يسعى وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال زيارته لموسكو اليوم الثلاثاء إلى كسب تأييد موسكو لخطة السلام في سوريا وتخفيف دعمها لرئيس بشار الأسد، ودفعها للضغط على النظام السوري للإعلان عن وفد المفاوضين الممثلين للحكومة السورية في المحادثات مع المعارضة السورية، وتهدئة المخاوف الروسية بشأن المعارضة السورية، إضافة إلى مناقشة الوضع في أوكرانيا.
وقبل ساعات من اللقاء تحدث وزير الخارجية الأميركية جون كيري هاتفيا مساء الاثنين مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، واتفقا خلال المكالمة الهاتفية على الشروط المسبقة اللازمة لعقد اجتماع آخر للقوى العالمية حول الأزمة السورية في نيويورك يوم الجمعة القادم. واتفق الوزيران على ضرورة إجراء تعديلات على تشكيل وفد المعارضة السورية الذي سيجري محادثات مع ممثلي الحكومة السورية، وذلك قبل الإعداد لعقد اجتماع نيويورك. واتفق الوزيران أيضًا على وضع لائحة بالجماعات الإرهابية التي يمكن لكل من روسيا والولايات المتحدة التعاون معا في مكافحتها.
وأكد كيري خلال المكالمة على أهمية احترام مبدأ التوافق وتوحيد المواقف خلال اجتماع نيويورك وضمان مشاركة جميع القوى في الاجتماع. وتشير تسريبات إلى اتجاه واشنطن لرفع العقوبات التي فرضتها ضد روسيا في أعقاب احتلالها شبه جزيرة القرم مقابل تراجع روسيا عن دعمها للأسد. وتواصل واشنطن جهودها لعقد اتفاق مع روسيا والقوى الأخرى لعقد اجتماع في نيويورك في الثامن عشر من الشهر الحالي لمواصلة النقاشات حول وقف إطلاق النار في سوريا، وتشكيل حكومة انتقالية والتحضير لبدء حوار بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة في الأول من يناير (كانون الثاني) المقبل. وتدور الشكوك حول هذا الموعد لبدء المحادثات بين ممثلي الحكومة السورية وجماعات المعارضة. وأشار مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأميركية إلى أن الأول من يناير هو الموعد المستهدف لبدء المحادثات وليس موعدا نهائيا. ويتوقع أن يلتقي كيري مع نظيره السعودي عادل الجبير في باريس، حيث شارك كلاهما في اجتماع أصدقاء الشعب السوري أمس، لمناقشة النقاط العالقة بنتائج اجتماعات المعارضة السورية في الرياض قبل سفره إلى موسكو.
وأوضح مسؤول كبير بالخارجية الأميركية يرافق وزير الخارجية في زيارته لموسكو: «إن هدف اللقاء المرتقب بين كيري والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف هو مناقشة الأزمة السورية والوضع في أوكرانيا». وأشار إلى أن كسب التأييد الروسي لدفع خطة السلام بهدف إنهاء الحرب الأهلية في سوريا هو الهدف الأكثر إلحاحا لدى وزير الخارجية الأميركي.
وأوضح المسؤول لـ«لشرق الأوسط» أن الإدارة الأميركية تريد الحفاظ على الزخم الذي تولد في محادثات فيينا والعمل عليه خلال اجتماعات نيويورك المرتقبة في 18 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، والتمسك بجدول زمني لإجراء المفاوضات بين المعارضة السورية وممثلي الحكومة السورية في الأول من يناير.
وقال المسؤول الأميركي: «جانب كبير من العملية هو أن يكون لدينا موقف موحد في نهاية المطاف، ولم نصل إلى ذلك حتى الآن، وعلينا مناقشة كيفية إحداث التغيير ودور الأسد في المرحلة الانتقالية، وهو ما سيناقشه الوزير كيري مع القادة الروس».
وأكد المسؤول الأميركي أن واشنطن تريد من روسيا استغلال نفوذها للضغط على الرئيس السوري بشار الأسد لإرسال وفد مفاوضين من الحكومة السورية للمشاركة في المحادثات مع المعارضة السورية.
واستبقت موسكو زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، اليوم، إلى روسيا وأطلقت تصريحات انتقدت فيها السياسات الأميركية تجاه الأزمة السورية. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن واشنطن لم تظهر استعدادا للتعاون بشكل كامل في القتال ضد تنظيم داعش. وأكدت موسكو أن روسيا ستواصل حث واشنطن على إعادة النظر في تقسيم الإرهابيين إلى طيبين وأشرار.
كيري يتفق مع لافروف على تعديل تشكيل وفد المعارضة السورية المفاوض
واشنطن تطلب من موسكو استغلال نفوذها لتشكيل وفد الحكومة
كيري يتفق مع لافروف على تعديل تشكيل وفد المعارضة السورية المفاوض
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة