقوم بدورها في الدفاع عن المنطقة وتثبيت الاستقرار ومحاربة الإرهاب، وسجلها يشهد بذلك على مر السنوات». وأضاف أن هذه الخطوة نابعة عن رغبة في «الدفاع عن ديننا ضد من يدعي أنه يمثل هذا الدين، ولا علاقة لهم إلا بالأعمال الإجرامية».



أوكرانيا: 30 جندياً كوريّاً شماليّاً على الأقل قُتلوا وأصيبوا في كورسك الروسية

مركبة عسكرية أوكرانية تنطلق من اتجاه الحدود مع روسيا وعلى متنها رجال معصوبي الأعين يرتدون الزي العسكري الروسي (أ.ف.ب)
مركبة عسكرية أوكرانية تنطلق من اتجاه الحدود مع روسيا وعلى متنها رجال معصوبي الأعين يرتدون الزي العسكري الروسي (أ.ف.ب)
TT

أوكرانيا: 30 جندياً كوريّاً شماليّاً على الأقل قُتلوا وأصيبوا في كورسك الروسية

مركبة عسكرية أوكرانية تنطلق من اتجاه الحدود مع روسيا وعلى متنها رجال معصوبي الأعين يرتدون الزي العسكري الروسي (أ.ف.ب)
مركبة عسكرية أوكرانية تنطلق من اتجاه الحدود مع روسيا وعلى متنها رجال معصوبي الأعين يرتدون الزي العسكري الروسي (أ.ف.ب)

قالت أوكرانيا اليوم (الاثنين) إن قواتها قتلت أو أصابت ما لا يقل عن 30 جندياً كوريّاً شماليّاً نشرتهم روسيا في منطقة كورسك (غرباً) التي تسيطر كييف على جزء منها.

ونُشر آلاف الجنود الكوريين الشماليين لمساندة القوات الروسية على الجبهة التي تشمل منطقة كورسك الحدودية حيث تحاول روسيا استعادة الأراضي التي خسرتها بعد هجوم مباغت شنّته القوات الأوكرانية هذا الصيف، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأوضح جهاز الاستخبارات الأوكراني على «تلغرام»: «في 14 و15 ديسمبر (كانون الأول)، تكبدت وحدات من جيش جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية خسائر كبيرة قرب قرى بليخوفو وفوروجبا ومارتينوفكا في منطقة كورسك الروسية... قُتل وجُرح ما لا يقل عن 30 جندياً».

وأضاف أن هذه الوحدات «يتم تجديدها بعناصر جدد» من كوريا الشمالية التي يقدر مسؤولون غربيون أنها أرسلت ما لا يقل عن 10 آلاف جندي لمساعدة موسكو.